«القدس» عنوان المعرض الذي ينظمه «غاليري جانين ربيز» في بيروت للفنان التشكيلي اللبناني جميل ملاعب، يتضمن مجموعة من اللوحات هي بمنزلة قصائد بالخط واللون مهداة إلى هذه المدينة الخالدة التي تعرضت للغزو مرات ومرات عبر تاريخها وبقيت صامدة، وتلقي الضوء على أسلوبها المعماري وتاريخها. يستمر المعرض لغاية 19 نوفمبر.تحت عنوان «المنارة القمرية» كتب ملاعب في كتيب المعرض: «قبة من علاقة الإنسان بالسماء. دائرة أو نصف دائرة لانعكاس شمس الحضارة. معادلة هندسية لعقيدة، لسؤال، لبداية، لعلامة استفهام كونية، لجمالية شكلية، لخطوط مستقيمة أو منحنية أو متقاطعة تقاطع الأرض وتألق الشجر والثمر والتراب وفصول الطبيعة وتجانسها مع نسج خيال الإنسان الذي يكاد أن يطير فرحاً أملاً وإيماناً».
وأضاف: «أنت قبلة الذين يذهبون إلى خلف الكلام وخلف المعنى. أنت اللون الذي لا يصمت، والصوت الذي لا ينقطع عن همس اللحن في أقواس قناطرك ومآذنك وكنائسك، وفي ترابط حجر بنيانك مع التاريخ، مع الصراع، مع حروب البقاء، مع البحث لامتلاك الحقيقة الحرة. أنت القدس، قبلة الجمال، مدينة الصلاة والخلاص، شعلة الحق الذي لا يموت. أنت الأرض، الصخرة التي لا يمكن أن تزول مهما طالت الحروب. أنت القدس، مدينة الحضارات وشعلة ومنارة الحرية. أنت حافظة القيم، وملهمة الشعر واللون، وحافظة لضمير الكلام، وأنت الصلاة التي ما بعدها صلاة».وختم ملاعب: «أنت قدس الأقداس، وصليب التضحية، وكنيسة القيامة التي لا تزال قائمة، وجلجلة الصلب المستمر والمتواصل لإنسان يبحث عن السلام على مذبح العدالة المنسية أنت قدسنا جميعاً، وإليك تذهب صلواتنا بخشوع في كل يوم».
«مشاهد تجريبية»
يستضيف «غاليري أليس مغبغب» المعرض الأول للفنّان البلجيكي مارك فون كوينبيرغ في لبنان بعنوان «مشاهد تجريبية»، يضم 15 لوحة أنجزت بين 2000 و2011؛ أي منذ أكثر من عشر سنوات، تمزج بين التجريد والتشكيل وبين الرسم والرقص في آن، وترسم الجسد في حركته عبر الفضاء، بواسطة مفردات التجريد: «الاختفاء»، «التداعي»، «الأفول»، «اللولب». يستمر المعرض لغاية 27 أكتوبر. تشكيلات كوينبيرغ توحي بالحركة؛ أشكال ملونة ومتحركة، وضعها على القماش الأسمر الداكن من خلال شطحات واسعة للريشة، مواد زئبقية، شفافة، تتلقاها مساحة اللوحة الخشنة.حول معرضه يوضح الفنان: «يستكشف عملي تزايد تفتت الهوية البشرية وتجزئتها وذاك التواصل وسط الفوضى التي تعمّ العالم المعاصر. فيما نتأمل كيف تؤثر الحياة الحضرية فينا، أسعى إلى التعبير عن العواطف المتعدّدة الأوجه للعلاقات الجسدية والنفسية التي تنطوي عليها».أشكال خضراء، رمادية وبيضاء يرسمها الفنان، فتغطي فضاء اللوحة العمودي، كأنها خيالات؛ تتزاوج، تمتزج، تتقاطع، تتواجه، تفترق على اللوحة – المسرح، فتخلق إحساساً من التوتر، كما الراقص على الخشبة، كما الرسام أمام اللوحة.ولد مارك فون كوينبيرغ في نينوف - بلجيكا سنة 1954. درس الرسم في مدرسة القديس مرقس في غاند بين 1972 و1975؛ ثم النحت والسيراميك في «الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة» بين 1979 و1984. توازياً، تلقى دروساً في الرقص الكلاسيكي والحديث فيما كان يعمل راقصاً في الأوبرا الملكية في غاند، وذلك بين 1975 و1977.حصل على منحة Fulbright-Hays سمحت له بدراسة إضافية لفن الرسم في Pratt Institute في نيويورك بين 1987 و1989 حيث استقر ابتداء من 1994. تعرض أعماله بانتظام في بلجيكا وأميركا.ألوان وأسرار
استضاف «غاليري إكزود» المعرض الفردي الثاني للرسامة التشكيلية غنوى رضوان بعنوان «ألوان وأسرار»، يتضمن 25 لوحة ميكسد ميديا من نخبة أعمالها.تنطوي الألوان في أعمال الفنانة رضوان على سمو جمالي يشع بطبقات لونية ذات سطوع ضوئي متوازن، كميزة تجريدية توحي بشاعرية، تواكب من خلالها نغمات الأشكال التي تنسجم مع لطشات الريشة، وايقاعاتها المتراقصة مع فواتح الألوان وشدتها الحركية، من حيث الحركة الضوئية المفعمة بالمشاعر الكامنة في فواصل الألوان، أو انسجامها بشكل جزئي مع الرؤية والأبعاد التي تكتنز من المعاني الفنية ما يجعلها محفوفة بكثير من الخطوط والمعاني القادرة على ترجمة المشاعر الحسية. لوحات غنوى رضوان جزء من نسيج الألوان التي تحاكي المفهوم الحسي واللانهائي لفن تجريدي لا يخلو من تعبير صامت من خلال اللون والإيحاءات، وانفلاش الضوء مع الخطوط اللونية، وبغموض يزيد المتلقي بهجة فنية لما يكتشف في لوحاتها من نبض شاعري مقرون بجمالية، حافظت عليها غنوى بمزاجية التفاعل مع ألوانها، وبنسبية خاصة هي معادلة يتفاعل معها المتلقي بدهشة ذات بصمة خاصة سرها اللون الأحادي وانسجامه مع الألوان الأخرى.