حاول لبنان، أمس، التعامل بجدية مع التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، وهدد فيها بضرب مواقع لـ "حزب الله" قرب مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، قال إنها مصانع أسلحة وصواريخ للحزب. واصطحب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، رئيس "التيار الوطني الحر"، المتحالف مع حزب الله، جبران باسيل، السفراء المعتمدين لدى لبنان في جولة ميدانية غابت عنها السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، إلى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو بمحيط المطار.
وقبل الجولة، شدد باسيل، في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية، على أن ما قاله نتنياهو مجرد أكاذيب، وأنه لا أدلة على وجود 3 مخازن صواريخ قرب المطار، معتبراً أن إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان. وفي تصريح ذات دلالة، ذكر باسيل: "نقول لحزب الله إن نَشر المصانع إن كان صحيحاً، فهو لا يصب في مصلحة المطار ولبنان، لكن نرجّح ألا يكون صحيحاً"، مضيفاً: "لن نقبل استخدام منبر الأمم المتحدة للإعداد لاعتداء جديد على لبنان". تصريحات باسيل عكست تخوفاً لبنانياً رسمياً من عدوان إسرائيلي، وجاءت متوافقة مع تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن أقوال نتنياهو في نيويورك هي "كلام حرب".
وبينما اعتبر السفير الروسي في بيروت أن الجولة التي أجراها باسيل للسفراء كافية لتكذيب الاتهامات الإسرائيلية، سخر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من الجولة، كاتباً في "تويتر": "يمكن خلال ثلاثة أيام إخلاء مصنع مخصص لتحويل الصواريخ الدقيقة، ودعوة سفراء من دول مختلفة إليه، والتأمل بأن يصدق العالم ذلك". وكانت "الجريدة" حققت سبقاً صحافياً لاقى متابعة دولية، بعدما كشفت في مارس 2017، نقلاً عن مصادر في طهران، إنشاء حزب الله والإيرانيين مصانع أسلحة في لبنان لتجنب طريق الإمداد عبر سورية.وفي فبراير الماضي، نشرت "الجريدة" خبراً عن نقل إيران تقنية الصواريخ المسيّرة التي تحتاج إلى الأقمار الصناعية إلى مصانع السلاح الخاصة بحزب الله في لبنان، وهو الأمر الذي أكده الأمين العام للحزب حسن نصرالله قبل 10 أيام، عندما قال إن حزبه بات يملك صواريخ مسيرة.