«تاء ساكنة» من مصر إلى بيروت... فنون الأداء في العلاج النفسي
استضافت خشبة مسرح غولبكيان في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، مسرحية «تاء ساكنة» للمخرجة المصرية ندى ثابت، وهي من إنتاج «مجموعة نون المصرية»، وتتمحور حول استخدام فنون الأداء والمسرح كوسيلة للتنمية والتعليم ومقاربة الموضوعات الاجتماعية الحساسة.
عُرضت مسرحية «تاء ساكنة» في بيروت بدعوة من كلية الإعلام وفنون التواصل ومعهد الدراسات النسائية في العالم العربي» التابع للجامعة اللبنانية الأميركية، وتناولت العلاجات داخل مستشفيات الصحة النفسية. قبل بيروت شاركت المسرحية بفعاليات الدورة الـ 12 من «مهرجان الصواري المسرحي الدولي للشباب» بالبحرين (1 - 10 سبتمبر)، تحت رعاية الشيخة مي بن محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، وذلك ضمن جولة المسرحية على الدول العربية وعرضها في مهرجانات للفنون المعاصرة.
رحلة إلى عالم الأمومة
تتمحور المسرحية حول ثلاث أمهات ومعاناة أولادهن مرض الاكتئاب النفسي، ونظرة المجتمع إلى هؤلاء، إضافة إلى العلاقة الملتبسة بين المدرسة والعائلة والمحيط الأقرب والأبعد للأولاد في إطار إنساني ودرامي حزين.«تاء ساكنة» نتاج مشروع نفذته «نون» في مؤسستين عامتين للصحة النفسية في مصر، هما: مستشفى حلوان والعباسية للأمراض النفسية، بهدف استيعاب احتياجات المرضى ومساعدتهم في التعامل مع أمراضهم أو مشاكلهم المحددة من خلال استخدام الحركة والرقص وجملة أنشطة مختلفة، ما أدى إلى مساعدة كثير من النساء والأطفال على تجاوز المرض وتغيير حياتهم برمتها نحو الأفضل.العرض المسرحي من إخراج ندى ثابت، تمثيل عبير سليمان، ومنى الشيمي ومنى سليمان، يعالج مواضيع وأسرار ومكنونات العلاقات العائلية والاجتماعية في مجتمعنا من خلال رحلة إلى عالم الأمومة، تحديداً والدة أي طفل مريض نفسياً، وما يصيبها من اكتئاب وخلل في علاقاتها العائلية ومع محيطها، خصوصاً الرجل سواء كان زوجاً أو صديقاً.نقاش
وبعد انتهاء المسرحية عقدت حلقة نقاش، شارك فيها كل من مديرة مشروع المعالجة بالمسرح للعلاج بالدراما في مركز كثارسيس لاما دكاش، ومخرجة المسرحية ندى ثابت، ومن الجامعة اللبنانية الأميركية الاختصاصي في علم النفس الدكتور أحمد العويني، والمخرجة المسرحية لينا أبيض، وأدار النقاش عامر سليم.دار النقاش حول أهمية المسرح في اختراق جدار الصمت والسكوت الذي يحوط قضايا المرضى النفسيين، خصوصاً الأولاد، إذ تختصر مشاهد المسرحية روايات 12 سيدة أودعن مجريات حياتهن (قصصهن) لدى المخرجة لعرضها على المجتمع، خصوصاً العنف المادي والمعنوي الذي يطاول الأمهات وعقبات رحلة الأمومة في المجتمع المصري، المتمثلة في الاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية والنفسية، وذلك ضمن ورشة عمل أقيمت بالتعاون مع صندوق كامينو ومستشفى العباسية والمجلس الثقافي البريطاني بالقاهرة.كذلك تناول النقاش مدى تأثير المسرح في الجمهور ودفعه إلى اتخاذ موقف من التعامل إيجاباً مع الأطفال المرضى وأمهاتهم، كذلك الحد من مسارات العنف الأسري المتفاقم.المسرح العلاجي
عرض مسرحية «تاء ساكنة» في بيروت يندرج ضمن ظاهرة المسرح العلاجي التي انتشرت في السنوات الأخيرة في العاصمة اللبنانية وبرزت فرق عدة تركز على التحليل السيكولوجي للمشاكل الاجتماعية ومعالجتها بالحركة والموسيقى والمسرح من بينها: «زقاق» التي تنظم على مدار السنة ورش عمل حول المسرح العلاجي. كذلك كرست الممثلة اللبنانية زينة دكاش نشاطها في السنوات الأخيرة حول العلاج النفسي بالدراما والفنون الإبداعية، واهتمت بالمساجين وأفسحت لهم في المجال للتعبير عما يجول في نفسهم من خلال الدراما، وقدمت مسرحيات بين جدران السجن شارك فيها هؤلاء، فكانت تجربة رائدة وضعت فيها الإصبع على جراح اجتماعية وسلوكية وغيرت النظرة إلى السجين من مذنب إلى مريض بحاجة إلى علاج.
المسرحية تتمحور حول ثلاث أمهات ومعاناة أولادهن مرض الاكتئاب النفسي