أوبرا «الناي السحري» لموتسارت تفصل بين النور والظلام

قدمتها أوركسترا المسرح الأرمني القومي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي

نشر في 29-09-2018
آخر تحديث 29-09-2018 | 00:03
في أجواء مبهرة تزخر بالمشهدية البصرية الجميلة والغناء الرائع، افتتحت أوركسترا المسرح الأرمني القومي الأكاديمي الموسم الثاني لمركز جابر الأحمد الثقافي.
دشنت أوركسترا المسرح الأرمني القومي الأكاديمي للأوبرا والباليه، الموسم الثقافي الثاني لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بأوبرا "الناي السحري"، أمس الأول، على المسرح الوطني.

"الناي السحري" أوبرا من فصلين كتبها فولفغانغ أماديوس موتسارت "1756 – 1791" عام 1786، عن نص ألفه الممثل والمنتج المسرحي النمساوي إيمانويل شيكانيدر "1751 - 1812"، وهي آخر أعمال موتسارت الأوبرالية، قدمت للمرة الأولى في مدينة فيينا 30 سبتمبر 1791.

وقاد موتسارت نفسه الأوركسترا على الرغم من حالته الصحية التعيسة، وحظي العرض بنجاح منقطع النظير، وترجم هذا النجاح في عرض الأوبرا أكثر من 100 مرة في العام التالي وحده رغم رحيل الموسيقي العبقري في 5 ديسمبر 1791.

وتُعَد أوبرا "الناي السحري" من أشهر الأعمال الأوبرالية الـ 22 التي كتبها موتسارت، الذي كان يعتمد في قصص الأوبرات التي يؤلفها - من "إيدومينيو ملك كريت" "1781" حتى "كوزي فان توتي" "1790" - على أعمال باللغة الإيطالية. وعلى الرغم من أن "الناي السحري" لم تكن أول تأليف بالألمانية لموتسارت - فقد سبق له وضع موسيقى لأوبرا "اختطاف من السراي" "1782" - فإنها كانت الأكثر قبولاً لدى الجماهير المعتادة على الأوبرا بالإيطالية.

ترتكز "الناي السحري" على قطبين متضادين، وهما الخير في مواجهة الشر، والنور مقابل الظلام، والحقيقة مقابل الخيال، والجانب الروحي مقابل الدنيوي.

وتدور الأحداث في حكاية رومانسية يحيط بها جو من الخيال الساحر وروح الدعابة، وتكتنفه المكائد، كما يبرز فيه النبل والشهامة وروح الفروسية، وبذلك تصبح هذه الأوبرا خليطاً عجيباً من الجد والهزل في وقت واحد.

وتتكون هذه الأوبرا من فصلين، يحتوي الأول على أربعة مشاهد، تتضمن بدء الأحداث مع الأمير تامينو وهو في رحلة صيد في الغابة، وقد أدركه الغروب، فضل عن سبيله حتى وصل إلى مملكة الظلام، وفيما هو سائر في طريقه تطارده أفعى ضخمة مخيفة، حتى يسقط مغشياً عليه، يتصادف مرور ثلاث من وصيفات ملكة الليل في المكان نفسه، ويتصدين للأفعى وتطنعه إحداهن بالرمح من الخلف، لينجو تامينو من الموت، ثم يشاهدن الأمير ويجدنه وسيماً، ويتجادلن فيما بينهن عمن ستضطلع بحراسته، بينما تذهب الأخريان إلى الملكة، وعندما يعجزن عن الوصول إلى اتفاق، يرحلن جميعاً لإبلاغ ملكتهن عن الأمير الوسيم.

بعد رحيلهن، يدخل باباغينو صياد الطيور، يغني سعيداً بمهنته، ويتحدث عن أمنياته بالعثور على زوجة، وفي تلك اللحظة يفيق تامينو ويرى الأفعى مقتولة، فيظن أن الصياد هو من أنقذ حياته، ويشكره، فيستمر الصياد بالمبالغة وادعاء القوة والشجاعة، حتى تعود الوصيفات ويستمعن إلى أكاذيبه، ويقمن بمعاقبته بإغلاق فمه، كما يقدمن للأمير صورة بامينا ابنة الملكة التي يقع في حبها، وعندئذ تظهر الملكة وتطلب منه أن يخلص ابنتها من أسر ساراسترو، كبير كهنة معبد الحكمة "إيزيس"، وتعده بالزواج من بامينا إذا خلصها.

وتقدم الوصيفات ناياً سحرياً إلى تامينو، وإلى رفيقه في مهمته، صياد الطيور باباغينو أجراساً سحرية، ليكونا حرزاً من كل ضرر ودفعاً لكل خطر، ثم ينطلق الاثنان، ويرشدهما في رحلتهما ثلاثة فتيان.

وفي المشهد الثاني، يحاول رئيس خدم المعبد مونوستاتوس التحرش بالأميرة بامينا، ويظهر باباغينو فيفزع من وجوده مونوستاتوس، ويهرب الاثنان، لكن باباغينو يعود ويطمئن بامينا بأن تامينو سيأتي لإنقاذها وتفرح كثيراً عندما تعلم أن الأمير قد وقع في حبها، وسيتزوجها بعد إنقاذها.

في المشهد الثالث، يقود الفتيان الثلاثة تامينو إلى المعبد، ويحاول دخوله، لكن رئيس المعبد يتحدث إليه عن ساراسترو وأنه ليس شريراً. ويطمئن تامينو إلى أن الأميرة لا تزال حية، فيعزف على الناي، حتى تسمعه الأميرة وباباغينو.

وفي المشهد الرابع، أثناء محاولة بامينا وباباغينو الذهاب إلى الأمير، يعترض مونوستاتوس وحراسه طريقهما، لكن باباغينو يستخدم أجراسه السحرية، ويتمكن من إبعادهم، وفي الوقت نفسه يقترب ساراسترو وحاشيته، وتتفق بامينا مع باباغينو على قول الحقيقة لساراسترو، وتعترف له أيضاً بمضايقات مونوستاتوس، فيتعاطف معها ساراسترو ويقول لها، إنه يعرف أنها تحب شخصاً آخر، لكنه لن يمنحها حريتها لأنها تحتاج إلى حراسة رجل، يدخل مونوستاتوس ومعه تامينو بعد أن نجح في أسره، ويرى الأمير الأميرة لأول مرة وينجذب كل منهما نحو الآخر، ويطلب مونوستاتوس مكافأته فيعاقبه ساراسترو.

وفي الفصل الثاني، الذي يتكون من عشرة مشاهد، تتضمن العديد من الأحداث إذ يقرر ساراسترو ومعاونيه أن تامينو يجب أن يتزوج من بامينا، وأن يخلفه في منصبه بعد أن يخوض اختبارات صعبة وقاسية، ويقرر تامينو خوضها أما باباغينو فلا يريد سوى الطعام والشراب وزوجة، وهو الآخر عليه أن يجتاز الاختيارات كي يحصل على زوجة، وعليهما ألا يتحدثا مع أي شخص، لكن باباغينو يفشل بعد أن ثرثر مع الوصيفات.

تصل ملكة الليل إلى ابنتها وتوقظها من النوم وتعطيها خنجراً كي تقتل ساراسترو، حنى تنال الملكة سلطانه ونفوذه. ثم يخوض تامينو وباباغينو اختبارهما الثاني من الصمت، ولكن تدخل امرأة عجوز تحمل ماء، تحاول التحدث معهما، وتقول أن عمرها 18 عاماً، ويرد عليها باباغينو الذي يفشل في اختباره الثاني، بينما تدخل بامينا محاولة التحدث مع تامينو لكنه لا يرد عليها فترحل.

يدق باباغينو المشتاق إلى العثور على زوجة أجراسه السحرية، فتأتيه العجوز وتطلب منه أن يعدها بالزواج منها، وفي لحظة يأس يوافق، وفي ثوان تتحول العجوز إلى فتاة شابة جميلة اسمها باباغينا، لكن قبل وصول الكنهة تهرب.

يعود الفتيان الثلاثة للظهور أمام بامينا التي تحاول أن تقتل نفسها ظناً منها أن تامينو هجرها، لكن الفتيان يعدونها أنها ستلتقيه قريباً وأنه مستعد للموت لأجلها.

وفي الاختبار الأخير، الذي يخوضه تامينو مع بامينا معاً، ويمران عبر النيران والمياه المتدفقة من الجبال لكن قوة الناي السحري تحميهما من كل المخاطر ويصلان إلى النهاية. وفي حديقة المعبد يحاول باباغينو أن يشنق نفسه بعد فشله في العثور على باباغينا، لكن الفتيان الثلاثة يذكرونه بالأجراس السحرية، فيدق عليها وتظهر حبيبته، بعد ذلك يحاول مونوستاتوس الشرير والملكة ووصيفاتها هدم المعبد لكن تحل عليهم اللعنة وتنفيهم إلى مملكة الظلام، ويبادر ساراسترو بتزويج بامينا وتامينو.

فريق العمل

الشخصيات ومؤدوها وتصنيف أصواتهم: الأمير تامينو: ليباريت آفيتيسيان "تينور"، باباغينو: كيم سارغسيان "باريتون"، ملكة الليل: هاسميك توروسيان "كولوراتورا سوبرانو"، بامينا: ميري موفسيسيان "سوبرانو"، ساراسترو: زهراب زرهرابيان "باص"، مونوستاتوس: روبيك نوريجانيان "تينور"، باباغينا: ألينا باليفانيان "سوبرانو"، 3 وصيفات: نون باداليان وليليت سوغوميان وغريتا باغيان "2 سوبرانو وميتزو سوبرانو".

قائد الأوركسترا: هاروتيون أرزومانيان، مخرج العمل مصمم العروض البصرية: باولو ميتشيكيه، مدير البصريات: ديفيد بروكولي، مصمم الأزياء: ألبيرتو سبياتزي، مصمم الإضاءة: نايجل هولبرو.

باولو ميتشيكيه أخرج الأوبرا وهاروتيون أرزومانيان قاد الأوركسترا
back to top