يمتلك هانكوك رصيداً فنياً حافلاً يشمل أكثر من 40 ألبوماً موسيقياً وأربع عشرة جائزة "غرامي"، أشهر الجوائز الموسيقية في العالم، وجائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن موسيقاه لفيلم "حوالي منتصف الليل" (Round Midnight) عام 1986، كما شارك بالتمثيل في الفيلم أيضاً.

Ad

نبوغ مبكر

بدأ هيربي هانكوك العزف على البيانو منذ سن مبكرة، وأظهر نبوغاً مكنه من عزف كونشيرتو البيانو لموتسارت بصحبة أوركسترا شيكاغو السيمفوني وعمره 11 عاماً فقط. وخلال الدراسة الثانوية، اتجه لعزف موسيقى الجاز، ليصبح خلال الستينيات واحداً من نجومها، خصوصاً بعد انضمامه لفريق مايلز ديفيس في عام 1963. وخلال السنوات الخمس، التي قضاها مع ديفيس، سجّل هانكوك العديدَ من الأغنيات التي أصبحت من الكلاسيكيات، مثل "إي أس بي" و"نفرتيتي" و"سورسيري". كما ظهر هانكوك على مسرح ديفيس في أغنيتي "إن أ سيالنت وي" و"بيتشز برو"، معلناً ولادةَ فئة الجاز المتداخل مع ألوان موسيقية أخرى.

ازدهرت مسيرة هانكوك خلال سنوات الستينيات، حيث سجّل ألبومات كلاسيكية، من ضمنها "ميدن فوياج" و"أمبيريان آيلز" و"سبيك لايك أ تشايلد". كما اتجه إلى تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم "Blow Up" للمخرج مايكل آنجلو أنتونيوني في 1966، مما أسهم في إثراء تجربته في مجال موسيقى الأفلام والتلفزيون.

حاصد الجوائز

بعد أن ترك هانكوك فريق مايلز ديفيس، كوّن فريقه "The Headhunters". وفي عام 1973، سجلت الفرقة ألبومها الأول الذي حمل اسم الفريق نفسه، وتضمن أغنية "كاميليون" (الحرباء)، ذات الألوان الموسيقية المتعددة حيث حققت شهرة كبيرة مع باقي أغنيات الألبوم، الذي فاقت مبيعاته كل التوقعات وحصد الأسطوانة البلاتينية في المبيعات ليصبح أول ألبوم جاز يصل إلى هذه المكانة.

بحلول منتصف السبعينيات ترسخت مكانة هانكوك كأحد نجوم موسيقى الجاز والهيب هوب والفانك، وأصبحت حفلاته في جميع أنحاء العالم كاملة العدد، كما وصلت ألبوماته لصدارة سباقات البيلبورد الأميركية، حيث تصدرها في السبعينيات فقط بأحد عشر ألبوماً. استمرت نجاحات هانكوك في السنوات التالية، وشهدت الثمانينيات والتسعينيات المزيد من الأعمال الناجحة والجوائز، إذ فازت أغنية "Future Shock" بالأسطوانة البلاتينية مرة أخرى، كما تصدرت أغنية " Rockit " سباقات الأغنيات في الولايات المتحدة، وحازت جائزة "غرامي" كأفضل أغنية من فئة موسيقى الـ "آر آند بي". وحصل الفيديو المصوَّر للأغنية على خمس جوائز من "MTV". كما نال نظام الصوت على جائزة "غرامي" في فئة موسيقى الـ "آر آند بي".

مسيرة مزدهرة

شهدت سنوات الألفية تعاون هانكوك مع نجوم الأغنية والموسيقى في ألبومات "Possibilities" و" River: The Joni Letters" و"The Imagine Project"، الذي شهد حضور فنانين مشهورين مثل ستينغ وآني لينوكس وجون ماير وكريستينا أغيليرا وبول سايمون وكارلوس سانتانا في الألبوم الأول، بينما عمد في الثاني إلى تجنيد نخبة من المطربين مثل نورا جونز وتينا تيرنر وكورين بايلي راي ولوسيانا سوزا وليونارد كوهين، حيث أصدره تكريماً لصديقته وزميلته جوني ميتشل، التي شاركت أيضاً بالغناء وكتابة الأغاني، في حين ضم ألبومه الثالث عددا من الأسماء اللامعة مثل جيف بيك وسيل وبينك وديف ماثيوز وليونل لويكي، وحاز الألبوم على جائزتي "غرامي" كأفضل تعاون وأفضل عزف مرتجل للجاز.

لم تقتصر إنجازات هيربي هانكوك على المجال الفني، بل حقق أيضاً مسيرة مزدهرة خارج نطاق المسرح والموسيقى. فقد عُين في منصب الرئيس الإبداعي للجاز في "أوركسترا لوس أنجليس الفيلهارموني"، كما يشغل منصب رئيس مؤسسة "The lonious Monk Institute of Jazz"، وهي المنظمة الدولية الأبرز لتطوير أداء الجاز والتعليم في جميع أنحاء العالم. وقد أسس هانكوك اللجنة الدولية للفنانين من أجل السلام، ونال على وسام "قائد الفنون والآداب" من رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون. وفي يوليو 2011، توّجت "اليونسكو" هانكوك سفيراً فخرياً للنوايا الحسنة.