أقامت الجمعية الكويتية للرخاء الوطني ندوة بعنوان "دور الثقافة في المجتمع الكويتي" حاضر فيها كل من د. عبدالله الجسمي، والكاتب الصحافي إبراهيم المليفي في دار معرفي، وأدارها نائب رئيس الجمعية الكويتية للرخاء الوطني أحمد العبيد.

واستهل د. الجسمي كلمته بالحديث عن تراجع الثقافة في الكويت، "وأننا لا يمكن أن نعزل الكويت عن المحيط العربي، ولو رأينا مسيرة التطور الثقافي والفكري، الذي حدث خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، فسوف نلاحظ أن الكويت كانت جزءاً من هذا التطور، وتبادل الأفكار، وأيضاً طبيعة التيارات التي سادت في المجتمع الكويتي".

Ad

من ناحية أخرى قال د. الجسمي، إن مسألة تراجع الثقافة في الكويت ليست مقتصرة على الكويت فقط، بل هي نتيجة للتراجع الذي يحدث عموماً بسبب الواقع العربي، مشيراً إلى أن هناك بوادر ظهرت ونلاحظها، فهناك بعض الدول بدأت تقاوم التيار الأصولي، وأيضاً في عوامل أخرى برزت ومنها العولمة، ونحن في دول الخليج لدينا الكثير من الأجهزة، والأشياء المستخدمة ومنها أننا أكثر الدول استخداماً للإنترنت، فأصبحنا أكثر انفتاحاً، أو أكثر تأثراً في هذه الأفكار، التي تأتينا من هذه الوسائل. أما الأشياء السلبية في العولمة وهي تراجع الفكر، والأيديولوجيا، وتحويل كل شيء إلى سلعة بما فيه ذلك الثقافة والإبداعات الثقافية، وذلك أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى تراجع الثقافة في المجتمع الكويتي.

وعن الدور الشعبي في الثقافة في الكويت يقول د. الجسمي الكويت منذ بداية تأسيسها أعطت دوراً كبيراً لقوى الشعبية والعوائل المعروفة أنها تؤدي دوراً من الناحية الاقتصادية، وبعدها كان لها تأثير وأثر في نشر الثقافة، وتأسيس الجمعيات والأندية الثقافية.

وتابع د. الجسمي في ذكر بعض الأسباب التي أدت إلى تراجع الثقافة منها أنه بعد ظهور النفط أصبح المجتمع الكويتي استهلاكياً وليس منتجاً على غرار السابق، مشيراً إلى أن الروح العملية تلاشت. وأضاف د. الجسمي أن الثقافة أصبحت الآن مسيسة إلى حد كبير، لافتاً إلى أن تسيس الثقافة أصبح يؤدي دوراً سلبياً في إعاقة التطور الطبيعي الثقافي داخل المجتمع. وأشار إلى أن العامل الأساسي في تكوين الثقافة هو العلم والآن التكنولوجيا في المجتمعات المتقدمة، لكن نحن ليس لدينا علم ولا تكنولوجيا ولكن السياسة، التي تشكل ليس الثقافة فقط بل كل شيء.

وبدوره قال المليفي، إنه من وجه نظره كصحافي الثقافة هي أضعف طرف في المعادلة في أي شيء في الكويت وغيرها من الدول، فإذا جاءت إعلانات أو أخبار زيادة أول ما يسقط هو الصفحة الثقافية، "ولا نستغرب أن هناك مؤسسات وأنشطة تسقط".

وأوضح المليفي أن المثقفين يعانون من داء وهو أنهم يحبون أن يتفرقوا وعلق قائلاً " أكثر ناس يمكن أن يحدث بينهم خلاف وانشقاق هم المثقفون". وعبر المليفي عن وجهة نظره ورأى أن "أكثر شيء يمكن أن يحمي الثقافة هي السياسة". وبين المليفي بأنه علينا أن نقر أن الثقافة واحدة من أدوات القوى الناعمة التي وضعت الكويت على الخريطة.

وفي مداخلته لبعض الملاحظات الخاطفة تساءل د. خليفة الوقيان "عما يحدث هل هو تراجع في الثقافة أم تحول؟ ، وما هي الثقافة ؟ في الثقافة هي هوية المجتمع سواء أكان نقبل بهذه الهوية أو لا ، الهوية القائمة في مرحلة ما، وفي ظل ما يحدث ليس تراجعا ثقافيا، بل تحولات ثقافية ناتجة عن تحولات فكرية، وهذه التحولات لا تقتصر على الكويت إنما تجتاح العالمين العربي والإسلامي".