عاد التفاؤل بقرب تشكيل حكومة لبنانية بعد جمود طال أسابيع نتيجة العُقد المتعلقة بالحصص والأحجام. وبدأت المياه الحكومية الراكدة لتحرّك مجدداً بعدما تجمّدت نتيجة غياب المبادرات أو التنازلات، التي تُساهم في فكفكة العقد التي تعطّل الولادة الحكومية. وقالت مصادر متابعة إن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ينتظر عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من نيويورك خلال ساعات ليطلعه على نتيجة المشاورات التي أجراها خلال الأيام الماضية".

وتوقعت المصادر أن "تؤدي عودة عون إلى التعجيل في الولادة الحكومية من خلال سلسلة مشاورات ولقاءات متوقّعة مع المعنيين بالتشكيل". وأضافت المصادر أن الحريري استهل لقاءاته باجتماع مع عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبوفاعور الأربعاء"، مشيرة إلى أن "العقدة المتبقية اليوم هي العقدة المسيحية بعد أن سلكت العقدة الدرزية طريقها إلى الحل بطريقة ترضي الجميع، بحيث يكون الوزير الدرزي الثالث شخصاً وسطياً يقترحه رئيس مجلس النواب نبيه بري".

Ad

وعن العقدة المسيحية، كشفت المصادر عن "إمكانية تقديم تنازلات بين عون والحريري لحل العقدة القواتية والتي يمكن أن تكون بتنازل الرئيس عون عن نيابة الرئاسة لمصلحة القوات اللبنانية". واستقبل لهذه الغاية الحريري أمس، في بيت الوسط رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وتناول الرجلان آخر المستجدات السياسية لاسيما الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.

إلى ذلك، اعتبر عون خلال حفل الاستقبال حضره في نيويورك أمس الأول، أن "البعض يستغل الحرية التي يتمتع بها لبنان من أجل تحويلها إلى شتيمة دون أفق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لانها تعطي صورة سلبية بشعة عن البلد، فيما الأكثرية الساحقة من اللبنانيين لا توافق على الترويج لهذه الصورة التي تصل إلى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً لمعرفة خطورته، وعلينا تنظيمه ومنع التأثير السلبي له الذي يؤذي الكثيرين، ومنع أي شائعة من أن تكبر وتتحول إلى فضيحة غير صحيحة، وعليكم التنبه واستقاء المعلومات في شكل صحيح، ولسنا مضطرين للبقاء في حال سجال سياسي دائم مع أولاد، حتى لو كانوا متقدمين في العمر، لكنهم لم يبلغوا سن النضوج، وهم يتسببون بخلل في المجتمع، إلا أننا نملك تجربتنا ومسيرة طويلة تخطينا فيها صعوبات كثيرة، وسنتخطى هذه الصعوبة وغيرها أيضاً".

ووسط تحذيرات دولية من امكانية انزلاق لبنان إلى أزمة اقتصادية، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد زيارته المجلس الاقتصادي والاجتماعي أمس، "متانة القطاع المصرفي"، مؤكداً أن هذا القطاع "لن يتأثر بالعقوبات الأميركية على حزب الله بظلّ الإجراءات التي يتخذها".

وأكد سلامة أن الاجتماع الذي عقده مع المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي "كان مثمراً والبنك المركزي لم يستمع فقط إنما أكد على الاستقرار النقدي ومتابعة القروض المدعومة للإنتاج كما أكد إمكانية الجدولة في حال المؤسسات التي لديها صعوبات".

وقال: "نتوقع 2 في المئة نمواً لكن ربما تخفض توقعاتنا بسبب التأخر بتشكيل الحكومة".

أما رئيس المجلس شارل عربيد، فقال: "الوضع النقدي ممسوك وممتاز ولدينا ما يكفي من الإرادة لتخطي ما نمر به"، مضيفاً: "هناك الكثير من الشائعات الصادرة حول المؤسسات والأوضاع الاقتصادية لكني أقول، إننا مررنا بأوضاع ومخاطر صعبة جداً وتخطيناها ولا يزال لدينا من المناعة والإرادة ليكون مستقبلنا مشرقاً".

في سياق منفصل، أوقفت المديرية العامة للأمن العام الفلسطيني (م.ح.أ) لانتمائه إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وتواصله مع إرهابيين في الداخل السوري. بالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه وبارتباطه بأحد كوادر التنظيم المذكور في سورية ويدعى "أبو جلاد" الذي كلفه بتصنيع المتفجرات، وتركيب مواد سامة. وطلب "أبو جلاد" من (م.ح.أ) دسّ السم في أحد خزانات المياه التي يتزوّد منها يومياً أحد صهاريج الجيش اللبناني بالمياه لنقلها إلى الثكنات العسكرية، وذلك بهدف قتل أكبر عدد ممكن من العسكريين.