الفنان زكريا الزيني (1932 – 1993) أحد رموز الحركة التشكيلية في مصر، اتسمت أعماله بخصوصية وبصمة سبق بها عصره، إذ تناولت لوحاته موضوعات وقضايا مصرية الهوى والهوية، وحققت مزيجاً رائعاً بين التجريدية المدرسة المهيمنة على أسلوبه وأحساسه، والتعبيرية التي استعان بها في كثير من لوحاته من خلال وجوه ورموز شديدة التلخيص تيسيراً على المتلقي، للولوج إلى فكرته ورسالته من العمل مع ترك مساحات شاسعة للتأويل والحذف والإضافة حسب كل متلقٍ.

تركت نشأته في حي السيدة زينب الشعبي تأثيراً واضحاً في معينه البصري والثقافي، يظهر بجلاء فيما مرت به مسيرته الفنية من مراحل سماها «المولد والزار»، وغيرها من مظاهر الاحتفالات الشعبية. ثم مرحلة «الزبالة» في الثمانينيات رفضاً لهذه الظاهرة التي تفاقمت آنذاك. تلتها مرحلة «الأقنعة» وغيرها من مراحل تضمنت موضوعات مجتمعية وإنسانية عدة، اكتست جميعها بمسحة فلسفية وتناول راقٍ وغير مألوف.

Ad

وانعكس اهتمام الفنان وفهمه العميق وهمه الكبير بقضايا الناس على جرأته في التعبير عنها بمنتهى الصدق، خالقاً لكل حالة بيئتها التصويرية شديدة التوازن من حيث البناء التشكيلي والحس الفني والجمالي.

في سطور

الزيني، حاصل على دبلوم كلية الفنون الجميلة في القاهرة (قسم التصوير) عام 1960، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة في البندقية (قسم التصوير) عام 1964، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة برافنا (قسم التصوير الجداري) عام 1966.

كان عضواً في جمعيات فنية عدة في مصر وخارجها، وتقلد مناصب كثيرة من بينها أستاذ ورئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ووكيل كلية الفنون الجميلة لشؤون التعليم والطلاب. كذلك عمل رئيساً لقسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بمحافظة المنيا (بصعيد مصر). وخلال مسيرته قدم وشارك في عشرات المعارض والفعاليات الفنية محلياً ودولياً

تكللت سيرته بجوائز وتكريمات عِدة أبرزها الجائزة الأولى (تصوير) في بينالي الإسكندرية 1991، وله أعمال مقتناة لجهات وأفراد في مصر وغيرها من بلاد العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة.