5 قطع فرعونية نادرة يطالب المصريون باستعادتها

نشر في 27-09-2018
آخر تحديث 27-09-2018 | 00:00
فيما صُدم المصريون بتدمير حريق متحف البرازيل الوطني قبل نحو أسبوعين 700 قطعة أثرية مصدرها أرض الفراعنة، لا يعلم كثيرون أن خمس قطع أثرية نادرة خرجت من بلادهم منذ سنوات طويلة، وتستقر في متاحف دول أوروبية، مدرة عوائد كبيرة على الأخيرة، بينما لا تستفيد منها مصر شيئاً. هذا ما كشفه لـ«الجريدة» خبير الآثار بسَّام الشمَّاع، صاحب حملة تطالب بعودة ما سماه بـ«الخمسة الكبار».
قبل نحو خمس سنوات أثبت اكتشاف علمي أن المصريين سبقوا العالم إلى صناعة الأزياء، إذ أكدت نتائج دراسة بريطانية أن قطعة ملابس منسوجة مودعة في متحف «بتري لندن» في إنكلترا، سُميت بـ«فستان طرخان»، تعتبر أقدم ثوب منسوج في العالم، ويتجاوز عمرها خمسة آلاف عام، ويعود أصلها إلى مصر الفرعونية.

تلك القطعة النادرة أمضت نحو خمسة آلاف عام داخل مقبرة فرعونية قبل العثور عليها وإرسالها إلى متحف بيتري من قبل علماء الآثار في القرن التاسع عشر الميلادي. ولم يُلتفت إلى هذا الثوب آنذاك، إذ وضع مع مجموعة من الخرق القديمة، إلى أن أجريت عليه دراسة عن عمره، ليعيده العلم إلى مكانه الصحيح كأقدم الملابس المنسوجة في العالم.

ورغم أن مصر فيها آلاف القطع الأثرية النادرة، فإن ثمة خمس قطع بعينها ذات أهمية خاصة، غادرت البلد منذ زمن بطرق ملتوية وغير شرعية لتستقر في أشهر المتاحف الغربية. لذلك كان لكاتب المصريات والمرشد السياحي الحر بسَّام الشماع، السبق في إطلاق حملة بعنوان «الخمسة الكبار» تستهدف جمع التوقيعات للمطالبة بإعادة هذه القطع إلى موطنها الأصلي.

رأس نفرتيتي

يواصل الشماع: «القطعة الثالثة، تمثال رأس نفرتيتي المصنوع من الحجر الجيري، واكتُشف في 6 ديسمبر 1912، ويلاحظ غياب «إنسان العين» الأسود المستدير من وسط العين اليسرى للملكة في تمثال الرأس المشهور الموجود حالياً في متحف برلين، ما جعل البعض يظن أن الملكة الجميلة كانت مصابة بمرض في العين أو إعاقة بصرية. لكن هذا غير صحيح، إذ لا يوجد أثر في المنطقة الوسطى البيضاء في العين لأي صمغ أو مادة لاصقة، كما أن علماء آخرون ذهبوا إلى أن (إنسان العين) لم يوضع من الأصل، وكان هذا مقصوداً من الفنان المصري الذي نحت القطعة، لأنها كانت مجرد «موديل» يعمل عليه ويحاكيه النحاتون العمال تحت إشراف النحات الملكي «دجحوتي – مس» لتدريبهم على هذه العملية الفنية الدقيقة.

ثوب طرخان

يقول الشماع لـ«الجريدة»: «تضم قائمة القطع الأثرية الخمس رأس الملكة نفرتيتي، وتمثال «حم-إيونو» مهندس الهرم الأكبر، وعملة الملكة كليوباترا، و«بردية تورين» أقدم خريطة في التاريخ، بالإضافة إلى أول ثوب في التاريخ، والأخير اكتشف في مقبرة بمدينة «طرخان» (50 كيلومتراً جنوب القاهرة) عام 1912، وهو مصنوع من خامة الكتان المصري، ومحاك على طريقة خيوط النسيج المعترضة والمتقابلة لبعضها بعضاً، وموجود راهناً في متحف «بتري لندن».

بردية تورين

وبحسب الشماع تعد القطعة الرابعة واحدة من أهم الآثار المصرية، وهي بردية «تورين» أقدم خريطة في التاريخ. يُشار هنا إلى أن رسم الخرائط الموضحة للتضاريس والحدود والطرق كان عملاً صعباً في العالم القديم، لعدم وجود الإمكانات العلمية والتكنولوجيا المتاحة الآن كالطائرات والأقمار الاصطناعية، ورغم ذلك برع المصري القديم في رسم خرائط متناهية الدقة.

وبردية تورين محفوظة راهناً في متحف تورينو بإيطاليا، وترجع هذه البردية التي رسم عليها الجغرافي الفرعوني الطرق المؤدية إلى مناجم الذهب وغيرها من مناجم إلى العام 1150 قبل الميلاد.

مهندس الهرم

القطعة الثانية، تمثال لمهندس الهرم الأكبر «حم- إيونو»، ويقول الشماع: «خدم هذا العبقري في مدينة ومعبد وإداريات العاصمة المكرَّسة لعبادة رب الشمس إبان الأسرة الرابعة – الدولة القديمة. ورغم عدم معرفتنا الكاملة بالطرائق الباهرة التي استخدمها في بناء هرم الملك «خنوم-خوفو» المشهور بـ«خوفو»، فإننا على علم مؤكد بأنه المسؤول عن وضع نحو مليوني حجر جيري في مبنى هرمي يصل ارتفاعه إلى 146 متراً، وهو الذي خطط هندسياً وجيولوجياً كي تتحمل الأرض في هضبة الجيزة ثقلاً وزنه ستة ملايين طن، هو وزن الأحجار، فضلاً عن الشكل المربع للقاعدة والاتجاهات الأربعة للهرم، صوب الاتجاهات الأصلية (الشمال، والشرق، والغرب، والجنوب).

ووجد التمثال طريقه إلى ألمانيا، حيث يقبع الآن داخل متحف Pelizaeus بمدينة هيلديسهايم (Hildesheim 03 كيلومتراً جنوب مدينة هانوفر).

عملة كليوباترا

تُختتم قائمة القطع الأثرية المهمة التي يطالب الشماع بردها إلى مصر، بعملة كليوباترا الموجودة في المتحف البريطاني. توضح هذه العملة الشكل الأصلي للملكة كليوباترا، وهي معلومة تصبّ في الحقيقة في صالحها تاريخياً وليست ضدها، إذ إن ذلك يؤكد كذب ادعاءات المؤرخ اليهودي يوسفيوس، الذي زعم أن كليوباترا استغلت جمالها بوسائل غير مشروعة للوصول إلى ما وصلت إليه، ولكنها في الحقيقة كانت امرأة شديدة الذكاء والثقافة وتكلمت لغات عدة من بينها لغة المصريين الذين حكمتهم.

أخيراً يطالب الشماع باستعادة الآثار المصرية النادرة من الخارج، لأهميتها التاريخية، ولتستفيد مصر من عوائد زائريها، خصوصاً أن ثمة دلائل تشير إلى سوء الاهتمام ببعض القطع الفرعونية في متاحف الغرب!

back to top