المنتجة والمخرجة ماريان خوري: الاهتمام بالتفاصيل جزء من نجاح يوسف شاهين
احتفت الدورة الثانية من مهرجان «الجونة» بالمخرج الراحل يوسف شاهين عبر فعاليات عدة شاركت في تنظيمها المنتجة والمخرجة ماريان خوري.
في حوارها مع «الجريدة» تتحدّث خوري عن الاحتفالية وكواليس علاقتها مع يوسف شاهين.
في حوارها مع «الجريدة» تتحدّث خوري عن الاحتفالية وكواليس علاقتها مع يوسف شاهين.
كيف وجدتِ الاحتفاء بيوسف شاهين في الدورة الثانية من مهرجان «الجونة»؟بالتأكيد أنا سعيدة بهذه الخطوة الجيدة من مهرجان «الجونة»، كذلك كل عشاق ومحبي يوسف شاهين في العالم، فهو مخرج قدم الكثير لصناعة السينما وأعطاها أفضل ما لديه. كان متعدد الاهتمامات بالصناعة وليس الإخراج فحسب. والحقيقة أن ثمة جهداً لافتاً من إدارة «الجونة» في ما يتعلق بالترتيب للاحتفاء بالراحل، خصوصاً الحفلة الموسيقية التي أقيمت على هامش المهرجان، إذ عزفت المقطوعات الموسيقية أوركسترا بقيادة المايسترو هشام جبر. كنا نرغب في تنفيذ هذه الفكرة، كما أعلنت سابقاً، في مهرجان «كان» ولم نتمكن من ذلك بسبب عدم توافر الميزانية فيما رحّب صانعو «الجونة» بالأمر.
كذلك إقامة معرض ملصقات يوسف شاهين على هامش المهرجان شكَّلت فرصة لكل عشاقه ومحبيه ليشاهدوها.لم تقتصر علاقتك مع يوسف شاهين على كونك ابنة شقيقته فقد عملت معه أيضاً. حدثينا عن بداية التعاون بينكما.لدي اهتمام بالسينما بحكم طبيعة عمل والدي في الصناعة وخالي أيضاً. عندما رشحني يوسف شاهين للمرة الأولى لأعمل معه في فيلم «وداعاً بونابرت» لم أكن أعرف أي أمر عما يجب أن أفعله، خصوصاً أنني كنت منتجة منفذة للفيلم، وهو عمل ضخم والإنتاج مشترك مع فرنسا. لذا لم تكن التجربة بالنسبة إليّ سهلة إطلاقاً. وكنت حريصة على التعلّم والاهتمام بالتفاصيل، لدرجة أنني كنت أواصل العمل ليومين متتاليين من دون راحة أو نوم كي ألتزم بالمهام الموكلة إليّ، خصوصاً أن الإنتاج المشترك جعلني أسافر كثيراً بين القاهرة وباريس أثناء التصوير.كيف استفدتِ من هذ التجربة؟استفدت على المستويات كافة لأنني لم أكن أعلم ما هو «البلاتوه» وكيفية إدارته قبل هذه التجربة. لذا عندما عملت مع شاهين بعد ذلك في فيلم «اليوم السادس» نفذت كل ما تعلمته منه، والمهام المطلوبة مني من دون أن أسأل عنها، إذ كنت تعلمت الكثير من خلال الفيلم السابق، من ثم لم أشعر بأنني إزاء تحدٍ كبير بقدر صعوبة التحدي في التنفيذ.
تحت السيطرة
عُرف عن يوسف شاهين اهتمامه بأدق التفاصيل، ووصف كثيراً بأنه ديكتاتور.كان يوسف شاهين يستمع إلى مختلف الآراء ووجهات النظر ولكن في الوقت المناسب من وجهة نظره. أما في بقية الأوقات فهو كان ديكتاتوراً يقرر ما يرغب في أن يقدمه في الفيلم، إذ كان يهتمّ بأدق التفاصيل ويرفض ترك أي أمر للظروف. وقبل تصوير المشهد يكون قد دوَّن التحضيرات والطريقة التي سيتبعها، كذلك يتحدّث إلى مساعديه عن تصوره طريقة خروج المشهد إلى النور. من ثم، تكون الأمور كافة تحت سيطرته.يرى البعض أن دراسة شاهين في الولايات المتحدة وعلاقاته في فرنسا هي السبب الرئيس في انتشاره عالمياً.لم يكن الإنتاج المشترك سوى عامل مساعد في تحقيق طموحات يوسف شاهين في بعض التجارب السينمائية، وأعماله قبل ذلك مثل «باب الحديد» و«الأرض» نجحت وانتشرت في الخارج. لكن ثمة أفلام لم تساعدها الظروف على الخروج فكان الإنتاج المشترك وسيلتها.هل تعتقدين أنه تأثر بالسينما الأميركية أم نظيرتها الأوروبية؟تأثر بالسينما في مختلف أنحاء العالم، فهو كان دائم الاطلاع على المدارس السينمائية المختلفة وكان يميل أكثر إلى الأميركية منها.تجربة ثرية
عملت ماريان خوري مساعدة مخرج مع يوسف شاهين. تقول في هذا الشأن: «خضت هذه التجربة في فيلم «سكوت حنصور»، وكانت ثرية بالنسبة إليّ لأنني أنجزت مهام جديدة من خلالها، وشقيقي غابي تعامل مع الشق الإنتاجي من الفيلم. أذكر أن خلال التصوير كان شاهين بدأ بالتردد على المستشفى لتلقي العلاج بشكل مكثف. لذا قمت بمجهود كبير في المشروع».أما مشاريعها السينمائية المقبلة، فهو فيلم وثائقي جديد تحضِّر لإخراجه، إلى جانب أعمال أخرى، كما ذكرت.
عرضنا ملصقات أصلية لأفلام يوسف شاهين للمرة الأولى في الجونة