الـ«ساسيم» تفرض شروطها في لبنان ماذا عن قرصنة الأغاني وسرقتها؟!
حفاظاً منها على حقوق الملكية الفكرية للفنانين، والحدّ من الفوضى المستشرية فيما يتعلق باستخدام أغاني كبار الفنانين لأغراض إعلانية أو أدائها في الأماكن العامة من مقاهٍ وغيرها، أصدرت شركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (SACEM) ومجلس المؤلفين والملحنين في لبنان (CACL) الموقعان لبروتوكول تعاون فيما بينهما، تعميماً يتعلق بالإجراءات الواجب اتباعها لاستعمال الأعمال الموسيقية في الأنشطة التي ينظمها الأشخاص الطبيعيون والمعنويون.
يوضح تعميم شركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى (SACEM) الأخير أن كل استعمال أو أداء أعمال موسيقية مصحوبة أو غير مصحوبة بكلام بواسطة أي جهاز أو وسيلة أو بشكل مباشر، يعود بشكل حصري إلى صاحب حق المؤلف وحده. لذلك يجب الاستحصال منه على إذن مسبق وبصورة خاصة لبث واستعمال أعماله في الإذاعة، والتلفزيونات، وعلى الإنترنت، وفي المسارح والسينما، والإعلانات، والمقاهي والمرافق التجارية والسياحية، والفنادق والمنتجعات، ومن يرغب بإعادة توزيع العمل الموسيقي أو تكييفه أو تعديله، ويمكن لصاحب الحق منع الاستعمالات التي تمس بحقه المعنوي.يضيف التعميم أن الأعمال التي تبث على الأراضي اللبنانية تخضع للقانون اللبناني حتى ولو كان مصدرها خارج لبنان، وحدد سلسلة ممنوعات من بينها: منع وضع أعمال موسيقية على الإنترنت حتى ولو كان ذلك للاستماع المجاني، ومنع بث أعمال مؤداة بصوت فنان آخر غير مؤد العمل الأساسي، ومنع بث الإعلانات التي تستعمل موسيقى مصحوبة بكلمات أم لا، ومنع إعادة تقديم أي عمل موسيقي بتوزيع جديد، ومنع استعمال أعمال موسيقية في الإعلانات أو على شكل شعار موسيقي (Jingle) أو شعار (Slogan) أو نغمة لرنة الهاتف، أو لموسيقى الانتظار. كذلك يندرج ضمن الممنوعات: التسويق للبرامج الفنية بعبارات تؤدي إلى التباس مثلاً عبارة «حفلة فيروزيات» أو «رحبانيات» أو «كلثوميات»، وبث الأعمال الموسيقية في المطارات وشركات الطيران وفي المقاهي والمرافق السياحية والتجارية كالمطاعم والفنادق والمنتجعات، ومقاهي الأراكيل، ومحلات تجارية صغيرة وكبيرة.
يؤكد التعميم أن على الأشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين يرغبون باستعمال الأعمال الموسيقية المحمية أن يتقدموا بطلب ترخيص بذلك من شركة SACEM الحائزة إفادة وزارة الثقافة في لبنان رقم 1/أج سندا» لأحكام المادة 5 من المرسوم التطبيقي رقم 918/2007 ودفع ما يتوجب عليهم لقاء ذلك ليعاد توزيعه لأصحاب الحقوق.
قرصنة
يعيد صدور هذا التعميم إلى الأذهان القرصنة التي تتعرض لها أعمال الفنانين اللبنانيين من جهات خارجية، وعدم تحرك الـ «ساسيم» الفعلي لوقفها، آخرها قرصنة إسرائيل أغنية إليسا «ع بالي حبيبي». صحيح أن «مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان» أرسل كتاباً إلى الجمعية الأم في فرنسا يوضح بالوثائق والأدلة والمستندات القرصنة الإسرائيلية للفن اللبناني، ولكن يبقى هذا التحرك غير كافٍ ولن يؤدي إلى ردع إسرائيل وغيرها ما لم تبادر الـ «ساسيم» إلى تحريك القضاء العالمي لمواجهة هذه الآفة باعتبار أن لبنان لا يستطيع التحرك مباشرة ضد إسرائيل لأنها دولة عدوة. من جهة أخرى، برزت إلى الواجهة منذ أشهر قضية بيع الـ «ساسيم» أعمالاً للفنانة سميرة توفيق من دون استشارتها، لفنانة تدعى زينات. دفع هذا الأمر ابنة شقيقة سميرة توفيق، لينا رضوان إلى نشر تفاصيل ما حصل عبر حسابها الرسمي على موقع «فيسبوك» مؤكدة أن الـ«ساسيم» في لبنان قبضت الحقوق من دون استشارة سميرة توفيق.. وتساءلت: هل يقر قانون الـ «ساسيم» بيع الأغاني من دون العودة إلى مالكيها أو مرجعياتها في لبنان؟يُذكر أنه يحق للشاعر أو الملحن والناشر بيع أغاني الفنان من دون الرجوع إليه، وقد أوضح رئيس الهيئة التنفيذية لجمعية مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان، الموسيقي أسامة الرحباني، أنه يجب معرفة الأغاني التي تم بيعها ومن كتبها ولحّنها، لمعرفة ما إذا كان يحق لهم بيعها، ومؤكداً أنّ وظيفته هي الدفاع عن حقوق الفنانين.يبقى القول إن التعميم الصادر عن الـ«ساسيم» مهم لتنظيم العمل الفني في لبنان لكنه يبقى ناقصاً إذا لم يكن فاعلاً بقوة في منع كل أشكال السرقة وليس الاكتفاء بمنع بث الأغاني في الساحات العامة والمقاهي...
الأعمال التي تبث على أراض لبنانية تخضع للقانون اللبناني حتى ولو كان مصدرها خارج لبنان