حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن منع واشنطن طهران تصدير نفطها، سيخلق ظروفاً مختلفة «تتجاوز التهديد بإغلاق مضيق هرمز»، وهدد مجدداً بزيادة معدل تخصيب اليورانيوم، حال واصل الاتحاد الأوروبي التصرف «بسلبية»، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وقال ظريف، في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرتها في عددها الصادر أمس: «يتعين على الأوروبيين والأطراف الأخرى الموقعة (على الاتفاق) التحرك لتعويض آثار العقوبات الأميركية»، مضيفاً أن الاختبار الحقيقي في ذلك هو الأمور المتعلقة بـ «النفط والبنوك».
واتهم الأوروبيين بـ«السلبية»، مهددا برد فعل من إيران، في حال اختل «التوازن بين الأخذ والعطاء».وذكر أنه ليس بالضرورة أن يكون رد فعل إيران في ذلك هو إلغاء الاتفاق النووي، بل من الممكن «أن نخفض من تطبيقه»، مشيرا في ذلك إلى إمكانية أن تستأنف إيران تخصيب اليورانيوم على نحو مكثف.وطالب ظريف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتطبيق قانون الحجب، ومعاقبة الشركات «إذا انسحبت من صفقات مع إيران بسبب العقوبات الأميركية»، وقال: «يتعين على الأوروبيين أن يقرروا ما إذا كانوا مستعدين لتنفيذ ما يقولون»، مضيفا أن المسألة تتعلق «بما إذا كانت أوروبا تخضع للإملاءات الأميركية». واستبعد وزير الخارجية الإيراني إجراء محادثات مباشرة بين بلاده والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: «لا يوجد أساس لمثل هذه المحادثات»، موضحا أنه فقط في حال عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، «من الممكن التفكير في إجراء محادثات».
إعفاءات
في السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الأول، أن الولايات المتحدة لا تزال تدرس إمكانية إصدار إعفاءات من العقوبات على إيران وعلى أي بلد أو شركة تواصل التعامل معها، بعد 4 نوفمبر، لكنه بقي في الوقت نفسه على موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب الحازم حيال طهران.وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحافي، إنه لا يدري ما إذا كانت العقوبات ستشمل المسؤولين في نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية، إذا ما واصلوا التعامل مع إيران، وهو موضوع تنقسم الإدارة الأميركية بشأنه بحسب تقارير وسائل إعلام أميركية. وأضاف: «لا تخطئوا في الأمر، فبعد 4 نوفمبر، ستكون هناك قواعد مختلفة تماما بالنسبة لأي طرف يرى من الضروري التعامل مع جمهورية إيران الإسلامية، إنه يوم مهم جدا»، مشيرا إلى أن العديد من البلدان باشرت فك ارتباطها الاقتصادي مع إيران منذ الآن.كيري
ووجه انتقادات حادة لسلفه جون كيري بسبب لقائه مسؤولين إيرانيين، في محادثات عبر قنوات خلفية، واتهمه بمحاولة تقويض سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال طهران. وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي، أمس الأول، إن «ما فعله الوزير كيري غير لائق وغير مسبوق... ما كان يجب عليه أن يشارك في هذا النوع من السلوك. الأمر لا يتسق مع طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، كما أمر بها هذا الرئيس. الأمر تخطى كونه غير لائق».ويأتي انتقاد بومبيو لكيري بعد يوم من اتهام ترامب للأخير، في تغريدة، «بعقد اجتماعات غير مشروعة مع النظام الإيراني العدو». وقال بومبيو: «هذا وزير سابق للخارجية يتواصل مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ووفقا لما يقول كان يتحدث معهم، كان يقول لهم أن ينتظروا إلى أن ترحل هذه الإدارة. لا يمكن أن تجد سابقة لمثل هذا الأمر في التاريخ الأميركي». وكانت «الجريدة» انفردت قبل أشهر بخبر عن لقاء بين كيري وكمال خرازي رئيس لجنة السياسة الخارجية في مكتب المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي، في باريس، وعلمت من مصدر أن كيري كان قد طلب من الإيرانيين مقاومة ضغوط ترامب حتى الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، آملا أن يستطيع الديمقراطيون كسب الاكثرية في الكونغرس والوقوف امام افشال الاتفاق النووي.وقال كيري، في مقابلة إذاعية مع محطة فوكس نيوز، في إطار جولة ترويج لكتاب، إنه التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «ثلاث أو أربع مرات» منذ ترك منصبه في يناير 2017. وقال متحدث باسم كيري، في بيان: «لا يوجد شيء غير عادي، ناهيك عن غير لائق أو غير مناسب، بشأن اجتماع الدبلوماسيين السابقين مع نظرائهم الأجانب». وأضاف المتحدث: «ما هو غير لائق وغير مسبوق هو اختطاف منصة وزارة الخارجية من أجل مسرحيات سياسية».وكتب ترامب على «تويتر» ليل الخميس ــ الجمعة أن «جون كيري أجرى لقاءات غير قانونية مع النظام الايراني المعادي، هذا لن يؤدي سوى الى تقويض عملنا الجيد على حساب الشعب الاميركي»، مضيفا «لقد طلب منهم (كيري) الانتظار حتى نهاية إدارة ترامب، هذا سيئ»، ملمحا الى ان هذه الاجتماعات عقدت من دون معرفة الدبلوماسية الأميركية.وسئل كيري، الأربعاء، من المقدم الاذاعي المحافظ هيو هيويت عن نصيحة يمكن ان يقدمها الى ظريف، لمواجهة قرار ادارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، فأجاب: «كلا، هذا ليس شأني».وقال: «حاولت فقط أن أفهم ما يمكن ان تكون ايران مستعدة للقيام به، لتحسين الوضع في الشرق الأوسط».وأكد أنه قال للوزير الايراني: «عليكم الاقرار بأن العالم مستاء مما يحصل مع صواريخكم، مع حزب الله، مع اليمن». وسرعان ما اعتبر المعلقون المحافظون أن ما قام به كيري هو بمثابة «خيانة»، حتى إن بعضهم رأى أنه يستحق «السجن».من جهتها، سخرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت من كيري الذي يجول على وسائل الإعلام «للتباهي بأنه عقد اجتماعات مع الحكومة الإيرانية». وأضافت ناورت، أمام الصحافيين، «اطلعت ايضا على معلومات مفادها أنه يقدم نصائح الى الحكومة الايرانية. إن افضل نصيحة يمكن ان يسديها لها هي وقف دعم المجموعات الارهابية في انحاء العالم».إيران تدرس إعفاء السياح من ختم الجواز
أعلن رئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية علي أصغر مؤنسان أن طهران تدرس إمكانية حذف ختم تأشيرة الدخول إلى أراضيها من جوازات السياح الوافدين.وفي تصريح أدلى به أمس، أشار مؤنسان إلى الاقتراح الذي قدمته منظمته، وقال، إنه وفقاً للمباحثات، التي أجريت مع قوى الأمن الداخلي لا مشكلة في هذا المجال، مضيفاً أن مسؤولي وزارة الخارجية مواكبون للاقتراح.وأوضح أن جميع المعلومات اللازمة المتعلقة بالسائح القادم إلى البلاد تسجل في أجهزة الكومبيوتر، لذا لن تحدث أي مشكلة مع تطبيق هذا الاقتراح. وأشار مؤنسان إلى انخفاض عدد السياح الإيرانيين الى الخارج وقال، إنه وفقاً للإحصائيات المتعلقة بالأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، فقد انخفض عدد السياح الإيرانيين إلى الخارج بنسبة 8.6 في المئة.