إيمان الشمري: استخدمت تقنيتين حديثتين لتلوين الصور التاريخية
• «أرغب في تقديم موسوعة كويتية شاملة تكون مرجعاً للأجيال»
تهدف د. إيمان الشمري إلى تقديم مشروع وطني متكامل لترميم الصور التاريخية وتلوينها، وتشير في هذا المجال إلى أنها استخدمت تقنيتين في تنفيذ فكرتها في تلوين الصور القديمة، وهما الذكاء الصناعي والتصميم الغرافيكي باستخدام برامج تعمل على ابتكار طبقات لونية للصورة الواحدة، وترى أن الصور وثيقة متكاملة تتضمن حكايات وقصصاً من واقع الحياة آنذاك.
«الجريدة» التقت الشمري مسلطة الضوء على مشروعها الجديد... وإلى نص الحوار.
«الجريدة» التقت الشمري مسلطة الضوء على مشروعها الجديد... وإلى نص الحوار.
من أين جاءت فكرة تلوين الصور القديمة؟
ولدت الفكرة بتلويني صورة خاصة بشخصية أحبها وهي الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، ثم أُصبت بعشق للصور التاريخية في عصر الشيخ عبدالله السالم وما يليه من العصور.ولكن يسبق عملية التلوين الترميم، وهي أصعب وأهم مرحلة ولكنني وجدتها سهلة بفضل الله سبحانه. في عام 1997 أقمت أول معرض في كلية الهندسة بجامعة الكويت بعنوان COMPU ART ويمزج بين الفن الإسلامي وبين التقنيات الحديثة في التكنولوجيا، ولا تزال لوحاتي تزين جدران كلية الهندسة منذ 20 عاماً. كان الهدف من المعرض تسليط الضوء على القدرة على تطويع الكمبيوتر في خدمة الفنون، وعقب ذلك توقفت عن ممارسة التصوير لظروف دراستي في الولايات المتحدة للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه. وعقب العودة إلى الكويت، بدأت أستعيد هذه الهواية القديمة، وعندما أردت تصميم غلاف لمجموعتي القصصية طرحت تساؤلاً على نفسي لماذا لا أصمم الغلاف بنفسي لأني الأقدر على وضع التصميم المناسب؟ وكأن هذه الخطوة أعادتني إلى الماضي وبدأ الحنين يظهر إلى التصوير والأمور الفنية الأخرى.والجزء الآخر هو استثمار الذكاء الصناعي واستخدام تقنية التنبؤ بألوان الصور بالأبيض والأسود وهي تقنية حديثة تنجح في بعض الصور فيما تخفق في صور أخرى.
من أين حصلت على الصور؟
لدي مكتبة كبيرة ثرية تعود إلى عائلتي. والدي يمتلك مكتبة كبيرة تحوي كتباً وطوابع نادرة وأنا ضاعفت عدد العناوين فيها من خلال اقتناء كثير من الكتب وجمع الطوابع.هل ثمة صور معينة لها حقوق نشر؟
الصور التي طورتها لا حقوق نشر لها لأنها إخبارية نشرت في الصحف وعمرها تجاوز الـ 50 عاماً، كذلك ليست من أرشيف مصور خاص. وثمة صور استخرجتها من الإنترنت أو مواقع تاريخية، فضلاً عن تحويل بعض مشاهد من فيديوهات إلى صور ثابتة.هل استعنت بصور من جهات معينة أو أفراد؟
عقب الانتهاء من الصور التي في حوزتي، أردت البحث عن صور أخرى فتوجهت إلى مكتبة الكويت الوطنية ومكتبة جامعة الكويت ومكتبة قطر الوطنية، واستعرت كتباً تاريخية تُعنى بالشأن المحلي، حيث وجدت صوراً نادرة جداً وأعجبت بالمحتوى الذي يدل على البساطة والمحبة، ما شدني أكثر إلى أن أهل الكويت سادت بينهم المحبة بغض النظر عن الانتماءات القبلية أو الطائفية. ضمن هذا الإطار، أردت تعريف الجيل الحالي بأخلاق أهل الكويت الأوائل، ومن هنا تضاعف تصميمي لإجراء عمليات تلوين الصور لأن الشباب والأطفال لن يستحسنوا الصور بالأبيض والأسود، وتبنيت المشروع شخصياً كواجب وطني.دعم وصعوبات
هل ثمة جهة تدعم هذا التوجه أم أنه جهد فردي؟
ثمة ترحيب لوجستي بإقامة معارض ولكن لا يتوافر أي دعم مادي.ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تنفيذ الفكرة؟
أعتقد أن الأمانة التاريخية كانت إحدى أبرز الصعوبات التي اعترضت مشواري في البحث والتدقيق والتلوين. ثمة صور ألوّنها بألوان تقديرية ولكن أكتشف لاحقاً أن الألوان لا تتطابق مع ما كان سائداً في تلك الحقبة الزمنية من خلال مصدر معين أو فيديو قديم أشاهده، ومثال على ذلك ملابس رجال الشرطة والجيش والحرس الأميري آنذاك تختلف كلياً عن المعتمد اليوم، لذلك هذه الأمور الدقيقة مهمة جداً لأنها تؤكد مدى اقتراب الشخص المهتم بهذا المجال من الواقع المعيش آنذاك. كذلك تحديد ألوان المركبات في حقبة الأربعينيات لم يكن سهلاً، لا سيما أن الفترات اللاحقة في الستينيات والسبعينيات شهدت تطوراً كبيراً بالألوان أو الأشكال.ما نوع التقنية المستخدمة وكيف تعالجين الصور للحصول على شكلها المتطور؟
استخدمت تقنيتين في تنفيذ هذا المشروع الأول هو الذكاء الصناعي، والآخر التصميم الغرافيكي باستخدام برامج تعمل على تشكيل طبقات لونية للصورة الواحدة. مشروع وطني متكامل
عن الرؤية التي تأمل تحقيقها في هذا المشروع، قالت إيمان الشمري: «أرغب في أن أتواصل مع مؤرخين لإطلاق مشروع وطني متكامل أو موسوعة كويتية تكون مرجعاً للأجيال، وأسعى إلى البحث عن أسماء غير مستهلكة فأنا أود التعامل مع أفراد يملكون مقتنيات وصوراً نادرة متوارثة يعلمون من أصحابها تفاصيل الصورة وظروف التقاطها، فوراء كل صورة حكاية، وهذا هو علم الأنثروبولوجيا».
استعنت بصور من المكتبة الوطنية ومكتبة جامعة الكويت ومكتبة قطر الوطنية