ترويض الفيلة
مع كل المآسي التي يمر بها الفيل المسكين إلا أنه ينتظر الفرصة للانتصار لكرامته وليثأر لنفسه ولإخوانه، ورغم حقه في الثورة والانتقام فإن الضمير الإنساني لا يقف معه بانتفاضته المستحقة، فيصوره بصورة الفيل الهائج الخارج عن طريق الطاعة والقانون ليلاقي مصيره المحتوم برصاصة تنهي حياته بعد رحلة عذاب طويلة.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
أما في حالة ترويض صغار الفيلة فالقضية أكثر إيلاماً، فعند عمر سنتين أو ثلاث سنوات يتم فطمه وفصله عن أمه، حيث تبدأ مأساة أخرى من العذاب، فحفلة الضرب والربط بالسلاسل من أربع جهات والنقر بالمسمار التي يمر بها الفيل البالغ يمر بها طفله الرضيع، وكل هذا يجري على مرمى أمتار قليلة من أمه التي تسمع صياحه وبكاءه، لكن لا حول لها ولا قوة، فالمطلوب من طفلها أكبر بكثير من كبار الفيلة، حيث الحركات التي عليه أن يؤديها تتطلب الكثير من الطاعة. من سوء طالع الفيل تغيير العمل الذي تعوّد على القيام به، حيث تنتظره رحلة جديدة من العذاب تبدأ من الصفر، وفِي مشهد أكثر إذلالاً من ذي قبل، وكل هذا وهو الذي يمني النفس بحياة كريمة أو على الأقل أن تنتهي رحلة العذاب بعد أن أطاع سيده طاعة عمياء، لكن هيهات فغرور السجان أكبر من خيال الفيل.مع كل هذه المآسي التي يمر بها الفيل المسكين إلا أنه ينتظر الفرصة للانتصار لكرامته وليثأر لنفسه ولإخوانه، منتظرا الفرصة المناسبة ليقتص مما يقع تحت يديه، ورغم حقه في الثورة والانتقام فإن الضمير الإنساني لا يقف معه بانتفاضته المستحقة، فيصوره بصورة الفيل الهائج الخارج عن طريق الطاعة والقانون ليلاقي مصيره المحتوم برصاصة تنهي حياته بعد رحلة عذاب طويلة.قصة ترويض الفيلة شعرت بمرارتها وعشت أحداثها، لذلك لن أزيد عليها وسأترك بقية تفاصيلها لخيالك عزيزي القارئ ولعل العبرة في الخواتيم.ودمتم سالمين.