«مهرجان الحكايات والموسيقى»... التراث الشفهي
على لسان حكواتيين من فلسطين ولبنان ومصر
تشهد مدينة بيروت بين 27 و29 سبتمبر الجاري، «مهرجان الحكايات والموسيقى»، وهو تظاهرة فنية ثقافية تعيد إلى الحكاية الشعبية ألقها، وتقربها من الجيل الشاب الذي اعتاد مشاهدة القصص والحكايات على الشاشة، ودفعه إلى تلمس متعة الحكاية المروية على لسان الحكواتي الذي كان مصدر التسلية الأول قبل اختراع التلفزيون وقبل سيطرة التكنولوجيا على حياتنا.
يندرج «مهرجان الحكايات والموسيقى» ضمن إطار مشروع «حكاياتنا.. حكاية» المموّل من مؤسستي «التعاون» و«كمال الأزعر» بتونس، وهو من تنظيم جمعية «السبيل» و«دار النمر». على مدى ثلاثة أيام، تُقام عروض حكايات شعبية وموسيقى في بيروت وصور وطرابلس، بمشاركة حكواتيين من لبنان والخارج. كذلك تنظم جمعية «السبيل» طاولة مستديرة حول الحكايات الشعبية في 28 سبتمبر الجاري بمشاركة متخصصين في المجال.في إطار المشروع نفسه نُظمت دورة تدريبية لمدة خمسة أيام لبناء قدرات حكواتيين، أدارها الحكواتي جهاد درويش، والفنان خالد العبدالله، والمخرج ناجي صوراتي.
يهدف المهرجان إلى الحفاظ على التراث الشفهيّ، لا سيما الحكايات الشعبيّة، وتشجيع نشرها من خلال إقامة عروض لحكواتيّين من بلدان عربيّة، تتضمّن حكايات تراثيّة وشعبيّة، من فلسطين ولبنان ومصر. في البرنامج عروض لحكايات شعبيّة للصغار صباحاً والكبار مساءً، في كلٍّ من «بيت الفنّ» بطرابلس، و«دار النمر» ببيروت، و«مركز المطالعة» بصور.
تفاعل مع الجمهور
هذا المهرجان هو الثاني الذي يشهده لبنان هذا العام بعد «المهرجان الدولي للحكاية الشفهية والمونودراما» في دورته التاسعة عشرة الذي نظّمه «بيت الفنون والحكاية»، بالتعاون مع مسرح مونو و«بيت»، وهو موعد سنوي، يعيد إلى الحكايا الشعبية أمجادها، ويشتغل على المخيلة والتفاعل مع الجمهور. شارك في المهرجان إلى جانب حكواتيين من لبنان وفلسطين كل من الحكواتيين الفرنسيين باسكال كيري، وسيرج فالنتان، والبلجيكية صوفي كليرفايت. كذلك تضمن عرضاً بعنوان «مسابقة الكذابين»، وهي مباراة سنوية، تعدّ من ثوابت المهرجان الشعبي، ويعتمد المشاركون على الارتجال واللعب، بالتواطؤ والتفاعل مع الجمهور.الحكواتيّون المشاركون
الحكواتيّون المشاركون «مهرجان الحكايات والموسيقى» هم: اللبنانيّ الفرنسيّ جهاد درويش، والمصريّة عارفة عبد الرسول، والفلسطينيّ حمزة عقرباوي، واللبنانيّة خزامة جوهري، والفلسطينيّ خالد نعنع، واللبنانيّة نجوى مزهر، والفلسطينيّ سليم السوسي، وترافقهم موسيقيّاً عازفة الناي سناء شبّاني.جهاد درويش: ولد في قرية المروانيّة (جنوب لبنان)، أنشأ أول مركز لتوثيق الحكاية الشعبيّة في لبنان ضمن مشروع لـ«مدرسة الحكايات» و«منتدى التراث والثقافة في الهرمل». تسلّم الإدارة الفنيّة لـ«المهرجان الدولي للحكاية الشفهية والمونودراما» في بيروت الذي ينظّمه مسرح مونو منذ عام 2000. كذلك يتولّى الإدارة الفنية لمهرجانات الحكاية في مدينة نيس الفرنسيّة، وسان دوني في جزيرة لا ريونيون الفرنسيّة (قبالة مدغشقر في المحيط الهندي)، وفي جيبوتي.عارفة عبد الرسول: ممثلة وقاصة مصرية، من مواليد حي الحضرة الواقع بمدينة اﻹسكندرية، تخصصت في مجال الحكايات على خشبة المسارح في مصر. في بداياتها في الثمانينيات من القرن الماضي عملت في إذاعة اﻹسكندرية ثم التحقت بفرقة الورشة المسرحية، وقدمت «حكايات بنت البقال»، أشهر عروضها التي أكسبتها شهرة واسعة في الأوساط الثقافية. إلى جانب المسرح، شاركت في بطولة أعمال تلفزيونية من بينها «موجة حارة، وبدون ذكر أسماء، وامبراطورية مين، وتحت الأرض».حمزة العقرباوي: حكواتي فلسطيني، يهتم بجمع الموروث الشعبي وما يرتبط بالحياة اليومية في فلسطين، من أمثال وأهازيج ومعتقدات شعبية. ينظم جولات معرفية في الأرض الفلسطينية لربط الإنسان بالجغرافيا عبر حكايا الجغرافيا وحكايا الأحداث في المكان.سليم السوسي: يتمتع بحسّ فكاهة عال وأسلوب سردي شعبي.
نُظمت دورة تدريبية لمدة خمسة أيام لبناء قدرات حكواتيين