جاءت محصلة تعاملات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي المالية الأسبوعية خضراء في معظمها، وكان التراجع من نصيب مؤشري بورصة الكويت العام والأول فقط، وبنسبة محدودة لم تتجاوز عُشري نقطة للعام وثلث نقطة للأول وارتفاع المؤشر الرئيسي بعُشر نقطة فقط، بينما سجلت بقية المؤشرات الخليجية ارتفاعاً وكساها اللون الأخضر بصدارة مؤشر سوق دبي بنسبة 2.2 في المئة تلاه مؤشر سوق السعودي الرئيسي "تاسي" بنسبة 1.7 في المئة حققها خلال ثلاث جلسات فقط، إذ غاب جلستين بسبب عطلة اليوم الوطني، وربح مؤشر أبوظبي نسبة 1.3 في المئة، وكان وسطاً تلاه مؤشرا سوقي مسقط والمنامة بمكاسب متماثلة بلغت 0.6 في المئة واستقر مؤشر السوق القطري على مكاسب محدودة بعُشري نقطة مئوية.
النفط وحرب الأسعار
سجلت أسعار النفط مكاسب جيدة خلال تعاملاتها الأسبوعية خلال الأسبوع الماضي، وخلال فترة عمل الأسواق الخليجية إذ أقفلت الأسواق والأسعار قريبة من أعلى مستوياتها خلال أربع سنوات مخترقة مستوى 82 دولاراً للبرميل، مما يعتبر محفزاً مهماً لمؤشرات أسواق المال الخليجية التي تعتمد على النفط في معظم إيرادات الدولة وتجاوز برنت مستوى 82 دولاراً للبرميل قبل أن يعود إلى 81 دولاراً ولاشك أنه سعر مثالي لمعظم الاقتصاديات الخليجية بدعم من تصريحات وزير النفط السعودي وتشديده على التمسك بسياسة "أوبك" الرامية إلى ضبط مستويات الإنتاج وبالتالي الدفع بالأسعار، لكن يبقى الضغط الأميركي السياسي من الرئيس دونالد ترامب يلوح في الأفق إذ يطالب بزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وهو ما يحتاجه الاقتصاد الأميركي ليستمر بالانتعاش لذلك قد تتحفظ بعض المؤشرات بالتفاعل مع الزيادة الكبيرة في الأسعار نتيجة القلق من الإجراءات الأميركية خصوصاً بعد تجارب سابقة لها مع دول كبيرة مثل الصين وأوروبا وفرض ضرائب كبيرة وبداية حرب تجارية قد تطال الإقليم مباشرة بعد تقاطع المصالح الاقتصادية بشكل صريح.دبي يتصدر
تصدر مؤشرات الأسواق المالية في دول مجلس التعاون خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر مؤشر سوق دبي المالي بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر ليرتد ويكسب 2.2 في المئة ويعود فوق مستوى 2800 نقطة وتحديداً أقفل على مستوى 2825.76 نقطة كاسباً 61.38 نقطة، وتحسن الأداء تدريجياً مدعوماً بنمو مؤشرات الأسواق الناشئة خصوصاً مؤشر "MSCI" العالمي والذي قلص خسائره لهذا العام إلى ما دون 10 في المئة بعد تحسن مؤشرات الصين وروسيا الذي ارتفع بشدة بعد ارتفاع أسعار النفط، كذلك تقليص مؤشر كوريا خسارة إلى أقل من 5 في المئة لهذا العام، وكانت أسهم بنك الإمارات دبي الوطني أكبر الداعمين كذلك سهم أرابتك وتكافل الإمارات لينهي سلسلة التراجعات، التي أطاحت إلى مستويات 2700 نقطة تقريباً.«تاسي» وثلاث جلسات
غابت تداولات السوق السعودي خلال أول جلستين في الأسبوع بسبب عطلة اليوم الوطني السعودي لكن إيجابية مكاسب أسعار النفط لم تفته خلال ثلاث جلسات إذ ارتفع بشدة بعد أن كان متردداً خلال الأسبوع ما قبل الماضي بسبب تجاذب التصريحات بشأن مستوى الأسعار المرضي للمنتجين بقيادة المملكة العربية السعودية والمستهلكين بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والتي حسمت بعد تصريح وزير النفط السعودي القوي، الذي أكد استقلالية قرار "أوبك" بالرغم من زيادة الطلب في ظل غياب النفط الإيراني بعد تطبيق العقوبات الأميركية الجديدة خلال شهر نوفمبر، واستطاع مؤشر "تاسي" أن يحقق 1.7 في المئة كأفضل ثاني أداء خليجياً ويضيف 130.37 نقطة ليقفل على مستوى 7898.68 نقطة منتظراً استقرار الأسعار وأخبار الترقية في مؤشرات الأسواق الناشئة ونتائج الربع الثالث من هذا والتي ستنطلق إعلاناتها بنهاية هذا الأسبوع في السوق.أبوظبي ونمو متوسط
عاد مؤشر سوق أبوظبي إلى الارتفاع ومحاولة اختراق مستوى 5 آلاف نقطة مجدداً بعد محاولة أولى فاشلة تراجع وقتها أدنى المستوى بحوالي 150 نقطة لتعود أسعار النفط وترفع الهمم مجدداً ليقترب من مستوى 5 آلاف نقطة إذ أقفل على مستوى 4947.92 نقطة بفارق 50 نقطة بعد أن أضاف خلال الأسبوع الأسبق 64.5 نقطة وكانت أسعار النفط هي الداعم الرئيسي للأداء إذ إن الإمارة الخليجية شهيرة بأنها أكبر إمارة في الدولة تنتج النفط.وتعادل مؤشرا مسقط والمنامة في المكاسب وربحا نسبة 0.6 في المئة إذ ارتفع الأول 28.51 نقطة ليقفل على مستوى 4523.82 نقطة مخترقاً مستوى 4500 نقطة مجدداً، إذ تذبذب أداؤه خلال الأسبوعين الماضيين، وبعد مكاسب كبيرة بداية الشهر، عاد وخسر نصفها بسبب عمليات بيع وجني أرباح من قبل مستثمرين محليين، وهم الشريحة الأوسع في سوق عمان المالي، ثم عاد الأسبوع الماضي ونتيجة ارتفاع أسعار النفط وكحال بقية الأسواق ليعود سريعاً إلى الجادة الخضراء ويخترق مستوى مهم نفسياً.وسيطرت تعاملات سهم الأهلي المتحد على اتجاهات سوق المنامة وارتفع السهم على خلفية أخبار انتهاء عملية تقييم السعر العادل لتبادل الأسهم بين "أهلي متحد" و"بيتك" لعملية الاندماج والتي تسير قدماً ويتوقع لها أن تنتهي قبل نهاية العام والإعلان عن سعر التبادل خلال الأسبوع الحالي، وربح سوق المنامة 8.54 نقاط ليقفل على مستوى 1348.6 نقطة.وسجل مؤشر سوق الدوحة نمواً محدوداً بعُشري نقطة مئوية فقط ليبقى بعيداً عن مستواه المستهدف وهو 10 آلاف نقطة دون أن يستفيد من ارتفاع أسعار الطاقة ليبقى على مستوى 9784.31 نقطة مرتفعاً حوالي 18 نقطة فقط.بعد الإعلان عن ترقية الأسهم الكويتية إلى مصاف الأسهم الناشئة في مؤشر "فوتسي راسل" خلال الأسبوع ما قبل الماضي وارتفاع سيولة الجلسة الأخيرة منه بشكل كبير شهدت البورصة الكويتية عمليات ضغط كبيرة لاسترداد بعض الكميات المبيعة على المحافظ الأجنبية خصوصاً أن الأسهم القيادية كانت تتداول بكميات جيدة، لكن تغير الأسهم المتداولة من مضاربية إلى استثمارية خفض نسب السيولة في السوق بشكل واضح معظم جلسات الأسبوع واتجه البعض إلى أسهم في السوق الرئيسي، التي شهدت ارتفاعاً في سيولتها خلال نهاية الأسبوع، وبعد عودة الأسهم القيادية في الأول إلى الارتفاع كذلك لينتهي الأسبوع على تباين في مؤشرات البورصة حيث خسارة مؤشري السوق العام والأول، إذ تراجع بنسبة عُشري نقطة مئوية للعام تعادل 9.14 نقاط ليقفل على مستوى 5138.52 نقطة بينما فقد الأول ثلث نقطة مئوية هي 17.01 نقطة ليقفل على مستوى 5345.74 نقطة وربح مؤشر السوق الرئيسي نسبة محدودة هي عُشر نقطة مئوية تعادل 5.35 نقاط ليقفل على مستوى 4762.03 نقطة.وبطبيعة الحال انخفضت متغيرات السوق الرئيسية الثلاثة إذ كانت الجلسة الأخيرة استثنائية قبيل الدخول في "فوتسي" وتراجعت السيولة بنسبة 60 في المئة وانخفض النشاط بنسبة 35.2 في المئة مقارنة مع الأسبوع الأسبق كما تراجع عدد الصفقات بنسبة مقاربة كذلك.