في خطوة مفاجئة، سحبت السلطات الجزائرية رجال الشرطة المنتشرين أمام الممثليات الدبلوماسية الفرنسية، في جميع أنحاء البلاد، رداً على إلغاء باريس حراسة منزل السفير الجزائري.وأفاد مصدر مقرب من الملف في العاصمة الجزائرية، أمس، أن الخطوة شملت قنصليتين لفرنسا في مدينتي وهران وعنابة، إضافة إلى السفارة الرئيسية بالعاصمة.
في المقابل، كرّم الرئيس إيمانويل ماكرون عشرات الحركيين، وهم جزائريون حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي، ثم تخلت عنهم باريس في ظروف مأساوية، مواصلاً مبادرته المتصلة بالذاكرة التاريخية؛ لتضميد الجراح التي خلّفتها حرب تحرير الجزائر (1954-1962).ورقّى ماكرون، بموجب مرسوم نُشر في الجريدة الرسمية أمس، ستة حركيين سابقين ومؤسِّسة جمعية لهم، إلى درجة جوقة الشرف برتبة فارس، وهي أعلى رتبة تكريم تمنحها فرنسا.وبلغ عدد المرقين 37 شخصاً، سواء إلى رتبة فارس أو درجة الاستحقاق الوطني برتبة ضابط، ومعظمهم يمثلون جمعيات أو هيئات. ويأتي التكريم قبل بضعة أيام من اليوم الوطني للحركيين الموافق 25 الجاري.وليست هذه هي المرة الأولى التي يُكرم فيها حركيون، فقد شهدت فرنسا مبادرات مماثلة في 2011 و2014، لكنها الأولى التي يُكرم فيها هذا العدد الكبير، وفق وزارة الجيوش.وكانت فرنسا استقبلت، بعد حرب الجزائر، نحو 60 ألف جزائري تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي، بعد توقيع اتفاق سلام مع الجزائر، لكنها تخلت عما يتراوح بين 55 و75 ألفاً آخرين تعرضوا لعمليات انتقام دامية من قوميين كانوا يعتبرونهم خونة.وكانت مجموعة عمل شكّلها ماكرون دعت في يوليو الماضي إلى تشكيل «صندوق للتعويض والتضامن» بقيمة 40 مليون يورو لهؤلاء المقاتلين السابقين وأبنائهم. لكن المبلغ أدنى بكثير من مطالب جمعيات الحركيين.
أخبار الأولى
الجزائر تسحب الحراسة عن الممثليات الفرنسية
22-09-2018