لبنان يتنصل من مصانع أسلحة «حزب الله»: لا تصب في مصلحتنا
• باسيل يجول بالسفراء قرب المطار: نتنياهو يكذب لتبرير عدوان آخر... ولا أدلة على مزاعمه
• أدرعي: يمكن خلال 3 أيام إخلاء مصنع مخصص لتحويل الصواريخ الدقيقة
اتهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أمس، إسرائيل بالكذب لتبرير عدوان جديد على لبنان، بعد تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود مصانع أسلحة لحزب الله في بيروت، لكن باسيل توجه إلى حزب الله بالقول إنه في حال صحت التقارير عن وجود مصانع أسلحة، فإن ذلك لا يصب في مصلحة البلاد.
حجبت موجة التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، المتواصلة فصولا منذ الأسبوع الماضي، الضوء عن الأزمة الحكومية المترنحة منذ خمسة أشهر، من دون بصيص أمل بإمكان وضع حد لتمددها في المدى المنظور، وفق المتجمع من معطيات في أفق الاتصالات والمفاوضات الجارية، سواء في العلن على ندرتها، أو في الكواليس.ورد لبنان الرسمي، أمس، على لسان وزير خارجيته في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على الادعاءات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخميس الماضي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أكد فيها وجود مصانع أسلحة لـ "حزب الله" قرب مطار بيروت الدولي. واستدعى باسيل بعد ظهر أمس السفراء المعتمدين في لبنان إلى وزارة الخارجية لتوضيح مزاعم تل أبيب، ثم رافقهم في جولة ميدانية لتفقد المواقع التي تحدثت عنها إسرائيل.
ولفت باسيل في مؤتمر صحافي الى أن "اسرائيل لا تحترم منظمة الأمم المتحدة ولا تطبق قراراتها، وفي لبنان لم تحترم القرار 1701، وقد انتهكت أرضنا وجونا وبحرنا ما يقارب 1500 مرة خلال الأشهر الثمانية الأخيرة".وقال: "نتنياهو يستخدم منبر الأمم المتحدة لتبرير خرق إسرائيل للقرارات الدولية، وهو ومن دون أي براهين، يقول إن هناك 3 مخازن صواريخ قرب مطار بيروت"، معتبرا أن "إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم عن مواقع صواريخ حزب الله". وإذ أكد أن "لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية وبالـ 1701"، أشار الى أن لبنان "لا يلتزم الحياد عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه، ويملك حق المقاومة حتى تحرير كل أراضيه المحتلة".وتابع: "نقول لحزب الله إن نَشر المصانع إن كان صحيحا فهو لا يصب في مصلحة المطار ولبنان، ولكن نرجّح ألا يكون صحيحا، ولن نقبل استخدام منبر الأمم المتحدة للإعداد لاعتداء جديد على لبنان"، مشيرا الى أنه "لا بعقل وحكمة حزب الله ولا بمصلحة لبنان يمكن أن يتم تخزين صواريخ من النوع الذي زعمته إسرائيل من دون أن تكون مرئية".ودعا باسيل السفراء للذهاب والكشف على المواقع التي يتحدث عنها نتنياهو، قائلا: "سنذهب الى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو قرب مطار بيروت، وستكونون شهوداً على كذب نتنياهو". وأشار باسيل الى أن "رئيس الأركان الاسرائيلي يرد عليه الجيش اللبناني، أما أنا فأتكلم لأن المزاعم الاسرائيلية صدرت من على منبر الأمم المتحدة"، مضيفا: "عندما تهدد إسرائيل ندرك مدى ضعفها".
بري
من ناحيته، رحب رئيس مجلس النواب نبيه بري بخطوة باسيل دعوته جميع السفراء المعتمدين في لبنان، معتبرا أن "الكلام الإسرائيلي ورفع الصور وما إلى ذلك على منبر الأمم المتحدة، هو أشبه ما يكون بمقدمات إلغاء الاتفاق النووي الإيراني"، معتبرا أن اتهام إسرائيل لـ "حزب الله" بإنشاء بنية تحتية لتطوير الصواريخ قرب مطار بيروت الدولي، "لا ينبغي المرور عليه مرور الكرام والتعاطي معه وكأنه مزحة". وقال: "نحن أمام وضع خطير، بل نحن أمام كلام حرب، وأن ما قاله نتنياهو وغيره من الإسرائيليين هو أخطر كلام ضد لبنان".وتابع بري: "إنهم يريدون إقفال المطار وغير ذلك، ونحن هنا في لبنان نخرب بلدنا بأيدينا، ونتلهى بوزير زيادة وخيبة من هنا وهناك، لذلك أمام ما يجري، فإن المطلوب هو أن نتعاطى مع هذا الحدث بما يستحقه من يقظة وحذر، ومحاولة تحصين الداخل، بدءا بتحرك دبلوماسي، وقبل كل شيء التحصين بوحدة الصف اللبناني أولا وأخيرا، وهذا هو الأهم".أدرعي
ورد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على المؤتمر الصحافي لباسيل في تغريدة، أمس، وقال: "عندما تجمع وزارة الخارجية اللبنانية سفراء دول مختلفة، لتجيب عن أكاذيب إسرائيل. تعالوا نشوف ماذا كان من المفترض أن يحدث منذ اكتشاف مواقع لحزب الله قرب مطار بيروت". وأرفق أدرعي بتغريدته فيديو ساخرا يقول فيه إنه "يمكن خلال ثلاثة أيام إخلاء مصنع مخصص لتحويل الصواريخ الدقيقة ودعوة سفراء من دول مختلفة إليه والتأمل بأن يصدق العالم ذلك"، مضيفا: "من يخبئ شيئا يأخذ لنفسه ثلاثة أيام لإخفاء ذلك". وكان أدرعي قد توجه إلى باسيل بالقول: "حضرة وزير الخارجية إنّو شو بدك تقول يا باسيل للسفرا؟ المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت"؟ وأضاف في "تغريدة": "فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكن عنا أو على عينك يا تاجر"؟وتابع في "تغريدة" أخرى: "يقع فندق الساحة ذو التصميم الفني، والذي يبدو وكأنه قرية لبنانية أصيلة على بعد أقل من 4 كم عن مطار رفيق الحريري. فهل يعي طاقم الفندق أنه في أقل من 4 كلم من الفندق الرائع حاول حزب الله إقامة بنية صاروخية؟ وهل ستنظم جماعة نصرالله رحلات مجانية الى مستنقعها الإرهابي؟".