انتظار مدفع العدل
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
عيب، وعيبة كبيرة التصقت بجبين هذا الوطن من ذلك اللقاء التلفزيوني الذي شهدنا فيه استعراض "شو" التفاخر بالجنسية الكويتية من مقدم البرنامج وضيفه، حين استعرضا أريحية وإنسانية الجهاز مع بؤساء البدون.تذكر الزميلة المناضلة من أجل حقوق البدون الإنسانية ابتهال الخطيب (في عدد "الجريدة" أمس) أن الجهاز يمارس عملية ابتزاز للمتقدمين، حين يتقدمون للحصول على البطاقات الملونة، فاللون يكون حسب وضع "البدون"، كما يقرره الجهاز كحاكم مطلق، وهو الخصم والحكم في دولة "المؤسسات" القانونية، واستلام البطاقة يكون شريطة اعترافك بجنسية، أن تضع على نفسك مؤشراً لها، أو أن توقع "عمياني" على ما يضعه الجهاز المركزي في خانتك".وتضيف ابتهال: "... أعداد المعدلة أوضاعهم تزداد، هي في أغلبية. الأغلبية من يشترون جوازات سفر مزورة بتشجيع من المسؤولين الذين سيتخلون عنهم لاحقاً ويورطونهم بجنسيات لم يروا بلدانها".قصر نايف، مكان الجهاز المركزي، كانت تقام فيه عمليات الإعدام بالشنق سابقاً، كما ذكرت ابتهال، وفي رمضان، أيضاً، يطلق منه مدفع الإفطار كتقليد شكلي في بلد ذَوت فيه هوية الماضي وتقاليده، هذا القصر يرمز للسلطة الواحدة المتعالية بكل جبروتها، لم يكن اختياره كمكان للجهاز اعتباطاً، هو رسالة ترهيب وترويع للبدون بأن يبقوا معلّقين بين مشنقة الحرمان وانتظار مدفع الجنسية المستحقة، وهو مدفع لا يدرك ولاته أفول الشمس وحلول الظلام.