ترأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس، غداة تلقيه اتصالا هاتفيا من مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، تم خلاله التباحث حول العلاقات الثنائية، وعدد من القضايا بخاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وأبرز ملفات الشرق الأوسط. وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، بأن مستشار النمسا عبّر عن رغبة فيينا في تطوير العلاقات مع القاهرة على مختلف المستويات، مشيدا بالإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر أخيرا في مجال التنمية ومشروعات البنية التحتية، وخطوات الإصلاح الاقتصادي.

كما أشاد كورتز بجهود مصر الفعالة في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن، وجهودها الناجحة في مواجهة الهجرة غير الشرعية لأوروبا عبر حدودها، وأكد أن النمسا، بصفتها الحالية رئيسا للاتحاد الأوروبي، تعتبر مصر شريكًا محوريًا تعول على دورها المركزي والفاعل لضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط ونشر السلام بين دوله.

Ad

من جهته، وصف الرئيس المصري العلاقات التي تجمع مصر والنمسا بالمتينة والقوية، مع توافر الإدارة والرغبة في دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين إلى أفق أرحب؛ خاصة في المجالات الاقتصادية كافة، وأوضح السيسي جهود بلاده في مجال مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار، والعمل على ضبط الحدود البرية والبحرية، الأمر الذي أسفر عن عدم تسجيل أي حالة للهجرة غير الشرعية لأوروبا من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016.

اجتماع ثلاثي

في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس، والقبرصي نيكوس خريستوذوليديس، في القاهرة مساء أمس الأول، وصرح المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، أحمد أبوزيد، بأن اللقاء يأتي في إطار حرص الوزراء الثلاثة على التشاور والتنسيق المستمر تعزيزا لعلاقات الصداقة القوية القائمة بين القاهرة ونيقوسيا وأثينا، والتي باتت تمثل أساسا استراتيجيا مهما وراسخا في المنطقة.

وأشار أبوزيد إلى أن الاجتماع الثلاثي تطرق إلى الإعداد للقمة المقبلة لآلية التعاون بيد الدول الثلاث، والمقررة في جزيرة كريت اليونانية، قبل نهاية العام الحالي، واستعرض وزراء الخارجية التقدم في تنفيذ مشروعات التعاون المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي، ويأتي على رأسها مشروع الربط الكهربائي بين القارتين الإفريقية والأوروبية عبر الدول الثلاث، ومشروعات التعاون في مجال الطاقة في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي في منطقة شرق «المتوسط».

في الأثناء، وقّع وزير البترول المصري، طارق الملا، أمس، اتفاقيتين جديدتين مع شركات نفط عالمية للتنقيب عن البترول والغاز باستثمارات تقدر بأكثر من مليار دولار، وقالت وزارة البترول، في بيان رسمي، إن الاتفاقية الأولى مع هيئة البترول وشركتي شل العالمية وبتروناس الماليزية في منطقة البحر المتوسط بشمال غربي الدلتا، فيما تضم الاتفاقية الثانية مع هيئة البترول وشركات كويت إنرجي ودوفر الكندية وروكهوبر البريطانية في منطقة أبو سنان بالصحراء الغربية.

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة المصرية، أمس، الاستنفار، بعد وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين، بعد خضوعهم لأعمال الغسل الكلوي بمستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية، الأمر الذي كشف عن فصل جديد من فصول تراجع كفاءة المنظومة الطبية في المستشفيات الحكومية المصرية، وسط مطالب عاجلة بتطويرها.

وكلف رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، بسرعة التوجه إلى مستشفى ديرب نجم، لمتابعة الأزمة ومعرفة ملابساتها، مطالبا بسرعة التحقيق لمعرفة ما حدث أثناء أعمال الغسل الكلوي للمرضى، مع اتخاذ الإجراءات الصارمة في حالة وجود إهمال أو تقصير أو وقوع مخالفات.

وبينما قرر النائب العام المستشار نبيل صادق، فتح تحقيق في الواقعة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، خالد مجاهد، إن الواقعة حدثت بعد إجراء الشركة المسؤولة عن أعمال الصيانة بوحدة الغسل الكلوي، وهي الشركة المصرية الدولية الهندسية، والتي تم التعاقد معها منذ 6 أشهر، وأن الواقعة الأخرة حدثت بعد أعمال الصيانة الأخيرة مباشرة.

وكشف مجاهد أن وزيرة الصحة قررت تشكيل 3 فرق من الوزارة، تضم فريقا من الطب الوقائي لسحب عينات من المياه، وفريقا من الطب العلاجي والمدير العام للكلى الصناعية، وفريق ثالث من التفتيش الفني، لافتا إلى أنه تم فتح تحقيق عاجل في الواقعة، وأنه لن يتم التستر على المقصرين، إذا ثبت تورط أي طرف في إهمال أو تقصير.