اليابان: آبي يقترب من تحقيق رقم قياسي لمدة الحكم
فاز رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس، بولاية ثالثة على التوالي رئيساً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، ما يمنحه فرصة للبقاء في السلطة حتى 2021 ويصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في اليابان.وحصل آبي، الذي يرأس الحكومة اليابانية منذ 2012، على 553 صوتاً من أصل 807 تم الإدلاء بها، بينها 329 من أصوات البرلمانيين الـ405 أعضاء حزبه، بفارق كبير عن منافسه وزير الدفاع السابق شيغيرو إيشيبا الذي حقق 254 صوتاً.لكن على صعيد تصويت الناشطين والأنصار الـ1.04 مليون الذين يتم تجميعهم ضمن 405 أصوات، لم يحصل آبي سوى على 224 صوتاً مقابل 181 لإيشيبا الذي سيكون له بالتالي وزن في النقاش داخل الحزب.
وتعهد رئيس الوزراء بتنفيذ وعوده الانتخابية، لاسيما تعزيز البنى التحتية، لتمكين البلاد من مقاومة الكوارث الطبيعية بطريقة أفضل. كما جدد التزامه بإصلاح الدستور، الذي يصطدم بمعارضة المتمسكين بهذا الدستور السلمي الذي وضعته الولايات المتحدة بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.وتنطوي هذه الانتخابات الداخلية على رهان مهم بما أنها تعود إلى اختيار رئيس وزراء البلاد، إذ إن رئيس الحزب الذي يحظى بالأكثرية في مجلس النواب الياباني هو الذي يشغل منصب رئاسة الحكومة.ويتمتع الحزب الحاكم بأغلبية ساحقة في مواجهة معارضة مشرذمة بعد هزيمتها في الانتخابات التشريعية في نهاية 2012، والعاجزة عن تخطي أزمة إدارتها الكارثية لما بعد التسونامي وحادث فوكوشيما في مارس 2011.غير أن تحديات كثيرة تنتظر آبي. وإلى ضرورة تحفيز الاقتصاد لإيجاد محرك جديد للنمو، قطع آبي وعوداً كثيرة لمصلحة النساء (المزيد من التكافؤ في العمل)، والأطفال (زيادة عدد الأطفال في دور الحضانة والغاء قسم من الأقساط المدرسية)، والمسنين (الاستمرار في التكفل بهم وتسهيل مواصلتهم العمل)، وكل ذلك من خلال إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية المتداعي.ولتمويل كل هذه الخطط، تعهد آبي للمؤسسات الدولية وللجهات التي تبدي مخاوف حيال مديونية البلد، بزيادة الضريبة على الاستهلاك التي لا تلقى تأييداً شعبياً في أكتوبر 2019 من 8 في المئة حالياً إلى 10 في المئة، وأمامه مهلة عام لتحضير اليابانيين لتقبل ذلك.