معضلة الحدود الأردنية - السورية!!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ثم لنفترض أن النظام السوري قد وفّر للشاحنات والقوافل التجارية الأردنية حراسات عسكرية وأمنية حتى أقصى المناطق التي يسيطر عليها نهاراً، وهي "سائبة" ليلاً من الجهة الشمالية، فبعد ذلك وحتى الحدود التركية، لا تزال هناك سيطرة لبعض التنظيمات الإرهابية، وسيطرة لقوى متعددة وكثيرة، مما يجعل هذه المناطق غير آمنة، وطرقها غير سالكة.وكذلك، فإن المفترض أنه معروف لأي معنيٍّ بهذه المسألة أن النظام السوري يواصل "اللعب" بورقة فتح حدود "جابر" و"نصيب"، للضغط على الأردن وحمْله على التخلي عن موقفه الثابت تجاه الأزمة السورية منذ البدايات حتى الآن، وهو أن الحل السياسي المطلوب لهذه الأزمة البديل لكل الحلول العسكرية التي يتمسك بها بشار الأسد ومعه الإيرانيون، ومن لفَّ لفهم بدعم من الروس، هو حل جنيف، وخاصة القرار الدولي رقم 2254 والمرحلة الانتقالية.نحن نعرف أن الذي يده في النار ليس كمن يده في الماء، وأن انعاكسات هذه الأزمة السورية على هذا القطاع من الأردنيين شديدة الوطأة ومكلفة جداً... لا بل وموجعة، لكن ما العمل مادام أن هذا هو واقع الحال، وأن الحلول المطلوبة من هذا القطاع ومن غيره ليست في أيدي الأردنيين، بل في أيدي الدول المتصارعة والمتناحرة على الساحة السورية، في حين أنَّ حتى نظام بشار الأسد لا يستطيع في الواقع، والحقيقة، أن يفعل شيئاً إزاء كل هذه التداخلات الصعبة، مادام أنه، منذ البدايات، قد فتح أبواب هذا البلد العربي لكل المتدخلين من الخارج، بدل أن يتفاهم مع شعب من المفترض أنه شعبه، ويقدم إليه "التنازلات" التي يريدها.