دشنت دار الآثار الإسلامية أمسيات الأربعاء، ضمن موسمها الثقافي الـ 24، مع فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية، كعادتها السنوية، أمس الأول في مركز اليرموك الثقافي، بحضور جمهور عاشق للفنون البحرية الكويتية التي صاحبت مهنة الآباء والأجداد في رحلات السفر والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، تقدمهم مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة في الدار أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس، وكان من بين الحضور الفنان سلمان العماري.

استهل صباح الريس الحديث قبل بدء الأمسية قائلاً: "الموسم الثقافي الـ 24 لدار الآثار الإسلامية، حافل بالأنشطة، حيث يتضمن هذا العام 416 فعالية متنوعة، ما بين الموسيقى ومحاضرات وبرامج الأطفال".

Ad

ثم قال الريس عن الأمسية: "دائماً ندشن أمسيات الأربعاء مع فرقة بن حسين للفنون الشعبية، كما ننهي الموسم مع الفنان سلمان العماري، وبن حسين هي من أفضل الفرق الحالية في الساحة المتخصصة بالفنون البحرية"، مشيداً بما تقدمه الفرقة من توثيق حي وأصيل لمختلف أنواع فنون الغناء والعزف والرقص الشعبي الكويتي منذ تأسيسها عام 1948.

ثم انطلقت فرقة بن حسين، لتقدم باقة من الفنون العبقة بأصالة الماضي الجميل، مستهلة بـ "أول ما نبدي وش نقول/ ألف الصلاة على الرسول"، ثم مع أعمال البحر، مثل خطف الشراع من خلال النهمة والغناء المصاحب من البحارة بمساعدة الإيقاعات والتصفيق.

وانتقلت الفرقة إلى فن "الصوت" مع رئيس الفرقة الفنان خالد بن حسين الذي أبدع في عزفه على العود والغناء، حيث أدى أولاً صوت "قلبك حجر لو حديد": "أشوف مابك لياني/ أبغي الوصل ما تجود/ ماشفت مثلك عنيد/ يامن غرامه براني/ ما تجوز من ذا الصدود"، ثم توشيحة: "هم يحسدوني على موتي فوا أسفا / حتى على الموت لا أخلو من الحسد". ثم اتبعه بموال "أنا في سبيل الله ما صنع الهوى/ بوليت بجرح ما عرفت له دوا" ثم صوت "بين المحبين" واختتمه بتوشيحة: "حسبي على أهل الهوى/ هم بالهوى ولعوني/ من يوم ثوبي ذراع"، وقد رافق العملين الرقصة المعروفة بالزفان إضافة إلى الزخرف الإيقاعي، وسط تفاعل الجمهور مع فن الصوت والمشاركة في التصفيق.

واختتمت بن حسين برنامجها، مع فن الليوه، وهو نموذج فريد من نوعه، ومن الموسيقى التي وفدت من إفريقيا إلى مسقط ثم دول المنطقة، لكنها ظلت رغم تكيفها مع بيئة منطقة الخليج محتفظة بإيقاعها العام، واستخدام بعض الجمل السواحلية في نصوصها الغنائية، بمصاحبة آلة النفخ "الصرناي" أو المزمار مع العازف محمد مريان، إضافة إلى والطبول الكبيرة، و"التنكه" أو البيب.