قلبك
أغلى ما يملك الإنسان قلبه، وصحة القلب وعافيته تعني صحة الحياة وعيشها بسعادة والمضي فيها، فالحفاظ على قلبك من الجروح والكسر يطيل عمره، أما الكسر فيأتي من البشر، والشفاء من تلك الجروح إنما يأتي من الله تعالى ثم من نفسك، فبعض القلوب تتحطم من مجرد شرخ صغير يجعلها عاجزة عن الحياة وعن بلوغ سعادتها ورضاها.هذه القلوب يجب مراعاتها وعدم الإساءة إليها، لرقتها وضعفها أمام مصاعب وشقاء الدنيا، وتجارب الأيام تقول إن المرء دائماً أو غالبا ما يكسر قلب خليله، سواء كسر الرجل قلب امرأة أو العكس.نحن في مجتمع شرقي غير عادل أحياناً، وأكثر ما يكون الجاني رجلاً والمجني عليه امرأة، لعدم إنصاف هذا المجتمع والعادات والتقاليد لهذه المرأة. قلب المرأة رقيق كرقة جمالها وبهائها وصفائها، وإن لم يكن هذا الكلام منطبقاً على جميع النساء فأكثرهن هكذا عاطفيات، حساسات مرهفات الحس، محبات للجمال ولفت الانتباه، وهذا يأتي من الفطرة والطبيعة الإنسانية والمشاعر، والحب في قلوبنا جميعاً، ولا بد منه في حياتنا.
والحب أنواع عدة، وأسمى أنواعه حب الله وطاعته، وحب النبي الكريم، والاقتداء به حباً وطاعة، وهناك النوع الثاني الذي يتعلق بحب ذاتك وتقديرها، وعدام إذلالها لغير خالقها، وهناك حب البشر، وهو الذي يأتي معه التعب والمرارة أحيانا، إلا أن أنقى أنواع هذا الحب الأخير هو حب الوالدين وبرهما. هذه المشاعر طاهرة خالية من الشوائب، وحب الأبناء حب مجرد من المنافع والمصالح، أما أتعسها وأشقاها فهو حب رجل لامرأة، والعلاقة الإنسانية بين الجنسين، حيث تكون الجراح والآلام والهجر سائدة في مثل هذه العلاقة، غير أن هذا كله لا يمنع نجاحها واستمراريتها عبر تقديم التضحيات لاستمرارها.وتقسيم الحب هذه التقسيمات ما هو إلا وجهة نظر، ولكم حق الاتفاق أو الاختلاف. وفي خاتمة هذه الأنواع هناك حبك لنفسك، حب الذات وتقديرها، هذا الحب الذي يجعلك ترى الحياة بمنظور مختلف، ولا مجال فيه هنا للكسر أو التأثر بالفقد أو الهجر، دلل ذاتك، أعطها القيمة التي تستحقها، والتي كرمك الله بها، لا تهدرها في حب البشر.هم زائلون والدنيا فانية، لا أقصد من ذلك التشاؤم أو عدم حب الحياة، إنما علينا معرفة العواقب قبل وقوعها وتجنب أضرارها منذ البداية، وفي النهاية فنحن نقول الكثير ونقرر أكثر، ولكن التيار أحياناً يجرفنا إلى مكان آخر.