نال نادي الكويت احترام عشاق كرة القدم في الوطن العربي، بعد أداء راقٍ قدمه أمام الإسماعيلي، في إياب الدور الأول لكأس "زايد" للأندية الأبطال.

وكلل الكويت تفوقه بهدفين دون رد في زمن المباراة الأصلي، وهي النتيجة نفسها التي فاز بها الإسماعيلي في مباراة الذهاب، ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي صبت لمصلحة الأصفر، بفضل تألق الحارس الدولي عصام الحضري، الذي تصدى لركلتي جزاء، لتنتهي المباراة ٤/٢.

Ad

ونجح الأبيض في تحقيق مراده على مدار الشوطين، مقدماً مباراة هي الأفضل له منذ بداية الموسم الحالي، وارتقى في مستواه، إلى مصاف فرق القمة في البطولة، إذ كان بمقدوره زيادة غلة الأهداف، لولا سوء الحظ الذي واجهه، لاسيما فيما يخص ركلة الجزاء التي لاحت للتونسي صابر خليفة، بعد هدف التقدم الذي سجله جمعة سعيد في الدقيقة 22، واستمر سوء الحظ في ركلات الترجيح، بعد أن نجح "السد العالي"، لفريق الإسماعيلي عصام الحضري في التصدي، لركلتي جزاء من أقدام التونسي حمزة لحمر، وشريدة الشريدة.

واستطاع الكويت أن يتسيّد المباراة في شوطها الأول، وكان بمقدوره أن يسجل أكثر من هدف لكنه اكتفى بواحد فقط. وفي الشوط الثاني، واصل الأبيض هيمنته، مع تحسن طفيف للضيوف، ليدرك فهد الهاجري، الهدف الثاني، وهو ما لم يكن كفيلاً للظفر ببطاقة التأهل، إذ تم الاحتكام لركلات الجزاء.

خطة محكمة

لم يجد الجهاز الفني في الكويت صعوبة في اختيار توليفة المباراة الأساسية، في ظل ثبات لتشكيلة الأبيض منذ بداية الموسم، باستثناء دخول شريدة الشريدة على حساب الغاني محمد فتاو.

وبدت القراءة الفنية للجهاز الفني في الكويت، موفقة بوجود صابر خليفة، وجمعة سعيد في العمق الدفاعي للإسماعيلي، يعاونهم حمزة لحمر، وفيصل زايد، وأيضاً فهد الهاجري من الجهة اليمنى، التي كانت الطريق إلى مرمى الحارس عصام الحضري. واستطاع حمزة لحمر، وفيصل زايد، اختراق صفوف الإسماعيلي المتكتل من العمق، لكن المحصلة النهائية، كانت بهدف واحد في الشوط الأول، ومثله في الشوط الثاني.

تفوق الكويت الواضح لا يعني أنه كان مثالياً في المباراة، لاسيما أنه لم يكن مشغوفاً بزيادة غلة الأهداف، رغم حالة الاستسلام التي ظهر عليها الإسماعيلي، الذي ركن إلى الدفاع، بخطوطه الثلاثة، ولم يظهر إلا نادراً في منطقة جزاء الأبيض، والحارس حميد القلاف، كما أن الجهاز الفني للأبيض، لم يفعل سريعاً الأوراق الهجومية البديلة، واستمر محتفظاً بيعقوب الطراروة على دكة البدلاء، وجاءت التبديلات من أجل تدعيم وسط الملعب، بالدفع بعبدالله البريكي، ومحمد فتاو، على حساب صابر خليفة، وفيصل زايد، في إشارة واضحة، لرغبة الكويت في المحافظة على هدفي التقدم.

كذلك لم يكن الدعم كافياً من قلبي الدفاع شريدة الشريدة، وطلال الفاضل، لرباعي الهجوم، وظهر الأبيض معزولاً في أوقات كثيرة، وهو ما أرهق الإيفواري جمعة سعيد، وصابر خليفة، لحاجتهما إلى النزول إلى الخلف، لتسلم الكرة، وهو ما أثر كثيراً على زيادة معدل الأهداف.

خبرة الحضري

يدين الإسماعيلي بالفوز والتأهل لعصام الحضري، الذي أنقذ مرماه من فرص محققة أثناء سير المباراة، وأيضاً في ركلات الترجيح، لينقذ مدرب الفريق محمد محسن أبو جريشة في مهتمه الأولى كمدير فني، بعد أن تولى المهمة خلفاً للجزائري خير الدين مضوي.

أبو جريشة: الكويت الأفضل

اعترف مدرب الإسماعيلي محمد محسن أبو جريشة بأن الكويت، كان الأفضل في المباراة لاسيما في الشوط الأول. وقال أبو جريشة في المؤتمر الصحافي عقب المباراة، إن الأبيض كان مسيطراً على المباراة في الشوط الأول وظهر بصورة مغايرة تماماً عن مباراة الذهاب، مضيفاً أنه حاول تدارك ذلك في الشوط الثاني للحفاظ على فرصة التأهل، وهو ما نجح فيه فريقه بالوصول إلى ركلات الترجيح.

وأضاف أن الإسماعيلي كان بحاجة إلى الفوز، لتجاوز كبوته الحالية، مؤكداً أن فريقه في حاجة أيضاً إلى تدعيم صفوفه، للمضي قدماً في البطولة.

أبو زوعبة: قدمنا ما باستطاعتنا

قال مدرب الكويت المساعد كريم أبو زوعبة، إن الأبيض قدم كل ما باستطاعته في مواجهة الإسماعيلي، مشيراً إلى أن تخلي الحظ عن الفريق في ركلات الترجيح، سواء الأولى التي لاحت في المباراة، أو أثناء ركلات الترجيح، وأيضاً نتيجة مباراة الذهاب، كانت من أسباب الخسارة، وغياب التأهل للدور الثاني.

وأشاد مدرب الأبيض بما قدمه اللاعبون في المباراة، مؤكداً أن الإسماعيلي كان غائباً بفضل الحالتين الفنية والبدنية العالية للكويت. ولفت أبو زوعبة في المؤتمر الصحافي إلى أن تأخر التبديلات في الفريق الأبيض، كان اعترافاً بجودة اللاعبين داخل الملعب، مشيراً إلى أن الجهاز الفني حذر من سيناريو ركلات الجزاء.

ورفض مدرب الكويت تحميل أي من اللاعبين أسباب الخسارة، مؤكداً أن الجميع قدم ما عليه، لكن الحظ تخلى عن الفريق في النهاية.

‏‫
عيب عليكم!

كان محزناً ومخزياً موقف قلة قليلة لا تذكر، بعد خسارة الكويت أمام الإسماعيلي المصري، حيث تسابقت هذه الفئة غير المسؤولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لإبداء الشماتة من خسارة الأبيض، ممثل الكويت، إلى جانب القادسية في بطولة تشهد مشاركة فرق عريقة من قارتي آسيا وإفريقيا.

اللافت للنظر، وما يدعو إلى الشفقة على هؤلاء أن من بينهم من هو محسوب على الرياضة الكويتية، وربما من بينهم من يمثل فريق القادسية أحد أقطاب آسيا، في موقف غير حسن ولا صالح!

كان أولى بهؤلاء إخفاء سعادتهم لخروج ممثل الوطن في بطونهم، وعدم الخروج بها على الملأ، ليرسموا صورة دخيلة على مجتمع من شأنه التماسك والتلاحم وقت الشدائد... والله عيب عليكم!

مهمة فيلود انتهت

ذكر مصدر في نادي الكويت لـ"الجريدة"، أن مهمة المدرب الفرنسي هوبير فيلود انتهت مع "الأبيض"، وتم فسخ عقده قبل سفره. وأضاف المصدر أن إدارة الفريق فضلت عدم إعلان فسخ التعاقد، حرصا على تركيز اللاعبين قبل مواجهة الإسماعيلي في البطولة العربية.

يُذكر أن "الجريدة" ذكرت في عدد سابق، أن إدارة النادي تتجه لإقالة فيلود، وأن مباراة الإسماعيلي ستكون الأخيرة في مشواره مع "الأبيض".