تنوير : الكبير
![د. أيمن بكر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1554305081549735900/1554305088000/1280x960.jpg)
في الأيام الأولى من وجودي بالكويت أراد الصديق الشاعر نادي حافظ أن يعرفني إلى كوكبة من أدباء الكويت والوطن العربي. لم يفكر كثيراً في اصطحابي إلى بيت إسماعيل، حيث كانت الجلسات التحضيرية الأسبوعية لملتقى الثلاثاء. هناك وجدت وطناً صغيراً يشبه الأوطان الحقيقية التي يصنعها المفكرون والمبدعون حول العالم. هكذا كان بيت إسماعيل وقلبه، مساحة نقية للتفاعل الفكري والإبداعي والإنساني. التقيت الجميع هناك: العظيم خلدون النقيب، وصبيح السلطان، وسعود السنعوسي، وحمود الشايجي، وطالب الرفاعي، وعبد الرحمن الحلاق، وأبو مازن، وإبراهيم فرغلي، ودخيل الخليفة، وآدم يوسف، ومحمد النبهان... وكل من يمكن أن يطرأ اسمه على ذهن القارئ الكريم من أدباء ومثقفين فاعلين في المشهد الثقافي الكويتي والعربي، ممن يعيشون على أرض الكويت الطيبة.ليس هذا وحسب، بل كان بيت إسماعيل نقطة التقاء الضيوف من الأدباء والمثقفين والفنانين الذين يزورون الكويت. بكل بساطة وعبقرية تمكن إسماعيل أن يفتح قلبه ووعيه وبيته لكل من أراد الارتواء منه. لم يكن إسماعيل متواضعاً في إحساسه بموهبته ودوره الثقافي، بل كان على العكس واعياً بحجم ما لديه. لكنه كأي مثقف حقيقي رأى أن هذه المكانة التي منحتها له الموهبة والثقافة تضع عليه مسؤولية جسيمة، فمثله لا بد من أن يكون مشعاً على من حوله، مانحاً لكل ما يملك من طاقة فنية وإنسانية. الأجمل أنه لم يكن يحاول صنع نسخ منه في شباب الكتاب الذين أفادوا من ثروته الإبداعية والمعرفية والإنسانية، بل كان حريصاً أن يكون لكل منهم شخصيته، وهو ما حدث في جيل من كتاب السرد الكويتيين المبدعين. في السنوات الأخيرة كان إسماعيل غزيراً في الكتابة وإصدار الروايات كمن يسابق الزمن. عكف على الكتابة بكثافة يعجز عنها الشباب المتحمس، كمن يريد إتمام المهمة ومنح الثقافة العربية كل ما لديه حتى آخر قطرة حبر في قلمه. إلى لقاء يا إسماعيل، وأعدك أن تبقى ضحكتك الجميلة ملء أذني وعيني.