البارزاني يعود بقوة إلى بغداد بالتوافق مع خصوم الأمس

نشر في 02-10-2018
آخر تحديث 02-10-2018 | 00:02
أطفال عراقيون يذهبون الى مدرستهم بين الركام في الموصل                     (أي بي ايه)
أطفال عراقيون يذهبون الى مدرستهم بين الركام في الموصل (أي بي ايه)
رغم تداعيات الاستفتاء الذي جرى العام الماضي على استقلال كردستان العراق، تمكن الزعيم الكردي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، من العودة بقوة إلى بغداد من بوابة استحقاق انتخاب رئيس جديد للعراق، وهو المنصب الذي منح حسب العرف إلى المكون الكردي.

وبترشيحه فؤاد حسين الشخصية الكردية المعروفة بنزاهتها لمنصب الرئاسة، معترضاً على انفراد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المشرذم بعد وفاة مؤسسه الرئيس الراحل جلال الطالباني في تسمية برهم صالح للمنصب، يبدو أن البارزاني تمكن من نسج توافق مع احزاب شيعية وسنية وازنة في مقدمها تحالف البناء المتحالف مع إيران بزعامة هادي العامري، والذي يضم ائتلاف رئيس الحكومة السابق نوري المالكي الخصم اللدود للبارزاني سابقاً.

في هذا السياق، أكد النائب عن تحالف الفتح المنضوية في كتلة البناء، أحمد الكناني، أن أغلب القوى السياسية تتجه لاختيار فؤاد حسين لمنصب رئيس الجمهورية.

وأضاف أن "العراق يمر بأوقات عصيبة جداً، وهو بأمس الحاجة لشخصية قادرة على مسك زمام الأمور في البلاد"، مؤكداً أن "فؤاد حسين يتمتع بجميع المؤهلات التي تجعل منه الشخصية الأكثر قبولا للتصويت له".

كما أكد الكناني أن "حسين له قدرة كبيرة على ايجاد التوافقات السياسية بين القوى المتصارعة، وكذلك حل الخلافات العالقة بين بغداد وأربيل".

في المقابل، أكد عضو مجلس النواب عن تحالف سائرون جمال فاخر ضرورة أن يتمتع رئيس الجمهورية المقبل بعدد من المواصفات، من بينها يتعامل بـ"أبوية" مع جميع العراقيين.

وشدد على "أهمية أن يحافظ المرشح على وحدة العراق ويسهر على حماية دستوره، فضلاً عن أن يكون عراقياً من غير مزدوجي الجنسية"، مؤكداً ضرورة ألا "يكون المرشح لرئاسة جمهورية العراق من المشاركين بالاستفتاء على انفصال اقليم كردستان، وأن يؤمن بعراق موحد اتحادي برلماني".

وحسين كان الأمين العام لرئاسة اقليم كردستان العراق عندما نظم الاستفتاء الكردي، وهو كان من الداعمين له.

وأضاف: "نحن نقترب من التصويت على مرشح من القومية الكردية لشغل منصب رئاسة الجمهورية تحت قبة البرلمان، وإننا نؤكد ضرورة أن يمتاز المرشح بالأبوية في التعامل مع أبناء شعبه من الشمال إلى الجنوب".

ويأتي ذلك وسط اشارات بعثها تحالف البناء إلى امكانية الذهاب الى تسمية رئيس للحكومة من دون توافق مع ائتلاف الإصلاح الذي يضم سائرون وتحالف النصر بزعامة حيدر العبادي، والوطنية بزعامة اياد علاوي، والحكمة بزعامة عمار الحكيم.

وبعد اجتماع لقيادة تحالف النباء، قال العامري، أمس الأول، إن تحالفه يحمل "مشروعا مقدسا"، مشيرا إلى أنه "رغم الضغوطات الكبيرة الخارجية والكبيرة لمنع تشكيل التحالف فإنه تشكل ولم تثن القادة من المضي في هذا المشروع الوطني الكبير، لاعتقادهم بأهميته فهو ليس تشكيلا عشوائيا لكتلة اكبر أنما مشروع وطني متكامل".

من جهته، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إن تحقيق الفضاء الوطني والأغلبية السياسية من اولويات "البناء"، داعيا الى "انهاء الصراعات والخلافات السياسية التي لا تخدم مصلحة البلد".

وأضاف أن "تشكيل تحالف البناء جاء من اجل تحقيق الاستقرار السياسي، كما ان الحكومة المقبلة لابد لها من رفع شعار توفير الخدمات للمواطنين"، وتابع أن "الامن والاقتصاد والخدمات من أولويات المرحلة المقبلة".

back to top