يبدو أن فريق فيراري الإيطالي، الذي ينافس في بطولة العالم لسباقات الجائزة الكبرى للسيارات (فورمولا - 1) لم يعد يثق بحظوظ سائقه الألماني سيباستيان فيتيل، في التتويج بلقب البطولة هذا العام.

وكان فيراري هو الفريق الأوفر حظا في الفوز بسباقي مونزا وسنغافورة الماضيين، إلا أن البريطاني لويس هاميلتون، سائق مرسيدس، كان هو من فاز بالسباقين.

Ad

واقترب هاميلتون كثيرا من لقبه العالمي الخامس، بعد أن فاز بأربعة سباقات من أصل السباقات الخمس الأخيرة في "فورمولا1".

وجاءت انتصارات هاميلتون، بفضل تألقه الكبير خلال هذه السباقات، إضافة إلى الأخطاء التي ارتكبها فيراري.

وقبل ستة سباقات على نهاية الموسم، يبتعد فيتيل بأربعين نقطة كاملة عن هاميلتون في ترتيب السائقين.

وسيتوج البريطاني باللقب، حتى لو فاز فيتيل بخمسة سباقات من السباقات المتبقية حتى نهاية الموسم، حيث يكفيه في هذا الصدد أن يحل ثانيا في ستة سباقات

وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أمس الأول: "هذه هي نهاية بطولة العالم"، فيما أكدت صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" نفس المعنى، حيث قالت: "فيتيل يودع اللقب".

وذكرت صحيفة بيلد الألمانية، بعد أن أنهى فيتيل سباق سنغافورة الليلي الذي أقيم الأحد في المركز الثالث: "مساء الخير يا فيتيل".

وتألق هاميلتون بشكل كبير في التجارب الرسمية السبت الماضي، ليقتنص مركز الانطلاق الأول، كما بسط سيطرته ببراعة على مجريات السباق يوم الأحد.

لكن على النقيض، عادت فيراري لارتكاب الأخطاء مع فيتيل، عندما كان السائق الألماني في المركز الثاني دخل إلى حظيرة الصيانة، في محاولة منه للتفوق على هاميلتون بعد التوقف، لكن انتهى به الأمر إلى خسارة مركزه لمصلحة الهولندي ماكس فيرستابن، بدلا من أن ينافس مرسيدس على الصدارة.

وقال هاميلتون عقب السباق: "لم أكن أتوقع أنني سأخرج من سنغافورة وقد حصلت على عشر نقاط إضافية، لكنني أشعر بامتنان كبير".

وفي 8 يوليو الماضي عندما انتهى سباق بريطانيا على مضمار سيلفرستون، كان فيتيل يحتفل بفوزه بهذا السباق، وهو الفوز الذي منحه فارق ثماني نقاط على القمة، وأثرى تطلعاته فيما يتعلق السباقات التالية.

لكنه لم يفلح سوى في الفوز بسباق واحد فقط من السابقات الخمسة التالية، فيما فاز هاميلتون بالسباقات الأربعة المتبقية، ويعود ذلك إلى أخطاء القيادة التي ارتكبها في بعض السباقات مثل سباق هوكينهايم، والأخطاء الاستراتيجية، كما حدث في سنغافورة، أو لسوء الحظ، وذلك عندما اصطدم بهاميلتون في سباق مونزا، وتعرَّضت سيارته الفيراري لأضرار.

وكانت النتيجة النهائية لكل ما تقدم هي تأخر فيتيل بأربعين نقطة عن السائق البريطاني.

وأوضح فيتيل في تحليله الفني لسباق سنغافورة: "كانت استراتيجيتنا هي التقدم على لويس بعد التوقف، لكنها لم تؤتِ ثمارها المرجوة، وكانت خسارة المركز الثاني لمصلحة فيرستابن بمثابة عقوبة".

وأضاف السائق الألماني (31 عاما): "سأدافع دائما عن الفريق، في السباق نتخذ قرارا بالهجوم والتحلي بالجرأة. إذا أتى هذا بنتائجه المرجوة، فإنه سيكون شيئا رائعا، وإذا لم يأتِ بما هو منتظر منه، فسيكون حينها الانتقاد أمرا سهلا، لكنني دائما سأدافع عما قمنا به".

ووجَّه فيتيل رسالة إلى أعضاء فريق فيراري، حيث قال: "الاختباء ليس خيارا. لدينا جميع الأدوات التي نحتاجها".

وحصل فيتيل على اللقبين اللذين في جعبته حاليا، بعد أن حقق عودة وانتفاضة كبيرة في الأمتار الأخيرة من الموسم، ففي موسم 2010 كانت متأخرا بـ 31 نقطة عن هاميلتون قبل خمسة سباقات على نهاية البطولة، كما نجح عام 2012 في تعويض فارق وصل إلى 42 نقطة بينه والإسباني فيرناندو ألونسو خلال السباقات التسعة الأخيرة.

لكن فيتيل يثق هذه المرة بأن هاميلتون لن يفرِّط في أي فرصة للفوز باللقب.

وقال توتو وولف، مدير فريق مرسيدس: "لا يهم الفارق، سواء كان 40 نقطة أو صفرا من النقاط. هذا لن يغير شيئا بالنسبة لنا، علينا أن نستمر في الضغط على دواسة الوقود، ولا يمكننا أن نرتكب أخطاء".