المسؤولية السياسية يا سعادة الوزير
خلال الفترة الماضية كانت هناك مجموعة من الحوادث التي وقعت تحت إدارة السادة الوزراء وأدت إلى تفاعل المواطنين، فمنهم من ذهب إلى المطالبة بالاستقالة، ومنهم من أيد وبارك الإجراءات التي قام بها السادة الوزراء، لكن بقيت هناك مساحة للنقد عن نوعية تلك الإجراءات، وهل كانت بسبب الضغط الشعبي أم من خلال إدراك الوزير لمهامه الوظيفية؟
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
مجمل تلك الحوادث وقع تحت إدارة وزراء جدد، كما أن القاسم المشترك بينها أن تلك الأحداث لم تكن سابقة، بل تكررت خلال السنوات الماضية كحادثة وفاة الطلبة الضباط، ووفاة الطفلة درة الحرز، بسبب خطأ طبي، وأخيراً عدم جاهزية مدارس التربية لاستقبال العام الدراسي بسبب أعطال التكييف. في الحالة الأولى كانت ردة معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد من خلال قرارات سريعة وغير مسبوقة، بعد أن قطع رحلة علاجه وتقديمه واجب العزاء لذوي أسر شهداء الواجب، حيث لقي هذا التحرك إشادة شعبية، مع مطالبة برلمانية بفتح الملفات السابقة، والتي عمل الوزير على ضمها إلى الملف الحالي.الحادثة الثانية وقعت تحت إدارة معالي وزير الصحة د. باسل الصباح حيث تم وقف الدكتورة المعنية بالحادثة عن العمل، ومنعها من السفر إلى حين إتمام إجراءات التحقيق.الحادثة الثالثة والمرتبطة بجاهزية وزارة التربية لاستقبال العام الدراسي، أو بما يسمى أزمة التكييف والتي وقعت تحت إدارة معالي وزير التربية والتعليم العالي د. حامد العازمي، أثارت جدلاً واسعاً لارتباطها بشريحة أكبر من المواطنين، حيث كانت تصريحات الوزارة قبل بداية العام الدراسي مغايرة للواقع، كما أن هذه الحادثة تبعها إحالة بعض القياديين في الوزارة إلى التحقيق بعد لقاء سمو رئيس الوزراء مع الوزير ووكيل الوزارة والوكلاء المساعدين.إذن قضية استقالة الوزراء بسبب المسؤولية السياسية منوطة بوجدان الوزير وطبيعة الإجراءات والتدابير التي اتخذها، وهل كانت كافية؟ وهل كان هو المبادر أم جاءت بتوجيه من مجلس الوزراء أو من خلال الضغط الشعبي والنيابي؟ ودمتم سالمين