استضاف مركز الفنون الجميلة في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، المصمم العالمي الهولندي، مواليد بيروت، طارق عتريسي، أياماً عدة، قدم فيها مشاريعه الفنية التي ينفرد بها، وتضم ورشة عمل في مجال التصميم والتنسيق الطباعي ثنائي اللغة، ومحاضرة عن مفهوم التصميم في حياة الناس، ومعرضاً عنوانه "التصميم الغرافيكي والتايبوغرافي" الذي شارك فيه بأكثر من ستين لوحة تنوعت فيها المضامين والأفكار.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن أنشطة أكاديمية مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، التي تهدف إلى تسهيل إشراك الجمهور في برامج تعليمية وتنموية.

Ad

واتسمت هذه الفعاليات بالحضور الجماهيري المتميز من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، هذا الحضور كان له تفاعله الواضح مع عتريسي، ومن ثم فقد أبدى إعجابه بما قدمه في المركز من أنشطته تفاعلية متميزة. وفي ورشة العمل شارك الجمهور عتريسي في تصميم الكثير من الأيقونات التي اتسمت بالجمال والتناسق فيما بينها، بالإضافة إلى شرحه المبسّط لأهم القواعد التي يتكون منها التصميم والخطوات، التي تتم كي يحظى بالجاذبية مهما كانت بساطته.

كما تحدث المصمم العالمي للجمهور الذي حضر ورشته عن الاستخدام الأمثل لفن الغرافيك، من خلال أسسه ومبادئه، وما تتضمنه عناصره من مواد ومدلولات، وما يطرحه من رؤى تناول الكثير من المعطيات الجمالية، إلى جانب ذلك تناولت الورشة نظريات ودراسات تتعلق بالتنسيق الطباعي ثنائي اللغة، مع التركيز خصوصاً على مفاهيم العلامة التجارية، إضافة إلى التطبيق العملي للمونوغرام ثنائي اللغة باستخدام مزيج من اللغتين العربية واللاتينية.

وعلى هامش المعرض والورشة، قال عتريسي إنها ليست زيارته الأولى للكويت، إذ كان دائماً يشارك في مؤتمر "نقاط"، وأيضاً زار الجامعة الأميركية في الكويت أكثر من مرة، لافتا أنها المرة الأولى التي يوجد فيها بمركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، "وهو مركز رائع ونحتاج مثيله في العالم العربي".

وعن رأيه بالشباب الكويتيين يقول "خصوصاً في مجال الإبداع هم مميزون في المنطقة،

وأيضاً في تقدم مستمر، ولديهم تذوق للتصميم الإبداعي". ولفت عتريسي أنه يعتبر التصميم الغرافيكي بين الفن التشكيلي وكونه حرفة، ففيه نوع من الخدمات. وأضاف أن الموهبة لا تكفي في التصميم بل يحتاج دراسة ويتطلب خبرة تكنولوجية، وطريقة تفكير معينة، لافتاً إلى أنه درس التصميم مدة ثماني سنوات.

في المعرض، تناول عتريسي الاستخدامات المثلى في التصميم "الغرافيك" للحصول على البساطة في الشكل إلى جانب السهولة في القراءة، فضلاً عن كشفه لجماليات اللغة العربية بحروفها اللينة والسلسة، والتي يمكن من خلالها الحصول على تصاميم مبتكرة ومتميزة، كما أشار إلى الخطوط العربية القديمة، إضافة إلى الخطوط الحديثة مثل خط الشيخ زايد في الإمارات العربية المتحدة، والخط الخاص بقناة الجزيرة، وقناة جيم والخط الطباعي العربي المكتوب، و"أرابيك سلاب"، والخط الخاص بشركة "تويكس"، والخط العربي الخاص بمشروع مترو الرياض، إضافة إلى تصميم الخطوط الطباعية، وغير ذلك من التقنيات التي استخلص منها الجمهور جماليات الخطوط العربية في تنوعها.

وتهدف الفعالية إلى الاحتفال باستوديو الفنان طارق عتريسي الذي أسسه قبل 18 عاماً، وينتج أعمالاً في تصميم العلامات التجارية وتصميم الخطوط وتصميم الملصقات وغيرها من أعمال التنسيق الطباعي.