واشنطن تؤكد بقاءها في سورية... و«المجموعة» تدفع لانتخابات

قمة رباعية بين ميركل وماكرون وبوتين وإردوغان محورها إدلب... ولجنة الدستور أكتوبر المقبل

نشر في 29-09-2018
آخر تحديث 29-09-2018 | 00:05
سوريون يطالبون الأمم المتحدة بالكشف عن مصير المعتقلين في سجون النظام أمس في بلدة معرة النعمان بإدلب أمس (أ ف ب)
سوريون يطالبون الأمم المتحدة بالكشف عن مصير المعتقلين في سجون النظام أمس في بلدة معرة النعمان بإدلب أمس (أ ف ب)
حسمت الإدارة الأميركية موقفها من سورية رسمياً، بتأكيد بقائها إلى حين خروج إيران، في وقت ألقت «المجموعة المصغّرة» بثقلها للدفع باتجاه إجراء انتخابات مفتوحة لجميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين.
في تأكيد لتلميحات مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، آخرهم مستشار الأمن القومي جون بولتون عن بقاء إلى أجل غير مسمّى، أعلن المسؤول عن الملفّ السوري جيمس جيفري الخميس أنّ الولايات المتحدة ستُبقي على وجودها في سورية مادامت إيران موجودة هناك، مبيناً أن الجنود الأميركيين المنتشرين على الأرض «لديهم حالياً مهمة إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش».

وفي حال بقيت تلك القوّات إلى أجل غير مسمّى، فإنّ هذا سيُغاير بشكل جذري مهمّة سمح بها الرئيس السابق باراك أوباما للمرّة الأولى وحدّدت لها هدفاً يتمثّل بهزيمة «داعش».

وردًا على سؤال عمّا إذا كان الانسحاب الأميركي متوقّفاً بالنسبة إلى الرئيس دونالد ترامب على انسحاب القوات الإيرانية، قال جيفري: «الرئيس يُريدنا في سورية، حتى يتم تحقيق هذا الشرط والشروط الأخرى»، غير أنه أضاف أن هذا لا يعني «بالضرورة وجود جنود أميركيين على الأرض».

وتابع جيفري: «هناك طُرق عدّة للوجود على الأرض. نحن على الأرض دبلوماسياً بالتأكيد، من خلال فرق من وزارة الخارجية في العديد من المناطق في سورية». وقال: «قُمنا بتدريب قوات محلية في عدد من مناطق سورية. وحلفاؤنا لديهم قوات محلية».

وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفَي جندي في سورية يقومون بشكل رئيسي بالتدريب وتقديم المشورة للقوات الكردية والسورية المعارضة للنظام السوري.

«المجموعة المصغّرة»

سياسياً، دعت «المجموعة المصغّرة»، التي تضمّ ألمانيا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا والأردن والمملكة المتحدة، أمس الأول، مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا إلى تنظيم أوّل اجتماع للجنة مكلّفة صياغة دستور، وذلك في أسرع وقت ممكن، من أجل إجراء انتخابات.

وبعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزراء خارجية دول المجموعة: «ندعو إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن للجنة دستورية ذات صدقية ومفتوحة للجميع، تُباشر أعمال صياغة دستور سوري جديد، وتضع أُسساً لانتخابات حرّة ونزيهة».

وأضاف الوزراء أنّه يجب على ديميستورا أن يُقدّم في موعد «أقصاه» 31 أكتوبر تقريراً بالتقدُّم الذي حققه. وأشاروا إلى أنّ هذه الانتخابات يجب أن تكون مفتوحة لجميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين الذين فرّوا من البلاد منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011.

ودعت «المجموعة المصغّرة»، روسيا وإيران حليفتَي دمشق، إلى «أن تحرصا على أن يُظهر الأطراف السوريون استعداداً للمشاركة بشكل جوهري في أعمال هذه اللجنة».

حلّ عسكري

وشدّد الوزراء السبعة في بيانهم المشترك على أنه «لا يوجد حلّ عسكري للحرب»، معتبرين أنه ليست هناك من «إمكانية أخرى سوى الحل السياسي».

وحذّروا من أنّ «أولئك الذين يسعون إلى حلّ عسكري لن ينجحوا سوى في زيادة خطر التصعيد الخطير، وفي توسيع نطاق الأزمة التي ستُشعل المنطقة برمّتها وخارجها».

من جهتها، دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، في بيان، إلى القيام بكل ما يمكن فعله من أجل تقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية إلى العدالة.

وتوقع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن يشكل ديميستورا اللجنة الدستورية الخاصة بصياغة دستور سورية في أكتوبر المقبل، موضحاً أنها ستتكون من 15 شخصاً في ثلاث قوائم، قدمت تركيا إحداها باسم المعارضة والأخرى قدمتها روسيا والثالثة مقدمة من منظمات المجتمع المدني، التي توجد بعض الخلافات حولها وتركيا تعمل لحلها.

قمة رباعية

إلى ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، عن الإعداد لعقد قمة رباعية حول سورية بين قادة فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا في أكتوبر المقبل.

وفي حين أوضحت ميركل، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في برلين، أن القمة ستتعلق بالوضع في إدلب، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن العمل يجري على إقامة منطقة منزوعة السلاح في هذه المحافظة، مشيراً إلى أن موسكو على اتصال دائم مع إسرائيل على كل المستويات، في حين يتعلق بإسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها المكون من 15 عسكرياً يوم 17 سبتمبر، قرب اللاذقية.

بدوره، أعلن إردوغان عن دور مهم لاستخباراته الوطنية (MIT) في تنفيذ الاتفاق مع روسيا، حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، مؤكداً أن تركيا تولي اهتماماً كبيراً لتدمير المعدات العسكرية الثقيلة الموجودة لدى الجماعات المسلحة المتطرفة.

واتهم إردوغان الولايات المتحدة بعدم الالتزام بالجدول الزمني لخريطة الطريق المتفق عليها في يونيو الماضي لانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج.

أنقرة تتهم الإدارة الأميركية بعدم الوفاء بخريطة منبج
back to top