كيف وجدت تكريمك في الدورة الثانية من مهرجان الجونة؟

Ad

شعرت بسعادة لأن مهرجان الجونة راهناً أفضل مهرجان في مصر، ليس بسبب الإمكانات المادية فحسب ولكن بسبب التنظيم والرؤية التي يتبعها الصانعون في اختيار الأفلام وبرامج المسابقات. عندما حضرت الدورة الأولى العام الماضي كمدعو للمهرجان، وجدت تنظيماً جيداً ومعايير سينمائية لافتة، وأعتقد أن الجونة فتح الباب لتحسين المهرجانات المصرية وفاعلياتها المختلفة، وهو ما نحتاج إليه في علاقتنا بالسينما.

بدأت عملك مساعد مخرج مع مجموعة من كبار المخرجين، كيف تنظر إلى هذه الفترة؟

بدأت العمل مساعد مخرج في مرحلة مبكرة، وكل ما كنت أفكر فيه آنذاك هو مدى صلاحيتي لأكون مخرجاً. والحقيقة، أنني استفدت من المخرجين الذين تعاونت معهم كمساعد، خصوصاً يوسف شاهين في فيلم «الأرض»، وكنت أتمنى العمل مع صلاح أبو سيف ولكن الوقت لم يكن يسمح بذلك، فهو وشاهين وبركات في رأيي من أهم مخرجي السينما المصرية.

أفلام وممثلون

إذ تحدثنا عن أعمالك كمخرج، يبقى «الكيت كات» أهمها. ماذا عنه؟

في «الكيت كات» فوجئت بأداء محمود عبد العزيز دور الشيخ حسني وطريقته البسيطة المتعمقة في الشخصية رغم أنه في تلك الفترة كان يُصنَّف من شباب السينما المصرية. والحقيقة أن أداءه في «الصعاليك» كان سبب ثقتي في قدرته على تقديم «الكيت كات».

أيضاً لا يمكن إغفال «مواطن ومخبر وحرامي».

كان أداء هند صبري مميزاً، فهي فنانة حقيقية ولديها قدرة على تقمص الشخصية ومعايشتها. فوجئت بموهبتها وثقافتها العالية. كذلك صلاح عبد الله في شخصية المخبر جاء أداؤه واقعياً. أما شعبان عبد الرحيم فاختياره للدور كان مفاجئاً للجمهور ولكنه أجاد تقديم طبيعة الشخصية المكتوبة في السيناريو.

هل يأتي أداء الممثل في أعمالك بناء على توجيه مسبق منك؟

يشكل اختيار الممثل المناسب للدور نحو نصف النجاح، أما النصف الآخر فمطلوب من الممثل أثناء التصوير، خصوصاً أن المشهد يُصوَّر مراراً للحصول على أفضل لقطة. وعندما يشارك الممثل في مشروع سينمائي يجب أن يكون مقتنعاً بالعمل وأن يكون درسه جيداً كي يتمكن من التعبير عن المشاهد المختلفة الموجودة فيه بمصداقية، ودوري كمخرج يكمن في توجيهه إزاء الكاميرا ولفت انتباهه إلى التفاصيل المختلفة التي أرغب في ظهورها بكل مشهد.

تتعامل مع السينما بمنظور مختلف في أعمالك.

أتعامل مع السينما بوجهة نظري وليس بمنظور مختلف، وأعتبر نفسي هاوياً ولست محترفاً، سواء في الإخراج أو الكتابة، ما يجعلني أتحرك بحرية في هذه المساحة، حرية صنعها شغفي بالسينما واهتمامي بها. فلا أترك نفسي لمعايير إنتاجية مثلاً، لذا لن تجدني أقدِّم نوعية محددة من الأفلام لأنها مناسبة لأوقات محددة. ربما تكون هذه الطريقة صحيحة وربما تكون خاطئة، وأنا لا أنتقد من يتبعونها، ولكنها في النهاية وجهات نظر وكل شخص يفعل ما يراه مناسباً له.

أزمات

هل تؤيد دعم الدولة إنتاج أفلام سينمائية؟

بالتأكيد، يجب توافر دعم من الدولة لمساندة بعض الأفلام السينمائية وتقديم الأفضل فنياً، خصوصاً أن المنتجين يقدمون أعمالاً تسعى إلى أعلى مكسب.

هل ترى أن السينما التجارية أثرت سلباً في بقية الأفلام؟

السينما التجارية موجودة في السينما حول العالم وليس في مصر فحسب، ولست ضدها إطلاقاً، ولكن المهم توافر توازن بينها وبين بقية التجارب السينمائية التي تحقق نجاحات فنية، وهو أمر مهم.

لكن السينما المستقلة تواجه أزمات أيضاً.

ثمة مشكلة في السينما المستقلة التي تتحول لتكون جماهيرية، ذلك أن صانعيها متأثرون بالسينما الأوروبية وطريقة تعاملها مع الموضوعات المختلفة، ولا يسعون إلى الوصول إلى الجمهور بشكل مباشر. وثمة أفلام كثيرة حققت نجاحات في المهرجانات السينمائية ولكن الجمهور لم يتهافت على مشاهدتها رغم جودتها فنياً.

هل ترى أن قيوداً تكبل صانعي السينما في الفترة الأخيرة؟

تعاني صناعة السينما في مصر أجواء خانقة، مرتبطة بأزمات عدة منها الرقابية والإنتاجية ووجود أبعاد سياسية في التعامل مع الموضوعات. عموماً، المبدع ليس حراً بشكل كامل، وكثرة القيود الموجودة تفرض عقبات عدة عليه.

ما رأيك في الانتقادات التي توجه إلى أفلام السبكي؟

أحترم محمد وأحمد السبكي وأثني على جهودهما وهما لم يتسببا بأزمة صناعة السينما، كما يعتقد البعض أو يحاول تحميلهما المسؤولية. أرى أنهما أذكى المنتجين راهناً لقدرتهما على تقديم أفلام يشاهدها الجمهور.

أزمة النصوص

حول المشكلة في توافر نصوص سينمائية جيدة، خصوصاً مع تزايد الأعمال المقتبسة من أفلام أجنبية، يقول داود عبد السيد: «أشعر بتفاؤل بأن تغييراً ما سيحدث، يرتبط بالخروج من الزاوية الضيقة التي ينظر بها البعض إلى السينما من الأجيال الجديدة التي تملك حماسة وشغفاً قادرين على تحقيق المعجزات».