لماذا تفعل إيران هذا؟!
لا يمكن إلا أن تكون إيران وراء كل هذه الاستفزازات التي يقوم بها حزب الله اللبناني ضد العرب بصورة عامة، وليس فقط ضد الكويت والشعب الكويتي وضد لبنان واللبنانيين، "السنّة" بصورة خاصة.والسؤال هنا هو: لماذا تلجأ هذه الدولة - التي من المفترض أنها صديقة - لا بل شقيقة، إلى كل هذه الأساليب المرفوضة التي تزيد كل هذه الأوضاع الملتهبة في هذه المنطقة التهاباً، وتعمّق الهوة المفتعلة بين الإيرانيين وأشقائهم أبناء الأمة العربية، التي يجمعها بهؤلاء الدين الإسلامي العظيم وتاريخ مشترك اجتُرحت خلاله إنجازات حضارية كثيرة؟!عندما يلفق حزب الله رواية كاذبة ضد أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد، ويبثها على نحو مسرحي في إحدى قنواته التلفزيونية، التي هي قنوات إيرانية بكل تأكيد، فإنه تقصَّد الإساءة للشعب الكويتي كله، وأكثر من هذا فإنه تقصَّد الإساءة للأمة العربية بأسرها، لأن الشيخ صباح أحد قادة هذه الأمة الكبار، ورمز عروبي بمكانته وأفعاله، وبما قدمه ويقدمه لهذه الأمة من عطاءات وإنجازات ومكرمات قومية كثيرة.
ويقيناً أن حزب الله اللبناني لا يمكن أنْ يُقدم على هذه الفعلة الشنيعة ولا على حبْك هذه الرواية الخيالية الكاذبة والملفقة من دون علم ومعرفة مرجعيته السياسية في طهران، لا بل إن المؤكد أن هذه المرجعية هي التي كلفته فعل ما فعله، والأسباب هنا متعددة وكثيرة، أولها أن هؤلاء - الذين من المفترض أنهم أشقاء وإخوة - لا يريدون علاقات على قدم المساواة أساسها الاحترام المتبادل مع أشقائهم العرب، بل علاقات قائمة على "التبعية"، كما هي الحال مع بعض الدول العربية!ثم هل يُعقل يا تُرى أن يصل الاستفزاز إلى فئة رئيسية في لبنان، لا بل إلى الشعب اللبناني كله، بأن يبادر حزب الله، وبالتأكيد بعلم ومعرفة مرجعيته السياسية في طهران، بتسمية شارع في بيروت باسم المتهم الأول باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وهو مصطفى بدرالدين، الذي كان حزب الله وحراس الثورة الإيرانية أعلنوا مقتله بسورية في مايو 2016، وكل هذا بينما تواصل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي انعقادها لمحاكمة هذا "المجرم" ومن شاركوه في ارتكاب تلك الجريمة في فبراير 2005؟!لم تبْدر من الكويت؛ الشعب والقيادة والدولة، في أي يومٍ من الأيام أي إساءة لإيران؛ لا بعد ثورة عام 1979 ولا قبل ذلك، ولعل ما يعرفه المسؤولون في طهران الآن، ولكنهم لا يعترفون به، هو أن هذا البلد، الذي لم يعرف منه الأشقاء والأصدقاء إلا الخير والاحترام والمحبة الزائدة، كان قد دفع ثمناً غالياً أكثر كثيراً من الثمن الذي دفعوه هم في حرب الأعوام الثمانية عندما ارتكب صدام حسين جريمة غزوه واحتلاله وإلغائه ككيان مستقل وكدولة!