تشكِّل أغنية «إذا ناوية» تتويجاً لحملة Fakereal التي أطلقتها عبر مواقع التواصل ضدّ مظاهر التصنّع في المجتمع. أخبرنا عن التفاصيل.هدفت الحملة إلى الترويج للأغنية تمهيداً لإطلاقها، عبر فكرة خفيفة الظل تلفت انتباه الناس، لذا لم نُعلن عن الأغنية إلا بعد منشورات عدّة على مواقع التواصل. ولاقت الفكرة تأييداً واسعاً. الأغنية رسالة توعوية اجتماعية. هذه ليست المرة الأولى التي أستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي للتحدث مباشرة عن قضايا اجتماعية أو سياسية في لبنان والخارج، تمهيداً لإطلاق أغنية تحكي الموضوع نفسه برفقة عازف غيتار صديق. هذا الأسلوب في محاكاة المجتمع يشكّل شغفاً كبيراً لدي إلى جانب الإخراج والتمثيل والإنتاج. وها أنا أعمل على برنامج تلفزيوني أيضاً وعلى حوار مباشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي للتحدث عن قضايا اجتماعية أخرى، ومنها قضية أناس من مستوى اجتماعي مرموق غير راضين عن أسلوب عيشهم بسبب مفاهيم اجتماعية ودينية شرقية تكبّلهم وتدفعهم إلى التلطي وراء مظاهر معيّنة.
هل دخولك الوسط الفنيّ لفت انتباهك إلى هذه القضية الاجتماعية، أي الاهتمام المبالغ بالشكل والسلوكيات المصطنعة؟طبعاً، للأسف تفشّت هذه السلوكيات في مجتمعنا العربي بسبب تأثرنا بسلوكيات غربية ظننا أنها صحيحة، فبنينا حولنا كذبة بأنه يُسمح لنا التصرّف بشكل سيئ في الكواليس فيما نطلّ إلى المجتمع بمظاهر خدّاعة. عندما تمنع المحرّمات المفروضة على المجتمع، المواطن من التعبير عن نفسه، فإنه يُطلق العنان للمظاهر المتكلّفة والزائفة. وبسبب تأثر المجتمع بمظاهر النجوم المبالغ فيها وأسلوب حياتهم المتكلفّ فقدنا هويتنا. ألم تقلق من ردود فعل من انتقدتهم في الأغنية المصوّرة؟تطرّقت إلى المظاهر المبالغ فيها لدى الشباب كما لدى الصبايا، سواء من ناحية التصرّف أو من ناحية اللباس، وختمت الكليب بأنه عندما عاد الشاب إلى طبيعته وجد فتاة عادية يحبّها. تلقيت ردود فعل إيجابية من أناس رأوا أنفسهم في الكليب وضحكوا لكيفية تصويري أسلوب حياتهم ولم يأخذوا الفكرة على محمل الجدّ أو بنظرة سلبية، ومن لم يفهم رسالتي أوضحت له وجهة نظري عبر صفحاتي الإلكترونية الخاصة.هل أنت فخور بنجاح حملتك، من ثم أغنيتك وتجاوب الشباب مع أفكارك؟أنا صادق مع نفسي وإن عبّرت بطريقة ساخرة عن الأمور. أحببت ردود الفعل التي أيّدت فكرة الكليب الساخر أو الأغنية التوعوية، لأنني قدّمت عملاً خفيف الظل ولا يسيء إلى أحد. من جهة أخرى، احترمت الآراء المنتقدة موضحاً وجهة نظري لها. تحدثت عن المجتمع المزوّر لأنني أدعو إلى المساواة بين المرأة والرجل، ولأنني أرفض التصنّع والتزلّف في الحياة الاجتماعية. لِمَ لم تختر أغنية كلاسيكية رومانسية عادية؟يهمني تصوير المجتمع بقالب يشبهني وبإيقاع سريع. سأحرص على أن تكون الأغاني المقبلة ذات إيقاع مختلف أعبّر من خلاله أكثر عن قدراتي الصوتية، إنما مهما نوّعت سأحافظ على الأعمال التي تشبه شخصيتي وتعبّر عن آرائي.
فيديو كليب
اعتمدت أسلوباً غربياً في الكليب، هل ستحافظ على هذه الصورة أيضاً؟سأعتمد دائماً هذا الأسلوب الغنائي وإن قدّمت أعمالاً شرقية فستعبّر عما يشبهني بطريقة مختلفة عمّا هو سائد في الساحة الفنيّة راهناً. أقدّر مستوى الموسيقى الشرقية وهويتها ولكنها لا تشبهني فعلاً، لذا فإن أدائي لها سيسيء إليّ وإليها في الوقت نفسه. تطلّب الكليب أداء تمثيلياً، فهل ترى أن مهاراتك في هذا الإطار تصبّ في مصلحتك كمغنٍ؟من الطبيعي أن تسهم قدراتي التمثيلية في إيصال فكرة الكليب الحقيقية، خصوصاً أنني كاتب السيناريو ومقتنع به. على كلٍ، تسلينا كثيراً في أثناء التصوير، خصوصاً أنني أحب أجواء الكوميديا التي تميّز بها الكليب.تعاون
اخترت التعاون مع المخرج الصاعد سيمون سعيد.نحن متفاهمان فنياً ولدينا رؤية مشتركة، وهذه نقطة أساسية لأن نجاح العمل يعتمد على فريق وليس على فردٍ.طالت الفترة الزمنية بين مشاركتك في «ديو المشاهير» وإطلاقك الأغنية، فلم اخترت هذا التوقيت تحديداً؟تفرّغت للتمرّن على الغناء الشرقي الذي أقدّمه في المشاريع المقبلة، وفي الوقت نفسه عملت على إثبات خطواتي أكثر في مجال التمثيل الدرامي والسينمائي. وكنت حينها أيضاً أبحث عن اللون الغنائي الذي يشبهني، أي ذاك الممزوج بالثقافة الغربية، من ثم عن الشخص المناسب للكتابة والتلحين. تُوّج ذلك بتعاوني مع تينا يموّت التي تشاطرني رؤيتي الموسيقية، وهي ملمّة بالموسيقى الغربية ومطلعة إلى الموزّعين المناسبين للعمل. فاتخذنا الوقت الكافي لإعداد الأغنية قبل إصدارها.هل من شعراء وملحنين معيّنين تسعى إلى التواصل معهم؟لست مطلعاً جيّداً على أسماء الشعراء والملحنين في لبنان وأنا راهناً في مرحلة الاستكشاف.يتجه الإعلام والفنّ نحو الـ broadcasting online، أين سلبيات أو إيجابيات هذا الأمر؟تنعكس إيجابيات ذلك على السينما والدراما لأنه يزيد فرص العمل بسبب الانفتاح الإنتاجي بين الشرق والغرب، فضلاً عن أنه يفسح في المجال إزاء طريقة أفضل للتوزيع. في المقابل، تتأثر محطات التلفزة سلباً، على رغم أن التلفزيون مريح أكثر للمتابعة وثمة برامج معيّنة غير متوافرة في وسائل التواصل المباشرة. إحدى السلبيات أيضاً انعدام فرصة الذهاب إلى قاعة السينما للتمتع بمشاهدة فيلم، وهذا أمر مؤسف بالنسبة إليّ. كذلك لن يتسنى للمخرج لمس ردود فعل الجمهور مباشرة، بل سيكتفي بمراقبة الأرقام عبر الكومبيوتر لمعرفة نسبة مشاهدة أعماله.أمّا موسيقياً، فتراجعت طباعة الألبوم الغنائي ليحلّ مكانها الاتفاق مع قنوات إنترنت مثل «أنغامي» وغيرها، ما يعوق كسب المال عبر مبيع الألبومات، ليقتصر المردود المادي على الحفلات الخاصة التي يحييها الفنان. ثمة من يظنّ أن هذا الواقع أفسح في المجال إزاء أي كان لدخول الفنّ ولكن في الحقيقة، إن لم يكن الفنان جيّداً لن يستمرّ وذلك لأن الجمهور ذوّاق وينتقي بذكاء. عمّا يتمحور مشروعك التلفزيوني؟لا يزال المشروع في مراحله الأولى لذا لا أريد التحدث عن التفاصيل. أنا متحمّس جداً له.«رصيف الغرباء»
أية شخصية تجسد في مسلسل «رصيف الغرباء» (كتابة طوني شمعون، وإنتاج وإخراج إيلي معلوف)؟نديم، شاب فقير نشأ مع فتاة تبنّتها عائلته، لكنها تتعرف إلى عائلتها الحقيقية الغنية فتنتقل للعيش معها. بعدما أسسّ نديم مستقبله كرجل أعمال التقى بها مجدداً إنما لم يكن قادراً على التعريف عن نفسه لأن باعتقاده يجب أن يجمع الكثير من الأموال ليصبح إنساناً، فتمثّل بأناس أغنياء محاولاً التأقلم مع الصبايا الثريات الآتيات من عالم مختلف جداً عن عالمه. لكن ورغم سعيه إلى الغنى وجمع الأموال لم يتخل عن القيم الأخلاقية التي نشأ عليها ومنها الصدق. هل تحول لكنتك الغربية دون أدائك شخصيات درامية معيّنة؟لا أعتبر لكنتي غربية بمقدار ما هي عصرية. صحيح أن لكل شخصية لكنتها الخاصة إنما للأسف لا يتوافر لدينا في لبنان مدرّب خاص في هذا الإطار. على كلٍ يطلبون إلينا اعتماد اللهجة البيضاء في المسلسلات. شاركت بنوعين من المسلسلات، الطويلة والخماسيات والسباعيات، أي منها تفضّل؟أفضّل أن تقتصر حلقات المسلسل على 15 أو 20 حلقة تلفزيونية، إلا إذا كانت أحداث المسلسل دسمة فنشعر بأنها تحتاج إلى حلقات أطول إنما ليس أكثر من 30 أو 35 حلقة. من إيجابيات الخماسيات والسباعيات أنها تقدّم القصة بطريقة جميلة وسريعة ويكون فريق العمل فيها مهماً لأن المنتج لا يحتاج إلى مصاريف كثيرة للتصوير فيركّز على اختيار أفضل الممثلين. ما مخطط المرحلة المقبلة؟أعمل على تحضير مجموعة أغانٍ خاصة أقدّمها إلى الجمهور.امتداد للأب
هل يرى وسام صليبا أنه يُظلم عندما يُطالب بأن يكون امتداداً لفنّ والده الفنان المخضرم غسان صليبا؟ يقول في هذا الشأن: «بل على العكس، فذلك يعني أن المتابعين مؤمنون بقدراتي الفنية وأنني قادر على تحقيق ذلك».ويتابع: «أتوجه بفني إلى جيل الشباب الذي يواكبني، وغير المعتاد على فنّ والدي، من ثم ستتفهّم هذه الفئة أنني أخطو في مسارٍ يشبهني ويمايزني عن الآخرين. أمّا من يطالبني بأن أكون امتداداً لوالدي، فذلك يفرحني لأنه يثبت أنني مستقلّ فنياً عنه».