تلطَّخ إحياء طهران لذكرى اندلاع الحرب الإيرانية - العراقية، التي استمرت 8 سنوات في ثمانينيات القرن الماضي، بالدماء، أمس، بعدما هاجمت عناصر مسلحة عرضا عسكريا للقوات المسلحة و"الحرس الثوري" في مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد، وقتلت ٢٩ وجرحت 52.وتنكرت العناصر المهاجمة في زي عسكري، وتسللت، وبدأت هجومها المباغت من خلف المنصة الرئيسية الخاصة بالمسؤولين الكبار، حيث سادت حالة من الهرج والهلع ودبت الفوضى بطابور العرض الاستعراضي.
وتبادلت عناصر الأمن إطلاق النار مع المهاجمين، مدة 10 دقائق، وتمكنت من قتل 4 وتوقيف اثنين آخرين، وأخلت المعسكر التابع للقوات المسلحة من المدنيين الذين حضروا لمشاهدة الاستعراض.وأشارت تقارير إلى أن من بين القتلى، مدنيين بينهم نساء وأطفال، ورجحت ارتفاع حصيلة الضحايا لوجود إصابات حرجة.وعقب الهجوم، أغلقت طهران المنافذ الحدودية مع العراق، "الشيب" و"الشلامجة"، بشكل مؤقت، ثم أعادت تشغيلهما.
وأكد مساعد شؤون تنسيق الحرس في محافظة خوزستان، مير عبدالرضا حاجتي، عودة الهدوء إلى الأهواز، وقال إن الاعتداء تم بواسطة "عملاء الاستكبار العالمي".
اتهامات إيرانية
وسارع المتحدث باسم الحرس، رمضان شريف، إلى اتهام دولة عربية خليجية بتدريب المسلحين الذين هاجموا العرض العسكري في منطقة الأهواز، التي تسكنها أغلبية عربية.وقال المتحدث: "الهجوم تم عبر عناصر من مجموعة الأهواز، بهدف التشويش على الإبداعات في العرض العسكري الذي يقدمه الجيش الإيراني"، لافتا إلى أن "هناك العديد من الأشخاص المدعوين إلى العرض، وأن الإرهابيين استهدفوا كلا من هؤلاء، بالإضافة إلى القوات المسلحة".وأوضح العميد باسارجاد أبو الفضل شكرجي، المتحدث البارز باسم القوات المسلحة الإيرانية، أن 4 عمليات إرهابية استهدفت موكب القوات المسلحة، في مدينة الأهواز، اعتمدت على أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية "الموساد"، مضيفا أنه تم توفير التمويل والتدريب للعمليات من جانب دولتين خليجيتين. وتابع قائلا: "إن الإرهابيين المشاركين في العملية، دخلوا البلاد في الأيام الأخيرة واختبأوا في المنطقة القريبة من موكب القوات المسلحة".وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على "تويتر" في أعقاب الهجوم: "مجندون إرهابيون، دربوا وسلحوا ودفع لهم نظام أجنبي، هاجموا الأهواز، أطفال ومجندون وإعلاميون بين الضحايا، إيران تحمل رعاة الإرهاب بالمنطقة وساداتهم الأميركيين مسؤولية الهجوم، إيران سترد بسرعة وحزم، دفاعا عن أرواح الإيرانيين". وفي وقت سابق اعتبر ظريف أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشكل تهديدا للشرق الأوسط وللأمن والاستقرار الدولي".ولاحقا، أمر روحاني قوات الأمن باستخدام كل سلطاتها لتحديد هوية منفذي الهجوم، وقال إن طهران سترد بقوة على كل من يثبت تورطه في الاعتداء، وعلى أي تهديد.«تحرير الأهواز» و«داعش»
وبعد ساعات من الهجوم، أعلنت جماعة "تحرير الأهواز العربية" المتمردة المسؤولية عن الاعتداء.وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن جماعة "التيار الوطني العربي الديمقراطي" في الأهواز أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، لافتة إلى أنها مدعومة من "خصوم أجانب".ولم يمض وقت طويل حتى تبنى تنظيم "داعش"، عبر وكالة "أعماق" التابعة له، هجوم الأهواز.وأوردت الوكالة الدعائية، عبر حسابات الجهاديين على تطبيق تلغرام: "إنغماسيون من الدولة الإسلامية يهاجمون تجمعاً للقوات الإيرانية في مدينة الأهواز جنوب إيران".عرض روسي
في غضون ذلك، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الإيراني حسن روحاني تعازيه في ضحايا الهجوم.وشدد بوتين، في برقية بعث بها إلى روحاني، على استعداد موسكو لتكثيف التعاون مع طهران في مجال مكافحة "شر الإرهاب"، معرباً عن استيائه إزاء "الجريمة الدامية".وأبدى بوتين أمله في إجبار جميع المتورطين في الهجوم على تحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن ما حدث في الأهواز "يذكّر بضرورة محاربة الإرهاب بلا رحمة في جميع أشكاله".مصير صدام
من جهته، قال روحاني، في كلمة بمناسبة "أسبوع الدفاع المقدس"، إن "الرئيس الأميركي، سيفشل في مواجهته مع إيران، تماما كما فشل الطاغية صدام حسين" في الحرب التي دارت في الثمانينيات.وأكد الرئيس الإيراني أن طهران لن تتخلى عن صواريخها "التي تغضب الاميركيين"، مضيفا أنها "ستعزز يوما بعد يوم قدراتها الدفاعية".وأضاف: "غضبكم من صواريخنا يدل على أنها الأسلحة الأكثر فاعلية، بفضلكم أصبحنا نعرف قيمة صواريخنا".