الزيت الصخري يواصل مسيرته رغم الرياح المعاكسة
الشركات تبتعد هرباً من اختناقات «بيرميان» وضخامة تكاليفه
توجد عدة استراتيجيات بدأت شركات الزيت الصخري اتباعها، مثل الانتقال إلى حقول زيت صخري أخرى، وتقليص أنشطة الحفر، أو حفر آبار مع تأجيل إتمامها. ووفق جيف ميلر، فإن هذه الاستراتيجيات تخفف قدراً من الضغط عن حوض بيرميان، وتضخم التكلفة الناجم عن التركيز على الحفر والاختناقات المرتبطة به.
تعرضت صناعة الزيت الصخري لبعض المصاعب، وأسهمت اختناقات خطوط الأنابيب وتضخم التكلفة وازدحام الحقول في تباطؤ الحفر والإنتاج. لكن الكثيرين في هذه الصناعة يشعرون بثقة في أن هذا الفتور سوف يكون مؤقتاً. وتوجد عدة استراتيجيات بدأت شركات الزيت الصخري باتباعها، مثل: الانتقال إلى حقول زيت صخري أخرى، وتقليص أنشطة الحفر، أو حفر آبار مع تأجيل إتمامها. ووفق الرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون، جيف ميلر، وكما قالت آرغس ميديا، فإن هذه الاستراتيجيات تخفف قدرا من الضغط عن حوض بيرميان، وتضخم التكلفة الناجم عن التركيز على الحفر والاختناقات المرتبطة به. ومع تعرض حوض بيرميان لمتاعب، شرعت شركات الزيت الصخري بالانتقال إلى حقول إيغل فورد وباكن ونيوبرارا، وحتى إلى حوض باودر ريفر في وايومنغ، وفق تعليقات صدرت عن تنفيذيين في مؤتمر استضافه أخيراً بنك باركليز.
وفي حقيقة الأمر، أيَّدت مجموعة من تقارير البحوث من أكبر بنوك الاستثمار في الآونة الأخيرة الفكرة القائلة إن صناعة الزيت الصخري سوف تستمر في المضي قدماً، رغم الرياح المعاكسة البارزة. وفي يونيو الماضي، وهو آخر شهر توافرت فيه معلومات راسخة عن الإنتاج، قالت إدارة معلومات الطاقة إن إنتاج الولايات المتحدة ارتفع بـ 230 ألف برميل يوميا، وإن 165 ألف برميل من ذلك الإجمالي جاءت من تكساس، ما يثبت أن حوض بيرميان لم يكن يعاني تباطؤا منذ يونيو على الأقل.وذكر بنك غولدمان ساكس، أن النمو سوف يستمر، وأشار إلى حقيقة أن صناعة الزيت الصخري زادت الإنفاق خلال هذه السنة فوق التوجيه الأصلي. وكتب محللو "غولدمان ساكس" في مذكرة بوقت سابق من هذا الشهر: "نحافظ على توقعاتنا، لتحقيق 1.3 مليون برميل يوميا من نمو الإنتاج النفطي الأميركي عام 2018، رغم أن زيادة المنتجين لميزانيات السنة المالية 2018 بنسبة 7 في المئة بشكل إجمالي توفر إمكانية رفع تقديراتنا للنمو عند 1.1 مليون برميل يوميا في العام المقبل، مع ترجمة إنفاق رأس المال في النصف الثاني من هذه السنة إلى نمو أعلى في عام 2019، وتأثيرات هذه الزيادات في الرسملة، إضافة إلى اختناقات حوض بيرميان في 2019 يحتمل أن تكون رئيسة".من جهته، قال ذراع بنك أوف أميركا - ميريل لينش، إنه بعيدا عن زيادات الإنفاق، فإن التحسن في عمليات الحفر يعني أنه في وسع شركات الزيت الصخري الاستمرار بزيادة الإنتاج فيما تقلص من الإنفاق. وأضاف الأسبوع الماضي: "لقد هبط وقت الحفر منذ عام 2014 بنحو 2-3 في معظم أحواض الإنتاج النفطي الرئيسة، وأفضى ذلك للحاجة إلى عدد أقل من المنصات للقيام بالعمل ذاته، وغدت الأشياء الجانبية أطول، ومراحل التكسير زادت، وكذا الحال بالنسبة للرمال".وفي الوقت نفسه، ونظراً لوجود اختناقات حول أشياء مثل تصريف المياه ورمال التكسير (التي شحنت من ويسكونسن وميينيسوتا)، تم فتح خدمات جديدة لمعالجة المياه ومناجم تكسير الرمال في تكساس، وهي طريقة أخرى تمكنت هذه الصناعة من خلالها من إبقاء التكلفة متدنية. وقال بنك أوف أميركا ميريل لينش، إن "هذه العوامل، مجتمعة، حسَّنت بشكل لافت من فاعلية رأس المال، وسمحت للمنتجين بنمو الإنتاج في وتيرة مماثلة لتلك التي شهدها عام 2014، فيما كان الإنفاق بشكل تقريبي أقل بـ 30 في المئة".
سعر النفط
وفيما كانت مكاسب الفاعلية مهمة، فإن تلك العوامل تضعف مقارنة بالزيادة في سعر النفط. وذكرت شركة رايستاد إنرجي في تقرير صدر أخيراً: "من دون الإقلال من أهمية مكاسب الفاعلية، نشدد على أن بيئة الأسعار الأعلى تحفز دائماً أنشطة إضافية في مراكز تجارية أقل. وفي الطريقة ذاتها يفضي انهيار في سعر النفط إلى أنشطة غير مستدامة في مساحات ذات جودة أدنى". وتابعت: "جادلت هذه الشركة الاستشارية في أن معظم شركات الزيت الصخري اعتمدت في ميزانياتها وخطط الرسملة على سعر نفط محافظ بين 55-60 دولارا للبرميل، وهكذا فإن مكاسب هذه السنة أفضت إلى مراكز نقدية أفضل من المتوقع".وفيما يتعلق باختناقات خطوط الأنابيب، تتوقع صناعة الزيت الصخري تخطي العاصفة، وأن تأتي خطوط أنابيب جديدة خلال أكثر قليلاً من سنة.وبعد كل شيء، يرى كثيرون أن الاختناقات تشكل قلقاً يمكن أن يفضي إلى تباطؤ نمو الإنتاج، لكن تنفيذيي شركات الزيت الصخري يثقون بأن خطوط الأنابيب الجديدة سوف تخفف في نهاية المطاف من الأعباء بحلول أواخر العام المقبل، أو أوائل سنة 2020. ويظن كثيرون أيضا أن تكلفة التضخم التي لحقت بحوض بيرميان محتملة بشكل ما. وقال بنك باركليز في مذكرة توجز حصيلة مؤتمره عن الصناعة أخيراً، إن "مكاسب الفاعلية والإنتاجية ساعدت على تعويض ارتفاع خدمات التضخم مع البعض من الاستثناءات في حوض بيرميان. وفي حقيقة الأمر، يتوقع المنتجون وشركات الخدمة أن تخف التكلفة في النصف الثاني من هذا العام".ولا يتفق الكل على هذا الرأي. وقد كتب بنك ستاندرد تشارترد في مذكرة يقول إن إدارة معلومات الطاقة تتوقع أن يستقر الإنتاج خلال الربعين الثاني والثالث من العام المقبل، ليغلق عند نحو 11.45 مليون برميل في اليوم، قبل أن يتحسن بالربع الأخير، مع دخول خطوط أنابيب بيرميان الجديدة مرحلة التشغيل. وأضاف: "على أي حال، فإن التنبؤات الحالية لديسمبر 2019 أدنى من التنبؤات السابقة لأبريل من تلك السنة. ونحن نتوقع نموا في عام 2019 بنحو 860 ألف برميل في اليوم، وهذا أقل من تنبؤات إدارة معلومات الطاقة عند 1.25 مليون برميل يوميا".