الجهل الحقيقي
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
لدينا الكثير من الأفكار المغلوطة عن استمرارية التعلم والتجدد، فالكثير يرى أن التعلم يقف عند عمر معين ولا داعي لقراءة المزيد بعد ذلك، بل الأسوأ من ذلك أن الكثير منا يعتقد أن الحياة بأكملها تتوقف عند التقدم بالسن، وينتج عن ذلك الكثير من الآثار السلبية التي قد تضر الشخص نفسه ومن حوله. ما أجمل الحياة المستقلة واكتشاف هذا العالم الشاسع، ولنا في مسني الدول المتقدمة خير مثال، فهم ما زالوا يمارسون الرياضة وكل ما يحبون من هوايات، ويسافرون العالم ويواكبون التكنولوجيا.وبالإضافة إلى العوائق النفسية والداخلية التي قد تمنع البعض عن العلم والمعرفة، فإننا وللأسف نرى الكثير من العوامل الخارجية التي تنفّر الناس من القراءة وتطوير الذات في الكويت. اجتماعياً فإن القارئ المثقف يعتبر غريباً، فالناس لم تعتد على مظهر حمل كتاب إلا في المدارس وعلى المقاعد الدراسية، والغالب هنا لا يرى أي فائدة أو مردود للقراءة للأسف. وقد تصل الأمور أحياناً إلى ما هو أسوأ من ذلك، فيتم نبذ القارئ وتكفيره وهو أمر مضحك ومحرج لنا إذا ما قارنّا أنفسنا بالدول المتقدمة حيث القراءة أسلوب حياة.أما سياسياً فإن منع الكتب كارثة ونقطة سوداء ستسجل في تاريخنا بكل أسى. الغريب في الأمر هو وجود مؤيدين لهذا القرار ونحن في عام 2018. حسناً، ربما ليس الأمر في هذه الغرابة في ظل وجود أناس تخشى الطباعة ثلاثية الأبعاد وتراها أصناماً تخشى عبادتها! ذلك بالإضافة إلى سوء التعليم وتدهور مستوياته. لذا يجب أن يكون لدى الدولة توجه ثقافي حقيقي يعيد الكويت إلى مكانتها السابقة كعاصمة ثقافية عربية، ولابد من تشجيع أبنائها على التعلم والتفكير المستقل، وبذلك فقط سنرى بوادر التطور والإبداع.*"الجهل الحقيقي ليس في غياب المعرفة، بل في رفض اكتسابها". (كارل بوبر).