نساء إفريقيا ينتمين إلى القمة
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
إن التحيز الاقتصادي يضر بشكل خاص الفتيات، فعندما تكون الموارد محدودة، يجب على الأسر الفقيرة اختيار بعض الأطفال لإرسالهم إلى المدرسة وفي العديد من المناطق، يُنظر إلى الأولاد على أنهم استثمار أضمن وفي غضون ذلك، تتزوج الفتيات أو يرسلن للعمل في الحقول أو كخادمات في المنازل.يتمثل أحد أهداف مؤسسة جويس باندا في تعزيز الاستقلالية المالية للنساء في مالاوي وبالتالي تهيئة الظروف الملائمة لتطور الفتيات الصغيرات ليصبحن قائدات المستقبل، حيث تشير الأدلة إلى أنه عندما تعمل المرأة فإنها تستثمر 90 في المئة من دخلها في أمور تعود بالنفع على أسرتها مقارنة بنسبة 35 في المئة للرجل، وعلاوة على ذلك، بمجرد أن تحصل المرأة على دخلها الخاص فإنها تكون أكثر قدرة على المشاركة في العملية السياسية. إن تغيير المعايير الثقافية المترسخة حول نوع الجنس والهوية - وتطوير المزيد من القيادات النسائية - يبدأ في الفصل الدراسي حيث يجب تعليم الفتيات في سن الدراسة تقدير أنفسهن وتقدير بعضهن البعض، وأن من حقهن أن يكن متعلمات وبصحة جيدة وأن يتم تمكينهن. وفي مدرسة مؤسسة جويس باندا في بلانتير- مالاوي، يتبنى المعلمون منهجًا يستند إلى أربعة مبادئ رئيسية، وهي القيم العالمية والتفاهم العالمي وخدمة الإنسانية والتميز. تتحرك أجزاء من إفريقيا في الاتجاه الصحيح، واليوم أصبح ما يقرب من ربع النواب في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية من النساء مقارنة بنسبة 10 في المئة فقط في عام 1997، وفي الوقت نفسه فإن رواندا تحتل المركز الأول من حيث نسبة عدد النواب من النساء كما تم انتخاب النساء في جميع أنحاء إفريقيا لأدوار قيادية على جميع مستويات الحكومة.ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي علينا عمله، وكما سوف توضح مؤسسة بيل وميليندا غيتس في تقريرها السنوي والذي سيصدر في وقت لاحق من هذا الشهر، أنه يجب على الحكومات أن تجدد الالتزام بدعم تنمية القائدات من خلال الاستثمار في صحة النساء والفتيات وتعليمهن. إن تقديم الخدمات للفتيات تحت سن العاشرة وخاصة في المناطق الريفية يعتبر أمراً ضرورياً من أجل أن تتمكن إفريقيا من تحقيق المساواة الدائمة بين الجنسين. وعلى مدار مسيرتي المهنية في مالاوي - أولاً في المجتمع المدني ثم كعضو في البرلمان وأخيراً، كرئيسة - أصبحت مقتنعة بأن الطريقة الوحيدة لتغيير النظرة الإفريقية الكارهة للمرأة هي بمساعدة المزيد من النساء على الوصول إلى أعلى مستويات السلطة، حيث تظهر الأبحاث في الهند أنه عندما تزيد الحكومات النسبة المئوية للنساء في صفوفها فإن القضايا الإجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم والأمن الغذائي تحظى بأولوية أعلى، وبالتالي فإن وجود المزيد من النساء في القيادة أمر جيد للجميع.يولد القادة ويصنع القادة أيضا، ولكن عندما يولد هؤلاء القادة في إفريقيا لا يتم الاعتراف بهم دائمًا، ومن أجل إتاحة الفرصة أمام المزيد من الشابات لتنمية مواهبهن وتطبيق مهاراتهن، يتعين على قادة اليوم أن يمهدوا الطريق أمام قيادات الغد من النساء.* جويس باندا* الرئيسة السابقة لجمهورية مالاوي كما أسست مؤسسة جويس باندا."بروجيكت سنديكيت – 2018" بالاتفاق مع "الجريدة"