إلى أي مدى ستتسع دائرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين؟
تفرض أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تفرضان رسوماً جمركية على سلع قيمتها 360 مليار دولار، ويحذر الخبراء من أن التعريفات الجديدة تشكل تصعيداً خطيراً سيؤثر على نمو الاقتصاد العالمي.
توسع نطاق الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كثيراً بعدما أعلن الجانبان أكبر موجتين من الرسوم الجمركية في صراعهما حتى الآن، ويرى المحللون أن النزاع يتجه إلى منطقة أسوأ حتى مع استجابة بكين الهادئة نسبياً، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".ويعني التصعيد الأخير من الجانبين، أن القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم تفرضان رسوماً جمركية على سلع قيمتها 360 مليار دولار، ويحذر الخبراء من أن التعريفات الجديدة تشكل تصعيداً خطيراً سيؤثر على نمو الاقتصاد العالمي.وقالت الحكومة الصينية هذا الأسبوع، إنها ستفرض رسوماً جمركية على سلع أميركية قيمتها 60 مليار دولار، في أعقاب إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استهداف حصة جديدة من الواردات الصينية قيمتها 200 مليار دولار.
وتبدأ التعريفات الجمركية الأميركية بمعدل 10 في المئة، وتفرض في الرابع والعشرين من هذا الشهر، قبل أن ترتفع إلى 25 في المئة نهاية العام الحالي، وسوف تشمل آلاف المنتجات الصينية، بدءاً من توابل الطعام وقفازات البيسبول إلى أجهزة التوجيه الشبكية وقطع غيار الآلات الصناعية.فيما ستُفرض التعريفات الصينية بنسبة 5 أو 10 في المئة وفقاً لطبيعة كل سلعة، في نفس التاريخ، وسيتأثر بسببها أكثر من 5 آلاف منتج أميركي، بما في ذلك اللحوم والمكسرات والكيماويات والملابس والآلات والأثاث وقطع غيار السيارات.وتحاول إدارة ترامب الضغط على بكين لتغيير سلوكها، إذ تتهمها بالإشراف على سرقة الملكية الفكرية الأميركية وتعزيز مكانة شركاتها عبر سياسات صناعية عدوانية، وهو ما ترفضه الحكومة الصينية وتقول، إنه ادعاء لا أساس له من الصحة.
ما خطوة الصين المقبلة؟
- تعرضت بكين فعلاً لضربة قوية من الولايات المتحدة، بعدما فرضت الأخيرة تعريفات جمركية على سلع صينية قيمتها 50 مليار دولار هذا العام، لكن الخيارات المتاحة للرد على التصعيد الأميركي تزداد تعقيداً. - حذر البيت الأبيض قبل أيام من أنه سوف يتعامل مع أي رد من بكين بفرض تعريفات إضافية على سلع صينية تصل قيمتها إلى 267 مليار دولار، وهذا سيعني أن التدابير الأميركية ستغطي جميع السلع، التي تبيعها الصين إلى الولايات المتحدة (بلغ إجماليها 507 مليارات دولار العام الماضي).- أما الصين فستكون قدرتها على الرد أقل، فقد اشترت سلعاً أميركية قيمتها 130 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية في واشنطن، وتعكس الاستجابة الصينية الأخيرة المتواضعة مقارنة بالتصعيد من الولايات المتحدة، القدرة المتضائلة على الرد.- لكن الصين لجأت إلى فرض التعريفات وفق نطاق أقل يتراوح بين 5 في المئة إلى 10 في المئة، مما يترك أمامها خياراً آخر للتصعيد، بتوسيع هذا النطاق حتى 25 في المئة كما هددت في أوائل أغسطس الماضي.قرار بكين الصعب؟
- اقترح محللون أنه بعد تغطية الصين لكل الواردات الأميركية بالرسوم الجمركية، يمكنها استهداف الشركات الكبرى التي تعمل لديها مثل "آبل" و"بوينغ".- للصين سجل حافل بهذا السلوك، بما في ذلك جعل الأمور أصعب على الشركات الكورية الجنوبية بسبب النزاع السياسي في العام الماضي على خلفية نشر سول أنظمة دفاع صاروخي أميركية.- رصدت بعض الشركات الأميركية العاملة في الصين بالفعل زيادة العقبات أمامها، بما في ذلك تأخير الإفراج عن السلع في الجمارك والمزيد من عمليات التفتيش من المنظمين.- لكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن ما إذا كانت القيادة الصينية ستطبق هذا النهج بحزم وعلى نطاق أوسع من خلال تشجيع مقاطعة العلامات التجارية الأميركية أو تعطيل سلاسل التوريد.- أيضاً تحدث البعض عن احتمالية نقل بعض الشركات العالمية لأعمالها خارج الصين لتجنب فرض المزيد من الضرائب عليها عقب تصاعد الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة.- مطاردة الشركات الأميركية التي جلبت استثمارات ووظائف إلى الاقتصاد الصيني، سيعني أن بكين تخاطر بجعل البلاد أقل جاذبية للشركات الأجنبية.