لا مؤشرات تدل على قرب الخروج من نفق التأليف الحكومي في وقت يحكى عن اتصالات يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري، بعيدا من الأضواء، مع أكثر من طرف محلي، تركّز على البحث في التعديلات التي يمكن إدخالها الى المسودة التي سلّمها منذ أسابيع الى رئيس الجمهورية ميشال عون.

ومن المتوقع أن يلتقي عون والحريري خلال الساعات المقبلة قبل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأمل الحريري، في تصريح مساء أمس الأول، أن «تزول الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة»، وقال: «إيماني بأن كل الأفرقاء السياسيين يعرفون التحديات التي تواجهنا، سواء كانت إقليمية أو أمنية أو اقتصادية او بيئية».

Ad

وأضاف الحريري: يجب علينا أن نتواضع قليلا ونفكر أكثر بالبلد، لأن الوضع الاقتصادي بحاجة الى عناية، ونحن لدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر سيدر للنهوض بالبلد».

في موازاة ذلك، بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارة رعوية الى الشوف، أمس، استهلها من منطقة الباروك.

وشدد الراعي على «قيمة لبنان بمكوناته المتنوعة، وأنه لا يمكن الاستغناء عن أي مكوّن، فأهمية لبنان هي بتعدديته وبحرياته».

وقال «نجدد اليوم إيماننا بلبنان والتزامنا بمعاني النشيد الوطني لكي نترجمه في عملنا السياسي والوطني»، جازما «بأنه لا يمكن أن يبنى وطن من دون محبة».

ولفت الى «اننا نعيش اليوم أزمة محبة وأزمة ثقة تتسبب في تأخير تشكيل الحكومة»، مؤكدا «أن حكومة الوحدة الوطنية تبدأ بالمصالحة الوطنية الشاملة». ودعا الراعي إلى «حكومة طوارئ حيادية للحفاظ على لبنان».

إلى ذلك، اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب حكمت ديب، أمس، أن «هناك نية لضرب العهد وتعطيله من خلال عرقلة تشكيل الحكومة،» مؤكدا أنه «لم يتم حل العقدة الدرزية بعد، فالتمثيل الذي يحصر تمثيل الطائفة بفريق سياسي واحد، يجعل الجمهورية كلها تتعطل وليس فقط الحكومة»، مشبها ذلك «بالحبل الملفوف على رقبة اللبنانيين، ونتيجته أسوأ من بيضة القبان، لأنه يمكنه أن يعطّل أي قرار سياسي طوال العهد».

كما اعتبر نائب الأمين العام لـ «حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، مساء أمس الأول، ان «تأخير تشكيل الحكومة ضرر يزداد، ويضاف إلى الأضرار الأخرى، وهذا التأخير ينعكس سلبا على حياة الناس ومتطلباتهم، فالكثير من القضايا الخدماتية والاقتصادية والتوظيف وحماية مصالح الناس يتطلب حكومة ساهرة وعاملة لتصنع الحلول وتتحمل مسؤوليتها».

ولفت الى أنه «ليس في التأخير خير، وبما أن الرغبة عند الجميع بأن تكون حكومة وحدة وطنية، فالإسراع مع القبول بالتمثيل من دون المبالغة في العدد يحققها، ويطلق العمل لمواجهة التحديات المالية والاقتصادية بشكل خاص. وليس معلوما أن يؤدي التأخير إلى حل آخر، فلنكسب الوقت ونخفف عن الناس أعباءهم الخدماتية والحياتية».