شباب مصريون ينظمون معرضاً تشكيلياً من مصروفهم الشخصي
الجهات الرسمية لا تعرفهم... والـ «سوشيال ميديا» تحتفي بهم
لم يجد مجموعة من الشباب والفتيات في مصر فرصة للإعلان عن مواهبهم في الرسم، فقرروا جمع مبلغ مالي هو في الحقيقة محصلة مصروفهم الشخصي الذي يحصلون عليه من أسرهم، وأقاموا أخيرا معرضا تشكيليا، لم يحظ برعاية من جانب المؤسسات الثقافية الرسمية في البلاد، لكنه حقق نجاحا جماهيرا واسعا، وحصد الكثير من الثناء على مواقع الـ "سوشيال ميديا".محمد شبكة طالب في كلية طب الأسنان، أحد أعضاء الفريق الشبابي الذي يضم 19 شاباً و24 فتاة، أعمارهم جميعا دون العشرين، ويدرسون في كليات مختلفة، وينتمون لمحافظة الدقهلية (شمال شرق القاهرة)، وبدأت الفكرة بتنفيذ ورش لتعليم الرسم، وانتهت بعرض لوحاتهم وأعمالهم الفنية في المعرض الذي أقيم أخيرا في مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، على نفقتهم الشخصية ودون تمويل من أي جهة.
المعرض ضم العديد من الأعمال التشكيلية التي تعكس حسا فنيا عاليا، وتنوعت بين الرسم والنحت والماكيت المعماري، ويستهدف المعرض تشجيع المواهب الفنية في محافظتهم، بحسب الأخبار التي نُشرت على الـ "سوشيال ميديا"، دون أن تذكر الموعد الذي انطلق فيه المعرض وما إذا كان سيستمر لعدة أيام، أم أنه معرض بنظام "اليوم الواحد".أحد متابعي صور أعمالهم على موقع فيسبوك، دوّن قائلا: "سعيد جدا بالفكرة، وأتمنى أن تهتم الدولة بدعم مثل هذه الأفكار، فهناك من الشباب من يتمتع بمواهب إبداعية مختلفة، لكن بكل أسف يتم وأد هذه الأفكار والمواهب، نظرا لعدم وجود فرصة لظهور أصحابها وخروج أعمالهم إلى النور... تحية كبيرة لهؤلاء الشباب والفتيات".بينما قالت أخرى تُدعى هبة إسماعيل على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "ليتني أعلم كيف يمكنني التواصل مع هذا الفريق الشبابي، لأتمكن من الانضمام إليهم، خاصة أنني أبحث عن وسيلة لتعلّم الفنون التشكيلية وعلى وجه التحديد التجهيز في الفراغ الذي يستهويني في كل مرة أزور فيها بينالي القاهرة الدولي الذي يقام سنوياً في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية".وعلى الرغم من انتشار صور المعرض على مواقع التوصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم"، فإنه لا توجد صفحة رسمية للفريق، أو سيلة واضحة للتواصل معهم، فجميع الصور تم نقلها عبر صفحات مختلفة، مما جعل الكثير من الشباب يتساءلون عن سبب عدم وجود أي رابط يمكن من خلاله التواصل مع الفريق، ومن بينهم أحمد مجدي الذي كتب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "لا أعرف كيف أصل إليهم، لكن ربما يكون سبب عدم توافر ذلك في الوقت الحالي ضعف إمكانات هؤلاء الشباب بما لا يمكنهم من تسويق فكرتهم وأعمالهم بشكل صحيح، لكن تبقى الفكرة عظيمة ومحفزة لغيرهم من الشباب ليحذوا حذوهم".