واصل لبنان الرسمي، أمس، الرد على التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي اكد فيها وجود مصانع أسلحة لـ«حزب الله» قرب مطار بيروت الدولي.

فبعد ساعات على الجولة التي نظمها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، أمس الأول، لعشرات السفراء إلى مواقع تحدثت عنها إسرائيل قرب مطار رفيق الحريري الدولي، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن «لبنان سيواجه أي اعتداء اسرائيلي ضد سيادته».

Ad

وأضاف، خلال استقباله في القصر الجمهوري، أمس، وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل: «ادعاءات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حول القواعد العسكرية في محيط المطار لا اساس لها من الصحة وتخفي تهديداً اسرائيلياً جديداً للسيادة اللبنانية».

ويأتي كلام الرئيس اللبناني بعد هجوم نتنياهو مساء أمس الأول على الحكومة اللبنانية، معتبرا أنها «تضحي بسلامة مواطنيها من أجل التغطية على أعمال حزب الله». وغرد نتنياهو عبر «تويتر» قائلا: «حزب الله يكذب على المجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة، التي قام بها وزير الخارجية اللبناني، حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم، ولكنه امتنع عن زيارة المصنع الواقع تحت الأرض المتاخم له، حيث يتم إنتاج الصواريخ عالية الدقة».

وأضاف: «فليسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظر الطرف اللبناني 3 أيام قبل القيام بتلك الجولة. حزب الله يعمل بشكل اعتيادي على إخلاء معداته من المواقع التي يتم الكشف عنها». وختم بالقول: «من المؤسف أن الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من خلال التغطية على حزب الله، الذي أخذ لبنان رهينة في عدوانه على إسرائيل».

إلى ذلك، استنكرت لجنة الشؤون الخارجية النيابية، بعد اجتماعها امس، «الادعاءات الكاذبة التي استغل نتنياهو وجوده في الامم المتحدة لإطلاقها». وأثنت على «موقف ومبادرة الوزير باسيل بفضح هذه الادعاءات من خلال جمع السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي في لبنان وزيارتهم الى المواقع التي ادعى نتنياهو ان فيها اسلحة وصواريخ». وقررت اللجنة ان «تقوم بزيارة الى جنوب لبنان اولا لزيارة قيادة الجيش في المنطقة الجنوبية، ثم قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان- اليونيفل، واستعراض الأوضاع هناك معهم وتهنئتهم بتجديد مدة خدمتهم في لبنان والتمسك بوجودهم من اجل دعم الجيش اللبناني، والعمل المستمر لحفظ السلام وحماية لبنان».

في السياق، أعلن حزب «الكتائب اللبنانية» رفضه لـ«التهديدات الإسرائيلية المتواصلة»، لكنه أكد أنَّ «حماية الدولة وصون سيادتها لا تستقيم إلاّ متى امتلكت هي وحدها من دون سواها، قرار الحرب والسلم، وحفظت حق الجيش المطلق في حصرية امتلاكه على كامل الأراضي اللبنانية».

في موازاة ذلك، اطلّع الرئيس عون من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي استقبله في قصر بعبدا أمس، على المعطيات المالية والاقتصادية الراهنة في البلاد.

وقال سلامة بعد الاجتماع: «استقرار الليرة اللبنانية هو عنوان للثقة ووسيلة للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي، والمصرف المركزي قادر على المحافظة عليها»، موضحاً أن «الدين الموجود في السوق يشكل 56 مليار دولار من أصل 83».