إرغام روسيا على التراجع في الشرق الأوسط
![نيويورك بوست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1595873194727341200/1595873225000/1280x960.jpg)
وفي الحالات القصوى قد تواجه روسيا الطائرات الإسرائيلية مباشرةً، فقد أعلنت موسكو قبل أيام أنها ستزود سورية بأنظمة دفاع جوي متقدمة من طراز إس-300.لن تعلّق إسرائيل بالتأكيد حملتها، لكن الخطوات الروسية قد تعرّض الطيارين الإسرائيليين للخطر لأنها تمنح الجهود الإيرانية زخماً أكبر، بخلاف تصريح من وزير الخارجية مايك بومبيو قدّم فيه التعازي بالروس القتلى وطالب بإنهاء تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سورية، لم نسمع من الولايات المتحدة أي تعليق، وهذا غير كافٍ بالتأكيد.انتُقد الرئيس ترامب بحق لتملقه الرئيس الروسي، ولكن إذا كان لتقرّبه من بوتين أي قيمة، فاليوم الوقت المناسب لتوظيفها في مسألة ذات فائدة، إذ يجب أن تتواصل الولايات المتحدة مباشرةً مع روسيا وتوضح في تصريحاتها العامة أنها تدعم حملة إسرائيل المشروعة في سورية، التي تهدف إلى منع إيران من نشر أسلحة لاستهداف إسرائيل، وأنها تعارض تزويد روسيا سورية بأنظمة إس-300، كذلك من الضروري أن يقوم مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى بزيارة تضامن إلى إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تشجّع الولايات المتحدة مجموعة من الدول الأخرى على الانضمام إليها في إدانة مغامرات إيران العسكرية في سورية، وتمثل جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، فرصة ممتازة، مع أن الخلافات المستمرة بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية قد تصعّب ذلك.أقدم ترامب أخيراً على خطوة إيجابية تشير إلى تبدّل في موقفه الذي أصر فيه على ضرورة مغادرة الجنود الأميركيين شرق سورية قريباً، صحيح أن حملة محاربة "داعش" شارفت على نهايتها، إلا أن هؤلاء الجنود يساهمون رغم ذلك في منع إيران من بلوغ أجزاء من سورية قد تستخدمها في شحن الأسلحة ونشرها. فضلاً عن ذلك، إذا حدت روسيا من حرية إسرائيل، فقد تُضطر القوات الأميركية إلى تنفيذ المزيد من الخطوات العملية ضد الأسلحة الإيرانية.أخيراً، ينبغي للإدارة الأميركية والكونغرس تسريع، من خلال اعتمادات إضافية، تمويل الخمسة مليارات دولار المخصصة للدفاع الجوي والتي تعهدنا في مذكرة التفاهم عام 2016 بتقديمها لإسرائيل خلال العقد التالي، فتضمن هذه الخطوة أن إسرائيل مجهزة للدفاع عن نفسها ضد الأسلحة الإيرانية الأكثر خطورة في سورية.يشكّل الحادث الأخير تحذيراً من أن سورية قد تزداد سوءاً، لذلك على الولايات المتحدة العمل على احتواء الأضرار، والدفاع عن حليفنا، وكبح لجام ردود الفعل الروسي والطموحات الإيرانية.* دانيال شابيرو* «نيويورك بوست»