اطلقت مصر اليوم الاحد مبادرة للرئيس عبدالفتاح السيسي تستهدف القضاء على فيروس الالتهاب الكبدي (سي) والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار (100 مليون صحة) وتشمل نحو 50 مليون مصري.

Ad

وذكرت رئاسة مجلس الوزراء المصرية في بيان أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد عرضت خلال مؤتمر صحفي الترتيبات الخاصة بتنفيذ المبادرة التي تستهدف الكشف المبكر عن الاصابة بفيروس (سي) الى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاجية منتشرة في مختلف أنحاء البلاد.

وأوضحت زايد ان المبادرة تتضمن الكشف المبكر عن السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وتوجيه المكتشف اصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات البلاد وذلك بهدف التوصل الى مصر خالية من فيروس (سي) بحلول عام 2020 وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل نحو 70 بالمئة من الوفيات في مصر.

وأشارت الى أن المبادرة تتيح الفرصة لعدد كبير من المصريين للاطمئنان على صحتهم وعدم اصابتهم بالامراض التي تستهدفها من خلال الكشف المبكر عنها داعية منظمات المجتمع المدني الى المشاركة لزيادة التوعية بأهداف المبادرة.

وأضافت أن اجراء فحص فيروس (سي) والأمراض غير السارية للمواطنين سيكون لمن تزيد أعمارهم على 18 عاما مبينة أن المرحلة الاولى للمبادرة تشمل تسع محافظات خلال الفترة من أكتوبر وحتى نوفمبر 2018 بينما ستشمل المرحلة الثانية 11 محافظة من بينها العاصمة القاهرة وستجرى بين ديسمبر 2018 وفبراير 2019 على ان تضم المرحلة الثالثة والاخيرة سبع محافظات وتجرى ما بين مارس وابريل 2019.

ولفتت زايد الى الاستعدادات الخاصة بالحملة والتي تضمنت تجهيز وتدريب القوى البشرية على نظام الادخال الالكتروني ببرنامج المسح واستعمال "كواشف سريعة" لفيروس (سي) مشيرة كذلك الى تدشين حملة اعلامية ودعائية للتعريف بأهداف الحملة وتوعية المصريين باستخدام العديد من الوسائل كالتلفزيون والراديو والطرق الرئيسية والملصقات والمطبوعات بالاضافة الى تدشين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت عن أن الحملة تتم بالتنسيق بين العديد من الجهات المعنية في مصر وكذلك البنك الدولي والهيئة العامة لقناة السويس فضلا عن منظمة الصحة العالمية التي ستتابع الحملة وتقيمها.

من جانبه أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور جون جبور بالمبادرة المصرية "الاستراتيجية" باعتبارها تطبق للمرة الأولى في اقليم الشرق الاوسط وتعتبر "نموذجا" يحتذى به عالميا.

ورأى جبور أن المبادرة تعالج مشكلتين أساسيتين على صعيد الصحة العامة في مصر موضحا أنه على الرغم من أن معدل انتشار فيروس (سي) في مصر هو الأعلى عالميا إلا أنه لدى مصر أقوى برنامج قومي للفيروسات الكبدية في العالم.

وأعلن ان مصر ساهمت في الوصول الى الهدف العالمي وهو علاج ثلاثة ملايين شخص يتعايشون مع فيروس (سي) من خلال علاج أكثر من نصفهم في مصر وخلال وقت قصير للغاية لا يتعدى الأربع سنوات.

وأكد استمرار منظمة الصحة العالمية بتوفير الدعم المطلوب للوصول الى الأهداف المرجوة للمبادرة وكل البرامج المتعلقة بالصحة العامة في مصر.

أما ممثل البنك الدولي عمرو الشلقاني فأشار الى ان البنك يعد شريكا رئيسيا للحكومة المصرية في مشروع القضاء على الأمراض غير السارية وعلاج مرضى فيروس (سي) كاشفا عن أن ذلك بدأ قبل عامين.

وقال الشلقاني إن البنك الدولي قدم للحكومة المصرية دعما تقنيا الى جانب تمويل بلغ 133 مليون دولار لعملية مسح الأمراض غير السارية والكشف عن مرضى فيروس (سي) بالاضافة الى 129 مليون دولار مقدمة من البنك الدولي لعلاج مرضى الفيروس.

واعتبر أن التجربة المصرية "رائدة وضخمة" على الصعيد المجتمعي مبينا أن هناك دولا أخرى سيكون بإمكانها الاستفادة من هذه التجربة في سعيها للقضاء على الأمراض غير السارية.