رحل عن عالمنا الشاعر الغنائي القدير مبارك الحديبي، بعد رحلة عطاء امتدت لسنوات أثرى خلالها الساحة الفنية الخليجية بالعشرات مع الأعمال المميزة، تعاون الحديبي مع نخبة من نجوم الساحة الفنية، ويعتبر الحديبي أحد أبرز كتاب الأغنية الكويتية الحديثة، بدأ عطاءه في الستينيات، له نكهة خاصة في الكتابة وطريقة محببة وأسلوب خفيف متطور.

وأثرى الحديبي الأغنية الكويتية بنصوص جيدة أداها نجوم الغناء في الكويت والخليج مثل مصطفى أحمد، عبدالمحسن المهنا، يحيى أحمد، عبدالله الرويشد، محمد عبده، طلال مداح، راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، عبادي الجوهر، نبيل شعيل، غريد الشاطئ، شادي الخليج.

Ad

والراحل من مواليد الأربعينيات، عاش طفولته في أحضان حي المرقاب، وفي عام 1961 وُظف في وزارة الإعلام، وشغل منصب فني مراقبة في الإذاعة الكويتية، وهو أحد أوائل الكويتيين الذين عملوا في الأجهزة الإعلامية الحكومية.

خلال عمله في "الإعلام" اكتشف أن لديه موهبة فنية، لكن لم يكن قادرا على تحديدها، هل هي في التلحين أو تأليف أغان، أو أنه مستمع ذويّق، واستمرت هذه الحالة معه فترة.

في الستينيات أصبح عضواً في جمعية الفنانين الكويتيين، وشارك في مسيرة مجلس الإدارة لسنوات. وفي الثمانينيات اختير عضوا في لجنة إجازة نصوص الأغاني، وتم تكريمه من قبل وزارة الإعلام ومجموعة تقدير عام 2013، كما كرمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الدورة الـ23 من مهرجان القرين الثقافي.

البدايات

كانت البداية مجرد محاولات عكست مشاعره، هكذا اكتشف ميله إلى كتابة الشعر، فراح يكتب ويطلع صديقه أحمد الدخيل فحسب على أشعاره، وبعد فترة بدأ أصدقاؤه يتعرفون إلى موهبته في كتابه الشعر الغنائي، ووصل الخبر إلى الفنان القدير يوسف دوخي، فالتقى مبارك الحديبي في الإذاعة الكويتية، واستمع إلى كلمات أغنية «ليلي أنا سهران» وأجيزت، فكانت الخطوة الأولى نحو الاحتراف.

أغنية «أودعك» بصوت الفنان القدير حسين جاسم وألحان الفنان عبدالرحمن البعيجان بداية انطلاقة مبارك الحديبي كمؤلف أغان، بعد ذلك غنى له جاسم أغنيات جميلة ما زالت تذاع حتى الآن من بينها: «أحس بالشوق والغيرة»، «توني عرفتك زين»، «يا ويلك من الله» من ألحان عبدالرحمن البعيجان، «صحيح الدنيا ما تنفع» من ألحان بدر عبدالسلام، «عليك سعيد» و«يا معيريس» من ألحان الفنان غنام الديكان.

وقد شكل الحديبي منذ بداياته ثلاثياً ناجحاً مع المطرب عبدالمحسن المهنا وشقيقه الملحن يوسف المهنا، وكانت ثمرة هذا التعاون أغنيات ناجحة من بينها: «كلن بقلبه».

المسباح

ويعتبر الفنان محمد المسباح أحد أبرز المطربين الكويتيين الذين تعاون معهم الحديبي، إذ قدم له مجموعة من الأغنيات من بينها: «جاني بعد وقت» (1988) من ألحان د. عبدالله الرميثان.

وفي بداية السبعينيات تعاون الحديبي مع المطرب يحيى أحمد في أكثر من أغنية من بينها: «يا بلادي» (أغنية وطنية) من ألحان خالد الزايد.

وخلال حقبة الثمانينيات، كان للشاعر الحديبي تعاون ناجح مع المطربة الكويتية نوال، فقدم لها أغنيات من بينها: «أشلون ما أشره عليك»، «عنينا»، «فز قلبي»، «على الراس والعين»، «يزيد شوقي»، «أنا جيتك» من ألحان راشد الخضر.

بينما تعاون الحديبي مع الفنان القدير شادي الخليج في أغنية واحدة، وهي «سدرة العشاق» (1986) من ألحان غنام الديكان، وتعتبر إحدى الأغنيات الناجحة التي ما زالت تحقق حضورا على الساحة الغنائية.

طلال مداح

وعلى المستوى الخليجي يعد المطرب السعودي طلال مداح أحد الفنانين الذين تعاون معهم الحديبي وحقق نجاحاً، قدم من كلماته أغنيات عدة من بينها: «مصدر أحزاني»، «قضيت عمر وانا أزرع» من ألحان طلال مداح، «أبعد وخلني» من ألحان خالد الزايد، «احنا مثل ما احنا» من ألحان غنام الديكان، كذلك غنى له فنان العرب محمد عبده أغنيات جميلة من بينها: «انتو اللي تغيرتوا»، «في عيونك»، «حاولت»، «حس طارٍ».

ومن كلمات الراحل الحديبي غنت الفنانة الراحلة رباب أغنية «الوداع»، وكان ذلك عام 1983 وعام 1990 غنى له الفنان عبدالمجيد عبدالله ثلاث أغنيات: «الهنا والسعادة»، «الا يا دمعتي هلي على الغالي ومرابيعه»، «هذا كلام».

الأغنية الوطنية

لم يكتف الراحل بالأغنية العاطفية، رغم نجاحه فيها، بل قدّم كلمات أغنيات وطنية لمجموعة من المطربين أثناء فترة الاحتلال، منها "راح الكثير يا بلادي»، «حقنا ما يضيع»، «احنا كنا متفائلين»، «انتصرنا» (من أغاني التحرير) غناء نبيل شعيل.

كما شارك الحديبي في لجنة إجازة النصوص الغنائية في إذاعة الكويت فترة طويلة... وقد جاء هذا الاختيار نتيجة لدوره البارز في مواكبة الأغنية الكويتية والخليجية، حتى وصلت إلى هذا المستوى من الرقي والتميز، كما كرمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الدورة الـ 23 من مهرجان القرين الثقافي عن مجمل أعماله، واستمر عطاء الراحل على مدار سنوات، الى أن تدهورت حالته الصحية بشدة خلال الفترة الماضية، وفاضت روحه إلى بارئها ظهر أمس.

أشهر أغنياته

قدم الشاعر مبارك الحديبي عشرات الأعمال الغنائية المميزة التي تنوعت ما بين الرومانسي العاطفي والوطني.

وتعتبر أغنية "أودعك" بصوت الفنان القدير حسين جاسم وألحان الفنان عبدالرحمن البعيجان بداية انطلاقة مبارك الحديبي كمؤلف أغان، ومن بين أشعاره أغنية "صادني" للفنان نبيل شعيل، وأغنية "منسية" و"مباركين" للفنانة عائشة المرطة، وأغنية "قلبي ارتجف" للفنان غريد الشاطئ، وأغنية "شفتك" و"سامحني خطيت" للفنان عبدالكريم عبدالقادر.

وكتب الراحل أيضا كلمات أغنية "ما اوعدك" للفنانة نانسي عجرم، و"عفناك" للسندباد راشد الماجد، و"المزيون" للفنان رابح صقر، و"اسكت ولا كلمة"، و"اشكي" و"الصدفه" و"الكبر لله" للفنان عبدالله الرويشد، وأغنية "ابعد وخلني" للفنان طلال مداح.

وقدم الحديبي أغنية "انتوا اللي تغيرتوا"، و"حس طار" إلى فنان العرب محمد عبده، وأغنية "طرى البارحه شي على البال" إلى الفنان خالد عبد الرحمن، كذلك قدم إلى الفنانة نوال أغنية "فز قلبي"، وأغنية "يزيد شوقي"، «سدرة العشاق».