متحف «نابو»... شاهد على تطور الحضارة في الشرق الأوسط

• تحف نادرة ورقميات مسمارية وأعمال فنية حديثة

نشر في 02-10-2018
آخر تحديث 02-10-2018 | 00:03
على شاطئ شمال لبنان، في منطقة الهري شكا وتحديداً رأس الشقعة، على بعد كيلومترات من مدينة طرابلس، أسس جواد عدرا متحف «نابو»، تيمناً بإله الكتابة والحكمة في بلاد ما بين النهرين، وأراده مساحة لقاء بين عظمة التاريخ والفن المعاصر وصورة عن استمرارية تطور الحضارة، في هذه المنطقة من العالم، عبر القرون من دون انقطاع.
متحف «نابو» الذي افتتح أخيراً برعاية رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، يعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها من خلال برامج تعليمية وتدريبية وجولات منظمة ومحاضرات عامة ومعارض إرشادية.

يتضمن المتحف مجموعة فريدة من نوعها من التحف الفنية التي تعود إلى أوائل العصر البرونزي والحديدي وإلى الحقبات الرومانية واليونانية والبيزنطية، بالإضافة إلى مخطوطات نادرة ومواد إثنوغرافية.

كذلك تشتمل هذه المجموعة على نماذج من الأعمال الفنية الحديثة المعاصرة العائدة لأهم الفنانين العرب من بينهم: أمين الباشا، وهيلين الخال، وشاكر حسن السعيد، ومحمود العبيدي، وضياء العزاوي، وعمر أنسي، وخليل جبران، وآدم حنين، وشفيق عبود، وبول غيراغوسيان، وإسماعيل فتاح، ومصطفى فروخ، بالإضافة إلى مجموعة من أعمال صليبا الدويهي الفنية النادرة.

رقميات مسمارية

يضم المتحف مكتبة تحوي مجموعة كتب حول الفن وعلم الآثار والتاريخ والجغرافيا ومخطوطات نادرة وصوراً فوتوغرافية وبطاقات بريدية تعود إلى القرن التاسع عشر...

كذلك يتضمن المتحف مجموعة فريدة من نوعها من الرقميات المسمارية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد. تروي هذه الرقميات حكايات ملحمية وتوفر دلائل على النظم الاقتصادية الأخرى، ومعلومات عن الجماعات العرقية وخرائط المدن القديمة.

بينما تقدّم مجموعة نابو لمحة عن تاريخ بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين الطويل، يوفر المتحف للفنانين الممارسين مساحة للعمل والعرض والسكن. كل ذلك بهدف تعزيز الحوار البناء وبث روح الانتماء المجتمعي والسياسي وتشجيع الفنانين المحليين على إنتاج مزيد من الأعمال الفنية الراسخة في تاريخ المنطقة أو الناقلة والمتنقلة بين ثقافات وتقاليد البلدان المتنوعة، وذلك لاستعراض الحقبات المشتركة والمساهمة الفاعلة في تجسيدها عبر الفن الحديث.

معجم بصري

صمم الفنان العراقي ضياء العزاوي بالتعاون مع الفنان العراقي-الكندي محمود العبيدي غلاف واجهات المتحف من الفولاذ المقاوم للتآكل، وتظهر عليه نقوش ورسوم بارزة تستند إلى معجم بصري أعدّه الفنان العراقي على امتداد سيرته المهنية الطويلة في الرسم والنحت والطباعة.

صمم العبيدي المتحف على شكل مكعب بسيط يتضمن مساحة داخلية مفتوحة يمكن التحكم بها بما يتلاءم مع برامج المعارض والأنشطة الفنية.

ضياء العزاوي فنان تشكيلي عراقي ولد عام 1939. تخرج في كلية الآداب –قسم الآثار عام 1962، ثم نال دبلوم رسم في معهد الفنون الجميلة عام 1964. هو من الأعضاء المؤسسين لجماعة الرؤية الجديدة والجماعة العددية وعضو في جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين. يقيم منذ أكثر من 30 عاماً في ضاحية قريبة من لندن.

الإله نابو

أحد أهم آلهة بلاد الرافدين وهو أبن الإله مردوخ، حسب الأفكار والعقائد العراقية القديمة، وإله الكتابة والحكمة. في بداية عبادته كان إلهاً خاصاً بالزراعة وكاتباً وإله القلم والعلم والرقيم وحامي الأدباء والمنسوخات.

يرجح أصله إلى الديانة الإيزيدية، ويمكن أن يفسر بالمعاني التالية: رسول، مذيع، منادٍ، معلن، مبلغ. أما معنى الاسم باللغة الآشورية فهو نادى. ثمة معانٍ أخرى لاسم الإله نابو من بينها اللامع.

متحف نابو يعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها
back to top