«أيام قرطاج لفنون العرائس» مهرجان للدمى ينعقد في دورته الأولى في قرطاج، وهو مفتوح إزاء محركي الدمى التونسيين والأجانب الذين يقدمون عروضهم في تونس العاصمة، ومناطق أخرى من البلاد. وتتمثل مهمته في الترويج لفن الدمى في تونس والعالم.وتستخدم مسرحية «حكايات نساء من بلادي» خمسة أنواع مختلفة من الدمى، في إطار ثلاث أقصوصات، ذات بعد اجتماعي، ويستهدف العرض التفاعلي فيها المراهقين، الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاماً، فضلاً عن البالغين، إذ يطرح أهمية المرأة في المجتمع ويسلط الضوء على حقوقها.
على غرار سائر أعمال الفرقة، تعالج مسرحية «حكايات نساء من بلادي»، مسائل اجتماعية، وتدعو الجمهور إلى اعتلاء خشبة المسرح، واقتراح حلول للإشكاليات المطروحة في المسرحية.المسرحية من تأليف الفرقة وإنتاجها، وإخراج رويدا الغالي هورنيغ. يحرك الدمى كل من: فادية التنير، وسهى نادر، وتمارا كلداني، بينما تعود صناعة الدمى إلى تاتيانا بوشاروفا.
حيوية وحماية
أعربت «مؤسسة فرقة أصدقاء الدمى» ومديرتها تمارا كلداني عن سعادة الفرقة بالمشاركة في المهرجان، ورحبت بمبادرة اللجنة المنظمة، التي تستفيد من دعم السلطات التونسية، لا سيما وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية، في تعزيز المهرجانات والمناسبات الثقافية والفنية. كذلك هنأت «المركز الوطني لفن العرائس» بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسه، وأكثر من 40 عاماً على تأسيس «فرقة مسرح الدمى التونسي»، مشيرة إلى أن وجود هاتين الفرقتين كل هذه المدة، إنما هو دليل على مدى حيوية هذا الفن التقليدي العريق، وعلى نجاحهما في الحفاظ عليه في العصر الحديث، الذي يغلب عليه طابع التكنولوجيا الرقمية والمعلومات.«فرقة أصدقاء الدمى»
«فرقة أصدقاء الدمى»، هي مسرح جوال للعرائس اللبنانية، يحكي قصة الطبيعة والبيئة والناس، والحكايات التي يرويها «جدّو الحكواتي» باللغتين العربية والفرنسية. تتناول الفرقة: التنمية المستدامة، أهمية العناصر الطبيعية والمجتمع: قوانينه ومفاهيمه، من خلال قصص مسلية ومسرحيات تبعث المرح في النفوس، وتحث على التفاعل، وتسهم في الإرشاد والتشجيع على التحلي بالمسؤولية المدنية والمواطنية؛ كذلك تقدم عروضاً توعوية هادفة، بالإضافة إلى ورش عمل تدريبية للبالغين. ذلك كله بهدف ترسيخ الثقافة لدى المشاهدين. شاركت الفرقة في مهرجانات خارج لبنان، وقدمت عروضاً في النمسا وألمانيا، وقطر والشارقة وأبو ظبي ودمشق.تأسست «فرقة أصدقاء الدمى» عام 1984، وسجلت كشركة مدنية منذ العام 2007، وهي لا تستفيد من أي دعم مادي خارجي، بل تعيد توظيف أرباحها في تطوير نشاطها لتعميم الفائدة بهدف خدمة المجتمع.مشاركة كويتية في تونس
مهرجان «أيام قرطاج لفنون العرائس» رأى النور بقرار من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في يناير 2018، يهتمّ بفنون العرائس ويشكل نافذة لتبادل التجارب والأشكال الفنية والتقنية وتقاطعها مع بقية الفنون مثل الرقص والفنون التشكيلية.يشارك في هذه الدورة التأسيسية 39 عرضاً من 20 دولة من بينها: مصر، ولبنان، والكويت، ومالي، وبوركينا فاسو، وكوريا الجنوبية، وكندا... وتعتبر بمنزلة افتتاح الموسم الثقافي في تونس العاصمة باعتبارها الفضاء الحاضن لنصف عروض الدورة. بالنسبة إلى العروض فتتوزع على مدينة الثقافة، ودار الثقافة ابن رشيق، ومسرح السنديانة بالمدينة العتيقة، وفضاء الطاهر الحداد، والمركز الوطني لفن العرائس. كذلك تمّ التنسيق مع وزارة الشؤون الثقافية لتنظيم رحلات خاصة بالأطفال لمواكبة عروض المهرجان.