بدأ حزب العمال البريطاني، أمس، مؤتمره السنوي آملاً إثبات جاهزيته لإطاحة حكومة المحافظين برئاسة تيريزا ماي، على الرغم من الانقسام في صفوفه بشأن "بريكست" والاتهامات بمعاداة السامية التي طبعت الحزب.ويمتلك زعيم الحزب جيريمي كوربن المحسوب على التيار اليساري المتشدد فرصة ذهبية للإفادة من ضعف موقف ماي بعدما رفض قادة الاتحاد الأوروبي الخميس في قمة سالزبورغ خططها لبريكست المعروفة بخطة تشيكرز. لكن على كوربن أولاً أن ينجح في وضع خلافات حزبه الداخلية جانباً من أجل تعزيز حظوظه مرشحاً جدياً لرئاسة الحكومة. ويقول أناند مينون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "كينغز كولدج" في لندن، قبيل بدء مؤتمر حزب العمال الذي يستمر أربعة أيام في ليفربول، "مستوى العدائية القائم بين كوربن ومعارضيه كبير جداً".
فأغلبية نواب حزب العمال يؤيدون البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، كذلك الأمر بالنسبة لمناصري الحزب من فئة الشباب، في حين تؤيد نسبة كبيرة من ناخبي الحزب المنتمين للطبقة العاملة الخروج من التكتل.وسعى كوربن لتفادي الخوض في الموضوع الخلافي، محاولاً بدلاً من ذلك التمسك بأجندة اجتماعية مكنته من تجريد ماي من الأغلبية البرلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة. لكن مع قرب موعد انتهاء مفاوضات بريكست، يبدو أعضاء الحزب مصرين على فرض نقاش وتصويت في المؤتمر للدفع باتجاه إجراء استفتاء ثانٍ، الأمر الذي يعارضه كوربن.وقال كوربن أمس، وهو من المتشككين في منطقة اليورو وصوت بلا عام 1975 لرفض عضوية بريطانيا فيما كان يعرف باسم المجموعة الأوروبية، إن الحزب يفضل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء ثان، وأضاف إنه سيستمع لنقاش عن أي تصويت ثانٍ محتمل على عضوية بريطانيا لكنه يفضل إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت ماي في التوصل إلى اتفاق يمكن لحزب العمال أن يدعمه في البرلمان.لكن كوربن يواجه كذلك مشكلة معاداة السامية، التي تعوق مساعيه في الوصول إلى السلطة، وهي مشكلة لازمت الحزب منذ تولى قيادته في 2015.
دوليات
«عماليو» بريطانيا يحاولون تجاوز خلافاتهم لاقتناص السلطة
24-09-2018