وثيقة لها تاريخ : أربعة صوماليين أطلقوا النار على سيف بن سيف واستولوا على سفينته عام 1913م
ذكر العم المؤرخ سيف مرزوق الشملان، حفظه الله وشفاه، في كتابه "من تاريخ الكويت" (الطبعة الثانية الصفحات من 157-163)، قصة مقتل الطواش سيف بن سيف الرومي في صيف عام 1331هـ / 1913م. القصة تتضمَّن كيفية مقتل سيف، وتفاصيل نجاة ابن عمه؛ يوسف بن حسين بن علي بن سيف، وتفاصيل عن إلقاء القبض على الجناة المجرمين ونهايتهم. ومن جميل الصدف، أنني عثرت على ملف كامل من مراسلات هذه القضية، من خلال البحث في موقع "مكتبة قطر الرقمية"، التي تحتوي على الكثير من أوراق ومستندات ووثائق المكتبة البريطانية، أو ما يُعرف بالأرشيف البريطاني.
ولكي تعم الفائدة، سأبدأ من اليوم استعراض القضية بتفاصيلها، من خلال هذه الوثائق التي تُنشر لأول مرة، كما أعتقد. نبدأ بالقول إن المرحوم سيف بن سيف، وابن عمه يوسف بن حسين، كانا في سفينة من ملكهما (نوع البلم)، ومعهما مجموعة من الصوماليين الذين طمعوا في أموال آل سيف الرومي، فخططوا لقتلهما والفرار بالسفينة وبما عليها. إلا أن سيف بعد إصابته برصاصة ألقى بنفسه في البحر، وتبعه يوسف، ولم يستطع المجرمون العثور عليهما. ورغم أن سيف توفي محمولاً على ظهر يوسف، الذي سبح به إلى أن وصل إلى شاطئ مدينة الجبيل السعودية، فإن يوسف عاش، وبلَّغ السلطات الرسمية، ودفن ابن عمه في الجبيل، ثم عاد إلى الكويت، ليبلغ الشيخ مبارك الصباح بما حصل. التفاصيل بعد ذلك كثيرة، حيث تشير الوثائق إلى عملية بحث واسعة في موانئ الخليج، بحثاً عن المجرمين، ومفاوضات عديدة بين أسرة آل سيف الرومي والشيخ مبارك الصباح والإنكليز حول مصير المجرمين بعد إلقاء القبض عليهم.وثيقة اليوم حول هذه الحادثة التاريخية صدرت من مكتب الوكيل السياسي بالكويت في 28 يوليو 1913، وهي عبارة عن بلاغ رسمي عن وقوع الحادث. تقول الوثيقة: "بلغني للتو أخبار عن عملية قرصنة قام بها طاقم ضد طواش كويتي أدت إلى مقتله، واحتمال مقتل طباخه. الذين نفذوا الجريمة أربعة رجال صوماليين أسماؤهم كالتالي: حسن بن محمد كبيرا، وإسماعيل بن أحمد، ومحمد بن أحمد، وعلي (والده غير معلوم). قام هؤلاء بعملية قرصنة مساء 22 يوليو، وهربوا بالسفينة باتجاه الشرق. السفينة صغيرة الحجم من نوع البلم، وقدرتها حوالي 10 طن، وعليها ما يزيد عن 5000 روبية. سيكون الشيخ (مبارك) سعيداً لو أمكن إرسال أشخاص على الفور للبحث عن القتلة في شواطئ عمان، لأن الماء المتبقي بالبلم لا يكفي لأكثر من يومين...". وقد أشارت الرسالة أيضاً إلى توافر شهود للتعرف على المجرمين في حال القبض عليهم. في المقال المقبل سنوضح كيفية البحث عن المجرمين، وسننشر وثيقة أخرى تبين تفاصيل غير مروية لهذه الحادثة النادرة في تاريخ الطواشة البحرية الكويتية.تنويه: تعليقاً على مقال الأسبوع الماضي، وصلتني رسالة بالبريد الإلكتروني من السيد أسامة محمد عبدالوهاب العثمان يوضح فيها أن أسرة العثمان امتلكت في الماضي سفينة من نوع البوم اسمها أيضاً "تيسير" حصلت على شهرة واسعة وقادها نواخذة من أسرة العثمان، مثل: النوخذة عبدالعزيز بن عثمان، والنوخذة عبداللطيف سليمان العثمان، والنوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان، فشكراً للسيد أسامة على هذه المعلومات.