طهران تستبعد ضمناً حصول لقاء بين ترامب وروحاني بنيويورك

• صالحي يشتكي بطء أوروبا في إنقاذ الاتفاق النووي • قاسمي: لا خلاف بين ظريف والرئيس الإيراني

نشر في 18-09-2018
آخر تحديث 18-09-2018 | 00:00
جانب من السفارة الإيرانية في أثينا كما بدا أمس  (أ ف ب)
جانب من السفارة الإيرانية في أثينا كما بدا أمس (أ ف ب)
نفت إيران أن تكون لديها نية للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة، التي تكثف ضغوطها لإرغامها على تقديم تنازلات بعدة ملفات، بينها سلوكها في المنطقة وبرنامجها النووي، في حين تعرضت القنصلية الإيرانية في أثينا لاعتداء، ضمن سلسلة هجمات شملت مقرات دبلوماسية للجمهورية الإسلامية بعدة دول.
مع تزايد التقارير عن عقد تفاهمات ولقاءات بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين لحلحلة خلافات بعدد من الملفات، ووسط حديث عن جهود لعقد لقاء بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، الذي يزور نيويورك قريباً لحضور اجتماع للأمم المتحدة، أكدت الخارجية الإيرانية عدم وجود نية للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة في ظل "الظروف الراهنة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، أمس، في تصريحات: "إيران لا تفكر أساسا في التفاوض مع واشنطن، في الظروف الراهنة".

وألقى باللوم على ترامب في خلق هذا الوضع بـ"تسرعه في الخروج من الاتفاق النووي بصورة ساذجة وغير مسؤولة".

وأعرب قاسمي عن أمله في أن يتم عقد اجتماع بين وزراء خارجية إيران ودول "1+4"، التي لا تزال متمسكة بالاتفاق النووي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إنه تم اتخاذ الخطوات التمهيدية اللازمة بهذا الصدد.

ورأى أن "الاتصالات التقنية بين إيران وأوروبا مستمرة وتمضي بسرعة أكبر، وفي المسار الصحيح".

روحاني وظريف

في سياق قريب، نفى قاسمي ما تردد عن وجود خلاف بين روحاني وظريف، وقال: "إنّ ما تناقلته وسائل الإعلام حول نشوب خلاف فی وجهات النظر بین رئیس الجمهوریة ووزیر الخارجیة بشأن مشاركة أو عدم مشاركة روحاني في اجتماع الجمعیة العامة لمنظمة الامم المتحدة لا أساس له من الصحة".

وتابع، رداً علی أسئلة حول هذا النبأ، أنّ وزارة الخارجیة ستتخذ قرارها في هذا الشأن، بناء علی مصالح البلاد ومتطلبات الأوضاع الراهنة والمعاییر المحددة مسبقاً، واصفاً مشاركة الرؤساء الایرانیین في اجتماع الجمعیة العمومیة بأنها لیست بالأمر الجدید، معتبراً المشاركة السنویة فرصة دبلوماسیة هامة تستعرض ایران من خلالها وجهات نظرها وتطلق مواقفها، وتعقد اجتماعات هامشیة مع مسؤولین من دول أخری.

وقال قاسمي: "أتصور أنّ روحاني سیشارك في الاجتماع الدولي، لأنّ الزیارة ستكون فرصة له ولوزیر الخارجیة كي یعقدا اجتماعات مع مسؤولي الدول الأخری".

بطء أوروبا

في غضون ذلك، اعتبر رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تسريع جهوده لإنقاذ الاتفاق النووي وحماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأميركية، التي فرضتها واشنطن لخنق الاقتصاد الإيراني.

وفي كلمته أمام الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماعها السنوي، اعترف صالحي بجهود الاتحاد الأوروبي، لكنه قال: "نعتقد أن نهج التدرج المتبع حتى الآن ليس هو الآلية المناسبة، على أي حال، لمواجهة الوضع الناشئ عن السياسة الأميركية المتهورة".

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى احترام التزاماته التي قطعها بشأن إنقاذ الاتفاق. ولم يكرر صالحي التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال الأسبوع الماضي إن بلاده يمكن أن تبدأ في تنفيذ الاتفاق النووي بطريقة جزئية أو مخففة، وإنه يمكنها تعزيز تخصيب اليورانيوم.

سلسلة اعتداءات

في سياق آخر، استبعد المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة وجود صلة مباشرة بین الاعتداء علی القنصلیة الایرانیة في البصرة والاعتداء علی السفارة الإیرانیة في باریس.

وأضاف قاسمي أنّ الخارجیة الایرانیة أعلنت موقف البلاد من الحادثین، واتخذت الإجراءات المطلوبة، معرباً عن اعتقاده بأنّ عناصر منتمیة إلی دولة قد تكون خارجة عن المنطقة قامت بتنفیذ الاعتداء علی القنصلیة الإیرانیة في البصرة.

وعزا إحراق قنصلية البصرة الذي جاء بالتحدید في الآونة الأخیرة والظروف الراهنة إلی مساعٍ تستهدف العلاقات بین الشعبین الایراني والعراقي، مؤكداً أنّ المؤامرة لم تنل بغیتها.

وبالنسبة إلى ما حدث للسفارة الایرانیة في باریس، عبّر قاسمي عن اعتقاده بأنّ جماعة منتمیة إلی "زمرة إرهابیة" قامت بهذا الاعتداء، لكنها فشلت في بلوغ هدفها ولم تنجح في اقتحام السفارة، رغم إلحاقها أضراراً بمبنی السفارة، لافتاً إلی الرسالة الاحتجاجیة الایرانیة التي نقلتها الوزارة إلی السلطات الفرنسیة.

وبالتزامن مع نفي قاسمي لتعرض المقرات الدبلوماسية الإيرانية لـ"سلسلة اعتداءات"، حطم نحو عشرة أعضاء من مجموعة "روبيكون" اليونانية الفوضوية، زجاج البوابة الأمامية للسفارة الإيرانية في أثينا، وألقوا طلاء أحمر داخل حرمها، أمس.

على صعيد منفصل، اتهم وزير الخارجية الإيراني، أمس الأول، موقع "تويتر" بإغلاق حسابات لإيرانيين "حقيقيين"، في الوقت الذي تسمح فيه باستمرار حسابات مناهضة للحكومة تدعمها الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار سخرية من المعارضين الايرانيين، مذكرين الوزير الإيراني بأن "تويتر" ممنوع في ايران، إلا للمسؤولين.

سخرية من ظريف لاعتراضه على حذف حسابات إيرانية في «تويتر»
back to top